|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب لاهوت المسيح للبابا شنوده الثالث مقدمة لاهوت المسيح موضوع من أهم الموضوعات الحيوية في العقيدة المسيحية. وقد قامت بخصوصه هرطقات كثيرة في شتى العصور، تصدت لها الكنيسة وردت عليها. ولعل من أخطر الهرطقات البدعة الأريوسية التي اشتدت في القرن الرابع الميلادي، وانعقدت بسببها مجامع مكانية وأيضًا أول مجمع مسكوني في التاريخ، انعقد سنة 325 م.، وحضره 318 أسقفًا يمثلون كل كنائس العالم، وشجبوا آريوس وبدعته، ووضعوا قانون الإيمان المسيحي. ومع ذلك ظلت بقايا الأريوسية منتشرة إلى يومنا هذا... وقام ضد لاهوت المسيح فلاسفة وعلماء ملحدون... وقامت ضده بدعة شهود يهوه الرئيسي إلى نيويورك سنة 1909 بأمريكا جمعية "برج المراقبة والكراريس" ولهم العديد من الكتب، أهمها ليكن الله صادقًا، والحق يحرركم وقيثارة الله، والخلاص، والخليقة، والغنى والاستعداد والحكومة، والعالم الجديد، والمصالحة، والوقاية ونظام الدهور الإلهي... ومجموعة عديدة من النبذات يسمونها الكراريس. وسنحاول في هذا الكتاب أن نتكلم عن لاهوت المسيح ببحث إيجابي نثبت فيه هذه العقيدة الأساسية من الكتاب المقدس. ولعلنا في كتاب آخر نتناول كل الاعتراضات مع الرد عليها. وقد تعرض للاعتراضات كثير من قديسين عاصروا الحركة الآريوسية ومنهم: 1 القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه ضد الأريوسيين Contra Arianos. 2 القديس ايلارى أسقف بواتييه في كتابه عن الثالوث De trinitate.. 3 القديس باسيليوس الكبير. 4 القديس غريغوريوس أسقف نيصص. 5 القديس غريغوريوس الثيولوغوس في مقالاته اللاهوتية. 6 القديس كيرلس الأورشليمي في محاضراته للموعوظين (المعدين للعماد). |
17 - 02 - 2014, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
هو اللوجوس (الكلمة) دعي السيد المسيح بـ"الكلمة" (اللوغوس) λόγος في ثلاثة مواضع هامة: 1 (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله" وهنا الحديث عن لاهوته واضح تمامًا. ب (1يو5: 7) "اللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (وهنا اللاهوت واضح أيضًا. والكلمة هنا بدلًا من (الابن) في (متى28: 19). ج (رؤ19: 13) وهو متسربل بثوب مغسول بدم. ويدعى اسمه كلمة الله. وعبارة (الكلمة) هي في اليونانية اللوجوس. وهي لا تعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفي واصطلاحي. كلمة لوجوس مأخوذة من الفعل اليوناني ومعناه ينطق.. وجاء منه المنطق Pronunciation إنما يعنى النطق المعقول أو العقل المنطوق به. ومن هنا كانت عبارة الكلمة تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهي تعنى العقل والنطق معًا. وهذا هو موضع الابن الثالوث القدوس. وطبيعي أن عقل الله لا ينفصل عن الله. والله وعقله كيان واحد. وإذا كان شهود يهوه يرونه إلهًا أصغر غير الله (الإله الأكبر الكلى القدوة)، فهم لا يفهمون معنى عبارة الكلمة التي هي اللوجوس في (يو1: 1) وفي (1يو5: 7). ومادام المسيح هو عقل الله الناطق، إذن فهو الله، وإذن فهو أزلي، لأن عقل الله كائن في الله منذ الأزل. وإذن فهو غير مخلوق. لأن المخلوق لم يكن موجودًا منذ خلقه. ومحال أن نقول هذا عن الله. وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه بدون عقل!؟ ثم بعد ذلك خلق لنفسه عقلًا! وبأي عقل يخلق لنفسه عقلًا؟! إن فهم الثالوث يعرفنا أزليه الأقانيم الثلاثة. وأن أقنوم الكلمة من طبيعة الله ذاته، وكائن فيه منذ الأزل. وهكذا فإن الأقنوم الثاني، اللوجوس، الكلمة، هو أقنوم المعرفة أو العقل أو النطق في الثالوث القدوس، هو "المسيح المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو2: 3)، أو هو أقنوم الحكمة في الثالوث لذلك قال القديس بولس الرسول عن السيد المسيح إنه "حكمة الله" (1كو1: 24). لذلك لما تجسد، رأينا الله فيه، الله لم يره أحد قط (يو1: 18) أي لم يره أحد في لاهوته. ولكنه لما تجسد، لما ظهر في الجسد (1تى3: 16) رأيناه في هذا الجسد، رأيناه متجسدًا. ولذلك قال القديس يوحنا الرسول " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18) أي هو الذي أعطانا خبرًا عن الله، عرفنا الله. وبهذا المعنى قيل أنه "صورة الله غير المنظور" (كو1: 15). وقيل "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. بل أخلى نفسه آخذًا صورة عبد" (في2: 5 7). أي أنه إن ظهر انه معادل لله (مساو له) ما كان يحسب هذا اختلاسًا، لأنه هو هكذا فعلًا. إنما وهو معادل للآب، أخلى نفسه من هذا المجد بتجسده، وأخذ صورة عبد صائرًا في شبه الناس... وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 8). وقال عنه القديس بولس في بدء رسالته إلى العبرانيين "الذي به أيضًا عمل العالمين. الذي بهاء مجده ورسم جوهره... بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائرًا أعظم من الملائكة" (عب10: 2-4). عبارة "رسم جوهره" أي الصورة بها الله في تجسده ن فرأيناه، أي المسيح. ولذلك قال المسيح "من رآني الآب" (يو14: 9). تجسد لأجل فدائنا، ليصنع بذلك تطهيرًا لخطايانا. وقد أخلى ذاته مع أنه بهاء مجد الله، وصورة الله (2كو4: 4). ومع ذلك أنه هو الذي عمل العالمين. وهنا يقدم لنا الرسول صفة من صفات المسيح الإلهية، وهي كونه الخالق. وقد خلق الكون باعتبار أنه اللوجوس: عقل الله وحكمة الله... |
||||
17 - 02 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
البشر أبناء الله وفي هذا الإثبات تواجهنا نقطة هامة وهى: 1 أليس أن البشر جميعاً قد دعوا أولاد الله أيضاً؟ نعم أن البشر قد دعوا أبناء الله، ولكن بمعنى آخر غير بنوة المسيح لله. في سفر التكوين ورد أن " أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك6: 2). والمقصود بأبناء الله هنا أبناء شيث وأبناء أنوش، حينما " ابتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك4: 26). أما بنات الناس فهن نسل قايين. كذلك قال الله في سفر اشعياء النبى " ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على" (اش1: 2). وقيل أيضاً في هذا السفر " أنت يارب أبونا، ولينا" (أش 63: 16). وأيضاً " والآن أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك" (اش64: 8). وهذه عبارات عن البنوة، ولكنها صادرة من مخلوقات، ولا تعنى بنوه من جوهر الله. وورد أيضاً في المزامير " قدموا للرب يا أبناء الله... قدموا الرب " إسرائيل ابنى البكر" (خر4: 22). وقال في سفر الأمثال " يا ابنى أعطنى قلبك" (أم23: 26). وفي العهد الجديد ندعو لله أبانا في مواضع عديدة جداً، يكفى منها قولنا في الصلاة " أبانا الذى في السموات" (متى5: 9)... وعبارات أبوكم السماوي، وأبوك الذى يرى في الخفاء... إلخ كثيرة جداً. # نوع بنوتهم: 2 ولكن بنوة البشر هي بالإيمان، أو المحبة أو التبنى: أما عن البنوة بالإيمان: فقال الكتاب عن السيد المسيح " وأما كل الذين قبلوه، فأعطهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12). فكلمة أبناء هنا تعنى المؤمنين. ب وأما عن بنوة المحبة: فيقول القديس يوحنا في رسالته الأولى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1). إذن هو عمل محبة من الله أن يدعونا أولاده... ج أما عبارة التبنى فقد وردت في (رو8: 23). ومعروف أن الذى يدعى ايناً، وهو ليس ابناً حقيقياً، إنما يكون بالتبنى أو بمفهوم روحى. 3 ومع كوننا أبناء مازلنا ندعى، عبيداً. فالسيد الرب يقول " متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10). والأبرار كلهم دعوا عبيداً. فالرب سيقول لكل من جاهد الجهاد الحسن واستحق الملكوت " نعماً أيها العبد الصالح الأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (متى25: 23). إننا على الرغم من بنوتنا لله، كلنا مخلوقات. والمخلوق لا يدعى إلهاً. حتى الرعاة (الوكلاء) دعوا أيضاً عبيداً مثل رعيتهم. وفي ذلك يقول الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه... طوى لذلك العبد الذى جاء سيده يفعل هكذا " لو12: 42، 43)... |
