|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المواهب كثير من الأخوة البروتستانت، يتمسكون بالمواهب، ويسعون إليها، ويعتبرونها من حقوقهم كأبناء وورثة. ويضعون أمامهم الآية التي تقول: (جدوا للمواهب الحسني) ولا يكملون باقيها (وأيضًا أريكم طريقًا أفضل) (1كو31:12). وهم يهتمون بالألسنة. وينسون أن الرسول قال مباشرة بعد هذه الآية السابقة (إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة. ولكن ليس محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن) (1كو1:13). ويشرح كيف أن المحبة أفضل من جميع المواهب. ثمار الروح أهم لخلاصكم من مواهب الروح: تحدث القديس بولس عن ثمار الروح في (غل22:5) فقال إنها: (محبة، فرح سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان وداعة، تعفف). والثمرة الأولي (المحبة) قال عنها الرسول إنها أعظم من الإيمان والرجاء (1كو13: 2، 13). بل أعظم من الإيمان الذي ينقل الجبال.. وقال الرب عن المحبة. أنه يتعلق بها الناموس كله والأنبياء (مت40:22). إن التلاميذ الذين فرحوا بالمواهب، قال لهم الرب: (لا تفرحوا بهذا. بل أفرحوا بالحرى أن أسماءكم قد كتبت في ملكوت السموات) (لو20:10). كثيرون كانت لهم مواهب، وفقدوا الخلاص وهلكوا.. لم تنفعهم المواهب، ولم تخلصهم وفي ذلك يقول الرب: (كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب. أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم أني لم أعرفكم قط. إذهبوا عني يا فاعلي الإثم) (مت7: 22، 23). المواهب لا فضل لك فيها. ولذلك لا مكافأة لك عليها. وأنت لا تخلص بها. لماذا إذن الصراع لأجل المواهب. المواهب تحارب الذين يريدون أن تظهر ذواتهم وتتمجد. أما القديسون الكبار، المحبون للاتضاع، فكانوا يهربون من المواهب. وعلي رأي أحد الآباء: (إذا أعطاك الله موهبة، فاطلب منه أن يعطيك إتضاعًا لكي يحمي هذه الموهبة. أو اطلب من الرب أن ينزع هذه الموهبة منك). وبولس الرسول نال من الرب مواهب كثيرة. وقال بعدها: ولئلا أرتفع من فرط الاعلانات، أعطيت شوكة في الجسد. ملاك الشيطان ليلطمني لكي لا أرتفع) (2كو 7:12). هذا الرسول العظيم رجل النعمة الذي صعد إلي السماء الثالثة (2كو2:12) كان في خطر من جهة المواهب! فإن كان هناك خوف علي القديس العظيم بولس الرسول من المواهب، أفلا يخاف الشبان المساكين في هذه الأيام وهم يطلبون المواهب ويقولون إنها من حقهم؟! ويصلي قادتهم من أجلهم، ويضعون عليهم الأيادي لينالوا المواهب! يعقوب أبو الآباء نال مواهب: أخذ البركة، ورأي سلمًا بين الناس والأرض وملائكة الله.. ورأي الله نفسه وتكلم معه. وصارع مع الله والناس وغلب (تك28:32). وخوفًا علي يعقوب من المواهب، ضربة الله علي حق فخذه، فصار يخمع عليها.. أعطاه نوعًا من الضعف في الجسد، يحميه من فكر الكبرياء بسبب المواهب.. أما عبارة (جدوا للمواهب الروحية) فإنها لا تعني أن نطلبها. إنما إعداد القلب بالنقاوة والاتضاع، كي يقبل هذه المواهب التي ليست كلها من نطاق القوات والعجائب، وإنما منها أيضًا الحكمة والعلم والإيمان.. حسب تعليم الرسول (1كو12: 8، 9). إن أردتم أن تطلبوا من الله عطية صالحة، فإن الرب يعلمنا ماذا نطلب. الله يقول في عظته علي الجبل: (أطلبوا أولا ملكوت الله وبره. وهذه كلها تزاد لكم) (مت33:6). إن الصلاة الربية التي علمنا الرب إياها، وهي صلاة نموذجية نلاحظ أنه ليس فيها طلب مواهب. أصعب من المواهب في هذه الأيام، أن يقول الشخص لآخر (اسلمك الموهبة) أو تعال أسلمك الاختيار. ويضع يده عليه، ويصلي، ليمنحه الروح القدس، أو ليمنحه الملء. والعجب أنه حتى النساء، يضعن أيديهن علي الناس لمنحهم الروح القدس! المرأة قد يمنحها الله موهبة الشفاء. ولكن منح الروح القدس هو عمل كهنوتي كان يمارسه الرسل أولا بوضع اليد، ثم صار يمارسه الكهنه في سر الميرون. ونحن ننال الروح القدس في سر المسحة المقدسة بعد المعمودية. قد تحدث الكتاب عن هذه المسحة (1يو2: 20، 27). كما تحدث عن وضع اليد بواسطة الرسل (أع8: 14-17). هذا السلطان الذي كان للرسل، ثم لخلفائهم.. يدعيه الآن الشبان والناس ويسلمون الناس الروح القدس، لكي يمتلئوا ويتكلموا بألسنة! في لاهوتنا الأرثوذكسي، كان الذي يحصل علي موهبة يحاول إخفاءها، كما حدث مع القديس الأنبا صرابامون أبي طرحة في الشفاء ومع غيره من القديسين. نقطة أخري وهي: هل المواهب تطلب أم تمنح؟ إن الله يمنح الموهبة التي يشاء، لمن يشاء، في الوقت الذي تحدده حكمته الإلهية (وملكوت الله لا يأتي بمراقبة) (لو20:17). إنه كالريح التي تهب حيث تشاء (حسبما قسم الله لكل واحد نصيبًا من الإيمان) (رو3:12).. فلماذا إذن طلب المواهب؟ ولماذا الألسنة بالذات. المواهب لا يسلمها أحد لآخر، بل هي مشيئة الله وعمل روحه القدوس. ولكن موهبة الألسنة لمن يطلبها قد ترضي كبرياء الذي يحبون المظاهر، إنها موهبة مغرية للإنسان العتيق، وليس مُغرية للإنسان الروحي. وأسوأ من هذا أن يحتقر هؤلاء غيرهم ممن لا يملكون الموهبة ويعلنون أن مستواهم ضعيف، بينما الكتاب يعلن أن الألسنة ليست للكل (1كو14). أليست هذه الكبرياء مدعاة للشك فيمن يدعون هذه الموهبة؟ إن قال لك شخص: (تعال أسلمك هذا الاختيار) قل له (أنا لا أستحق هذه المواهب. وليس لي التواضع الذي يحتملها. أما إن أراد الله أن يعيطني موهبة فسيعطيني دون أن أطلب. وحينئذ سأطلب منه أن يمنحني تواضعًا ليحميني من الكبرياء. وإن أعطاني الله موهبة، فلن أتحدث عنها، ولن أعلنها للناس، حتى لا أعرض نفسي لحروب روحية أنا أقل من مستواها). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المواهب |
نشكرك يا رب على كل المواهب |
المواهب |
المواهب |
المواهب |