|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بنى مذبحًا للرب الذي ظهر له قال له الله: لا تخف يا إبراهيم من هؤلاء الكنعانيين وما عندهم من عظمة وتشامخ. لا تخف فإن هذه الأرض سوف تتقدس وتتخصص لعبادتي. هكذا يقول الكتاب: "َظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ" (تك12: 7). وعندما ظهر الرب لإبراهيم تبددت مخاوفه، وعندما قال له "لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ". فهم أن العبادة الوثنية سوف تنتهي، فقام فرحًا وبنى مذبحًا للرب وقدّم عليه ذبائح. وفى كل مكان ذهب إليه إبراهيم كان يبنى مذبحًا للرب، وكان يسمى هذا المذبح على اسم الرب، وأحيانًا يسمى المكان على اسم المذبح، ولما كان إبراهيم يرتحل من هذا المكان يظل المذبح قائمًا شاهدًا وتذكارًا أبديًا. وكل من يأتي إلى هذا المكان يعرف أن فيه ظهر الرب لإبراهيم، وفيه أعطى الوعد لإبراهيم، فيقوم بترميم المذبح، ويقدم هو أيضًا الذبائح،فصار المذبح ليس فقط مكانًا لتقديم الذبيحة، ولكنه شاهد مستمر على العلاقة الدائمة بين الله والإنسان. كان المذبح هو الرباط الذي يربط الإنسان بالله. إن كان الرب قد ظهر لإبراهيم وأعطاه وعدًا، فكيف يقدم إبراهيم الشكر لله، كيف يقدم اعترافًا بفضل الله، كيف يقدم عربونًا أو برهانًا على الإيمان، كيف يدخل في شركة الحياة مع الله؟ يقول الكتاب: "فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ" (تك12: 7). لكن.. لماذا الذبيحة والمذبح؟!. ألا يكفى التعبير بكلمات الشكر؟ نجيب: كلا.. ليست هناك عبادة مقبولة أمام الله إلا من خلال الذبيحة، وبدون الذبيحة لا يقبل الله صلاة ولا يقبل عبادة، ولا يجد الإنسان قبولاً أمام الله. هذه هي السمة الواضحة جدًا، وهذه هي علامة من علامات الطريق بالنسبة لنا. ليس بالنسبة لنا فقط إنما بالنسبة للآباء أيضًا. هكذا في كل مكان يأتي إليه إبراهيم، كان يبنى مذبحًا للرب شاهدًا وتذكارًا أبديًا. وسر كل ذلك مفهوم طبعًا لأن وعد الخلاص كان هو بتقديم ذبيحة السيد المسيح على الصليب لإتمام الفداء. |
|