||||
17 - 02 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
بنوة المسيح للآب 4 أما السيد المسيح فبنوته من جوهر الله نفسه: لذلك كان يدعى أحيانًا (الابن). أو (الابن الوحيد) كما سنشرح فيما بعد، لأن له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره. وسنوضح هنا كيف أن بنوة المسيح للآب ليست بنوة عادية. وكيف شهد لها الكل، حتى الله الآب نفسه، وفي مناسبات معجزيه. وبطريقة تحمل معنى لاهوت الابن. ونذكر في مقدمتها: 5 شهادة الآب للابن في مناسبة العماد: شهد الآب للمسيح وقت العماد قائلًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (متى3: 17) ن (لو3: 22). وهذه الشهادة تأيدت بمعجزات: السماء انفتحت. الروح القدس ظهر بهيئة حمامة وحل عليه. وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد. فإن كانت بنوة عادية، وكل الناس أبناء، ما الحاجة إذن لكل هذه المعجزات؟! إننا من أجل هذه العظمة التي ظهرت وقت العماد، نسمى هذا الحادث بالثيئوفانيا، أي الظهور الإلهي... 6 وشهد الآب له أيضًا في مناسبة التجلي: وذلك في منظر يدل على لاهوته أمام التلاميذ الثلاثة إذ " تغيرت هيئته قدامهم. وصارت ثيابه تلمع جدًا كالثلج " وظهر من السحابة قائلًا: هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا" (مر9: 2 7). فإن كان ابنًا عاديًا فما حاجته إلى شهادة من الآب؟ وما الداعي لهذا المجد في التجلي: النور والسحابة؟ وما الداعي لصوت الله؟ كما أن عبارة " له اسمعوا " تعطينا أيضًا أمرًا في الخضوع له. إن كان الكل أبناء الله، فمن منهم شهد له الآب في مجد كمجد العماد أو مجد التجلي؟ 7 وشهادة الآب للابن قديمة جدًا: تظهر في قوله للابن في المزمور الثاني "أنت ابني اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا، وسلطانك إلى إقصاء الأرض لترعاهم بقضيب من حديد" (ز2: 7 9). هنا بنوة بسلطان، إلى أقاصي الأرض تعجب منها القديس بولس الرسول، وذكرها حينما شرح أن السيد المسيح أعظم من الملائكة تسجد له، فقال " لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابني اليوم ولدتك" (عب1: 5). 8 إن بنوة المسيح لله هي هدف كتابة الإنجيل: فإنجيل مرقس يبدأ بقولة " بدء يسوع المسيح ابن الله" (مر1: 1). فإن كان ابنًا كسائر الأبناء، ما الداعي لهذه العبارة وكل المعجزات الذي ذكرها بعدها... والقديس يوحنا بعد أن ذكر في إنجيله معجزات لم يذكرها أحد من قبل، وبعد أن سجل أحاديث المسيح الدالة على لاهوته، قال بعد ذلك " وآيات أخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20: 30، 31). إذن فهي ليست بنوة عادية، وإنما بنوة تثبتها كل تلك الآيات الدالة على لاهوته. وإن كان ابنًا عاديًا، فما لزوم سرد 10 كانت بنوة المسيح لله سبب حكم مجمع السنهدريم عليه: لقد احتار رؤساء الكهنة كيف يحكمون عليه، بعد أن تقدم للشهادة شهود زور كثيرون لم تتفق أقوالهم، حينئذ قال له رئيس الكهنة "استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟" (متى 26: 63). فإن كانت بنوة عادية مثل بنوة باقي الناس لله، ما معنى أنه يستحلفه رئيس الكهنة أمام أكبر محفل كهنوتي وقتذاك ويسأله عن بنوته. فلما إجابة المسيح بالإيجاب، وأضاف على ذلك أمرين يلقيان بلاهوته وهما جلوسه عن يمين القوة، وإتيانه على سحاب السماء "مزق رئيس الكهنة ثيابه، وقال قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه" (متى26: 63 65). وقدموه للموت لهذا السبب. 11 وبنوة المسيح لله كانت موضع حيرة الشيطان: لذلك نراه في التجربة على الجبل يقول له "إن كنت ابن الله، فقل أ تصير هذه الحجارة خبزًا" (متى4: 3). سؤال الشيطان يقصد به هذا النوع من البنوة لله التي لها قدرة معجزية خارقة للعادة تحول الحجارة خبزًا وليست بنوة عادية مثل بنوة سائر الناس. ولعل نفس السؤال به الشيطان وقت الصليب على ألسنة الناس القائلين له "إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (متى27: 40). إذن فالمفهوم هنا من الكل أنها بنوة لها قوة المعجزة التي تستطيع أن تنزل من على الصليب، وليست بنوة عادية يشترك فيها الكل. 12 وهذه البنوة كانت موضع بشارة الملاك للعذراء: لقد قال لها " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). فلو كان ابنًا لله كسائر الناس، ما كان الأمر يحتاج إلى حلول الروح القدس، وقوة العلى على والدته، لكي بذلك يدعى ابن الله. إذن هي هذه البنوة التي من الروح القدس، كما قال الملاك أيضًا ليوسف " الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى1: 20). وهي البنوة التي يدعى بها قدوسًا، وهذه صفة من صفات الله. وقال الملاك أيضًا للقديسة العذراء عن ابنها أنه " يكون عظيمًا وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داوود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. ولا يكون لملكه نهاية" (لو1: 32، 33).. ولا يوجد إنسان من بنى البشر لا يكون لملكه نهاية، ويملك إلى الأبد. إنما هذه صفة من صفات الله. إذن فقد كانت بشارة العذراء عن بنوة المسيح لله تحمل معنى اللاهوت الذي يملك إلى الأبد ولا تكون لملكه نهاية. ولعل هذه البشارة تذكرنا بما ورد عن هذا الابن في نبوءة دانيال إذ قال عنه كابن للإنسان "أعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانًا سلطان أبدى ما لن يزول، وملكوته لا ينقرض" (دا7: 13، 14). 13 وارتباط هذه البنوة بألوهيته أمر ورد في نبوءة إشعياء: فقد قال "يولد لنا ولد، ونعطى ابنًا. وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (اش9: 6). فهناك عبارة "ابن"، وعبارة "إلهًا قديرًا" تجتمعان معًا في نبوءة واحدة. وحتى كلمة (عجيبًا) تذكرنا بقول الرب لمنوح آبى شمشون "لماذا تسألني عن اسمي وهو عجيب" (قض 13: 18، 22). 14 وهذه البنوة المرتبطة بالإلوهية وردت في سفر الأمثال أيضًا: قال " من يصعد إلى السماء ونزل؟ من جمع الريح في حفنتيه؟ مَنْ صَرَّ المياه في ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه واسم ابنه إن عرفت؟!" (أم30: 4). وهنا لا يتحدث عن واحد من أبناء عديدين، إنما عن ابن واحد يتميز عن الكل، لأنه من طبيعة الله ولاهوته. 15 وورد الاعتراف ببنوته لله في معجزة المشي على الماء: معجزة المشي على الماء كانت تحمل معنى اللاهوت، لأنها سلطان معجزي على الطبيعة. وقد مشى المسيح على الماء، بمعجزة عجيبة لم يروها من قبل فقال له بطرس " إن كنت أنت هو، فمرني أن آتى إليك على الماء " فسمح له "ومشى بطرس بقوة الرب. ثم شك فسقط فنجاه الرب. فماذا حدث؟ يقول الكتاب إن " الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 25 33). هل يقصدون بهذه العبارة بنوة عادية مثل بنوة باقي البشر لله؟ مستحيل. فالبنوة العادية ليس دليلها على الماء، والسماح لتلميذه بالمشي على الماء مثله. لذلك سجدوا له وهم يقولون هذه العبارة. وفي هذا السجود اعتراف بأنه ابن الله من نوع فريد ليس لأحد من الناس، بنوة لها قوة المعجزة الخارقة والسيطرة على الماء والريح. 16 وبسبب نفس القدرة المعجزية للاهوته، اعتراف نثانائيل بأن المسيح ابن الله: قال الرب لنثانائيل "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك" (يو1: 48). فلما أدرك نثانائيل قوة الرب على معرفة الغيب سواء برؤيته، أو بقصة مخفاة في حياة نثانائيل، أجاب وقال "يا معلم أنت ابن الله" (يو1: 49). وطبعًا لم يكن المقصود هنا البنوة العامة لبنى البشر، وإنما البنوة التي لها من صفات اللاهوت معرفة الغيب. والسيد المسيح تقبل هذا الاعتراف من نثانائيل، وأضاف عليه ما يقوى هذا الإيمان فيه. فقال له "هل آمنت لأني قلت لك أنى رأيتك أنى تحت التينة؟ سوف ترى أعظم من هذا... من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو50: 51). 17 وإيمان قائد المائة ببنوة المسيح لله، إيمان مرتبط كذلك بمعجزة: يقول إنجيل معلمنا متى " وأما قائد المائة والذين معه يحرسون يسوع، فلما رأوا الزلزلة وما كان، خافوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله" (متى27: 54). أنظر أيضًا (مر15: 38: 39). إنهم رأوا معجزة الزلزلة، والظلمة أيضًا التي حدثت على الأرض كلها وقت الصلب، من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة أي في الظهيرة تمامًا. لذلك آمنوا وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله. وهم يقصدون طبعًا البنوة من لاهوته التي لها السيطرة على الطبيعة. لذلك قال الكتاب إنهم خافوا. ولعله قد قوى إيمانهم هذا، لما حدث أن أحد العسكر ضربة بالحربة فخرج من جنبه دم وماء" (يو19: 34). 18 ومعجزية العماد هي التي جعلت المعمدان يشهد أن المسيح ابن الله: لقد شهد يوحنا وقال " وأنا لم أكن أعرفه. ولكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو1: 34). وهذه البنوة لله التي يشهد بها يوحنا الكاهن والنبي، ليست هي بنوة عادية إنما هي بنوة بعد معجزة، تحمل معنى الاعتراف بلاهوته، إذ أنه قال في نفس المناسبة " هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدى رجل كان قدامى، لأنه كان قبلي" (يو1: 30) والمعروف أن المسيح ولد بعد يوحنا المعمدان بسته أشهر. 19 والاعتراف بهذه البنوة، ظهر في معجزة منح البصر للمولود أعمى: بعد المعجزة قابله الرب وقال له: أتؤمن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأومن به. فقال له يسوع قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو. فقال أومن يا سيد وسجد له" (يو9: 35 38). إلى إيمان، وإلى معجزة، وكانت نتيجتها أنه سجد له كابن الله... ويزيد هذه المعجزة أهميته وهنا ليس الحديث عن بنوة عادية لله يشترك فيها جميع الناس، وإلا ما كان المولود أعمى يسأل: من هو يا سيد؟ ولو كانت بنوة عامة لقال المولود أعمى: كلنا أبناء الله وأنا نفسي ابن الله، لكنها بنوة احتاجت أنها تحمل إعلانًا من السيد المسيح نفسه أنه ابن الله وتحمل أيضًا دعوته الناس إلى هذا الإيمان. كذلك الإيمان به كابن الله أمر احتاج إلى كرازة وشرح: ويظهر هذا الأمر واضحًا في إيمان الخصي الحبشي، الذي قابله فيلبس وكان هذا الخصي يقرأ نبوءات إشعياء عن المسيح، وما كان يفهم معنى ما يقرأ. فشرح له فيلبس ذلك الإصحاح. وبشره بيسوع فطلب العماد. فقال له فيلبس "إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز؟ فأجاب وقال أنا أومن أن يسوع هو ابن الله" (أع 8: 28-37). والبنوة العامة لا تحتاج إلى شرح وتفسير وكرازة لأنها للكل. ولعل من نفس هذا النوع إيمان مرثا التي شرح لها المسيح أنه القيامة والحياة وقال "من آمن ولو مات فسيحيا. فقالت له: نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم" (يو11: 25-27). طبعًا كانت تقصد بنوة لها الصفة المعجزية تؤيدها عبارة (الآتي إلى العالم). أي أنه ليس من هذا العالم، وإنما أتى إليه. 21 وهي بنوة أعلنها المسيح في أكثر من موضع: واضحة في دعواته أعمى إلى الإيمان (يو9: 35-37). وواضحة أيضًا في قوله لملاك كنيسة ثياتيرا في سفر الرؤيا "هذا ما يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نار" (رؤ2: 18). وواضحة في كل أحاديثه عن الابن. 22 وهي بنوة أقنومية في الثالوث القدوس: كما قال السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والروح القدس" (متى28: 19). واستخدام (اسم) هنا بالمفرد تعنى أن الثلاثة واحد. ولما كانت بنوته للآب ليست بنوة عامة، وإنما هي بنوة خاصة بمعنى خاص يعنى لاهوته. لذلك كان يلقب بالابن. |
||||
17 - 02 - 2014, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
الابن 23 وعبارة (الابن) في الكتاب تعنى المسيح وحده: وفي هذا يقول السيد المسيح عن نفسه "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو8: 36).قال هذا يبشرهم بأنه جاء ليحرره من خطاياهم. وقال القديس يوحنا الإنجيلي " من له فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له حياة" (1يو5: 12). وهكذا جمع في آية واحدة بين عبارتي الابن وابن الله ليدلا على كائن واحد. وقال أيضًا "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم" (1يو4: 14). وعبارة الابن وحدها تعنى المسيح. وقال القديس يوحنا المعمدان " الآب يحب الابن، وقد دفع كل شيء في يده. الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 35، 36). وواضح أن استعمال كلمة (الابن) هنا خاص بالسيد المسيح وحده، يضاف إليه بركات الإيمان به، ودفع كل شيء إلى يديه، أي كل سلطان، حتى سلطان منح الحياة الأبدية. إن المسيح كان يتحدث عن نفسه باعتباره الابن وابن الله. 24 واليهود كانوا يفهمون هذه البنوة لله بمعناها اللاهوتي: لذلك لما سألوه في مجمع السنهدريم هل أنت المسيح ابن الله وأجاب بالإيجاب. مزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود" (متى26: 65). ويقول إنجيل يوحنا "من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوة معادلًا نفسه بالله" (يو5: 18). لاهوته هذا كان سبب طلبهم قلته إذ قالوا له "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا" (يو10: 33). وهذه هي التهمة التي قدموه بها للصلب، وقالوا لبيلاطس "لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله" (يو19: 7). وليست البنوة العامة تدعو إلى الحكم بالموت، هذه التي يقول فيها إشعياء النبي "أنت يا رب أبونا" (اش64: 8). ولكنها البنوة الخاصة التي يفهم منها لاهوته، وأنه معادل لله. |
||||
17 - 02 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
ابن الله الوحيد لقد أطلق على السيد لقب ابن الله الوحيد، لتميزه عن باقي أبناء الله الذين دعوا أبناء بالمحبة، بالإيمان، بالتبني، أما هو فإنه الابن الوحيد الذي من نفس طبيعة الله وجوهره ولاهوته. وقد دعى ابنًا في المواضع الآتية: 1 " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18) أي أنه أعطى خبرًا عن الله، أي عرفنا الله عن طريق ابنه المنظور لنا بتجسده، بينما الآب غير منظور في لاهوته. وهكذا قال في موضع آخر لتلميذه فيلبس " الذي رآني فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟!" (يو14: 9). 2 ورد تعبير الابن الوحيد في قوله أيضًا " هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). 3 "الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو3: 18). وكون الإيمان بهذا الابن الوحيد يؤهل للحياة الأبدية، ويمنع الدينونة، فهذا دليل على لاهوته، إن سلك الإنسان حسبما يليق بهذا الإيمان. 4 كذلك قال القديس يوحنا في رسالته الأولى "بهذا أظهرت محبة الله فينا، أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به" (1يو4: 9). ولا يمكن أن نحيا به إلا إن كان هو الله، لأن الله هو مصدر الحياة. 5 وقال في الإصحاح الأول من إنجيله " والكلمة صار جسدًا وحل بيننا، ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يو1: 14). وهنا يتحدث عن المجد اللائق به كابن الله الوحيد.هذه خمسة شواهد من الكتاب تتحدث عن السيد المسيح باعتباره الابن الوحيد للآب، تمييزًا له عن باقي البشر. أما دليل بنوته على لاهوته فيكفى في هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة الأبدية. والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة، بينما عدم الإيمان به سبب الدينونة. وأن له المجد اللائق بابن الله الوحيد. |
||||
17 - 02 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
علاقة المسيح بالآب |
||||
17 - 02 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
جلوسه عن يمين الآب · وهذه الحقيقة سجلها الوحي الإلهي في مواضع كثيرة، نذكر منها: أ قول السيد المسيح لأعضاء مجمع السنهدريم أثناء محاكمته "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء" (متى26: 64). ب قول القديس اسطفانوس أثناء استشهاده "ها أنا أرى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 56). ج قول القديس الإنجيلي في قصة الصعود "ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله" (مر16: 16). د قول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح "بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس عن يمين العظمة في الأعالي" (عب1: 2، 3). ه وفي شرحه كيف أن المسيح أعظم من الملائكة، قال "لمن من الملائكة قال قط: اجلس عن يمين، حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك" (عب1: 13). وقد أخذ هذا عن مزمور (110: 1). الذي ورد فيه الرب لربى اجلس عن يميني...". فماذا يفهم من جلوس المسيح عن يمين الآب؟ · الآب ليس له يمين ولا شمال، لأنه غير محدود. كما أنه مالئ الكل. لا يوجد فراغ عن يمينه لكي يجلس فيه أحد. فما معنى الجلوس عن يمينه؟ · إن كلمة اليمين ترمز إلى القوة وإلى البر وإلى العظمة. كما قيل " يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتني. يمين الرب صنعت قوة فلن أموت بعد بل أحيا" (مز117). ويعنى أن قوة الله صنعت هذا وهنا يمين الآب وبر الآب وعظمته. ولذلك قيل أيضًا عن الابن إنه جلس عن يمين القوة حينًا، وعن يمين العظمة حينًا آخر. · وكلمة جلس هنا تعنى استقر... ومعنى هذا أن الابن الذي في إخلائه لذاته كان يبدو أمامكم في ضعف، تلطمونه وتجلدونه، وتصلبونه، هذا بالصعود قد دخل في قوته. ولم تعودوا ترونه ضعيفًا فيما بعد... حتى أنه في مجيئه الثاني سيأتي على السحاب، في مجده، محاطًا بالملائكة والقديسين (متى25: 31). لأنه في المجيء الثاني سيأتي "بقوة ومجد كثير" (متى24: 30). كذلك فإن الابن الذي وقف أمامكم كخاطئ ومذنب، ووقف أمام الآب حاملًا كل خطايا العالم... هذا سيجلس عن يمين أبيه، أي في بره، لا يجرؤ أحد أن يتهمه فيما بعد. إن عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعنى أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن في مجده. ولهذا قيل في جيئة الثاني إنه يأتي "بمجده ومجد الآب" (لو9: 26) وقيل "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته" (متى16: 27) هذا المجد هو الجلوس عن يمين الآب. |
||||
17 - 02 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
إرساله للروح القدس ينقسم هذا الإثبات إلى أربع نقاط هي: 1 الله روح. 2 الله هو المتصرف في روحه طبعًا. 3 السيد المسيح يسكب روح الله، ويرسل روح الله، وينفخ روح الله. 4 استنتاج لاهوت المسيح. 1 الله روح: وهذا واضح من قول السيد المسيح نفسه "الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو4: 24). وأيضًا قول الرسول " وأما الرب فهو الروح" (2كو3: 17). 2 الله هو الذي يسكب روحه: وواضح هذا من قول الرب في سفر يوئيل "أنا الرب إلهكم وليس غيري ويكون بعد. ذلك أنى أسكب روحي على بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلامًا، ويرى شبابكم رؤى" (يوئيل 2: 27-29). وفي (خر39: 29) "لأني سكبت روحي على بيت إسرائيل يقول السيد المسيح الرب". 3 والله يرسل روحه إلى العالم، أو يجعل روحه على البشر: يقول المزمور "نرسل روحك فتخلق، وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30) ويقول الرب في سفر حزقيال "وأجعل روحي في داخلكم" (خر36: 27). وفي سفر العدد "يا ليت أنى كل الشعب كانوا أنبياء إذا جعل الرب روحه عليهم (عد11: 29). ويقول بولس الرسول ".. الله الذي أعطانا أيضًا روحه القدوس" (1تس4: 8). 4 ومع ذلك فالسيد المسيح قد سكب روح الله على التلاميذ. وهذا واضح من (أع2: 33). وهذه النقطة بالنسبة إلى شهود يهوه ليست في حاجة إلى إثبات. فهم يعترفون بها في كتابتهم (.. ليكن الله صادقًا ص 44 فقرة 5) إذ يقولون "إن روح الله قد انسكب بيد يسوع على التلاميذ في يوم الخمسين. 5 والسيد المسيح يرسل روح الله: وهذا صريح جدًا في إنجيل يوحنا إذ قال السيد لتلاميذه " ومتى جاء المعزى الذي أرسله إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الله ينبثق، فهو يشهد لي" (يو15: 26). وقال لهم أيضًا " لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم (يو16: 7). وقال لهم أيضًا "لأنه إن لم أنطلق يأتيكم المعزى. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" (يو16: 7). 6 السيد المسيح ينفخ روح الله: كما ورد في إنجيل يوحنا " ولما قال هذا نفخ وقال: اقبلوا الروح القدس" (يو20: 22). # استنتاج : 7 من كل هذا يمكن أن نستنتج لاهوت المسيح: أ من ذا الذي يستطيع أن يسكب روح الله، ويرسل روح الله ن وينفخ روح الله في الناس، إلا الله ذاته. وإن كان السيد المسيح قد فعل ذلك، ألا يكون هو الله إذن؟ ب يقول الله في سفر يوئيل "أنى أسكب روحي على كل بشر" ويستشهد بطرس الرسول بهذه الآية عند حلول الروح القدس في يوم الخمسين: " يقول الله إني أسكب من روحي على كل بشر" (أع2: 16، 17). بينما يقول في سفر الإصحاح إن المسيح بعدما ارتفع " سكب هذا الذي أنتم تبصرونه وتسمعونه" (أع2: 33). فمن يكون المسيح إذن، هذا الذي يسكب روح الله على الناس، إلا الله نفسه. ج لا يمكن أن نتصور، ولا يتصور شهود يهوه، أن هناك قوة غير الله تستطيع أن ترسل روح الله أو تسكب روح الله. |
||||
17 - 02 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لاهوت المسيح
علاقاته الأخرى بالروح القدس وسنعرض هنا نقطتين هامتين: أ قول الرب في حديثه مع التلاميذ عن الروح القدس: " ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 14). " كل ما للآب هو لي. لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 15). فكيف يمكن لروح الله أن يأخذ من أحد ليعطى الناس؟.. روح الله الذي كان يتكلم في أفواه الأنبياء، والذي كان يعرفهم بكل شيء، ويمنحهم المواهب المختلفة... كيف يمكن أن يأخذ روح الله من المسيح إلا أن يكون المسيح هو الله نفسه. فما هو التفسير الروحي لأخذ الروح القدس من المسيح؟ المسيح هو الأقنوم الثاني متجسدًا. والأقنوم الثاني هو أقنوم العقل والمعرفة والفهم والنطق في الثالوث القدوس. لذلك فإن الروح القدس يمكن لاهوتيًا أن يأخذ من أقنوم المعرفة. وأيضًا يفسر السيد المسيح هذا الأمر بقوله " كل ما للآب فهو لي " وهذه آية أخرى تثبت لاهوته سنتعرض لشرحها عندما نتكلم عن علاقة الآب بالابن. تفسير آخر: هو أن الروح القدس يأخذ من استحقاقات الفداء التي قدمها المسيح، ويعطى الناس في أسرار الكنيسة. مثال لذلك: يأخذ من استحقاقات الغفران التي تمت في فداء المسيح لنا، ويخبر الناس أن خطاياهم قد غفرت، سواء في سر المعمودية، أو في سر الافخارستيا. ننتقل إلى نقطة أخرى في إثبات لاهوت المسيح وهي: ب دلالة أن المسيح حبل به من الروح القدس: نرجع إلى قصة ميلاد المسيح، فنرى أن القديس متى الإنجيلي يقول " ولما كانت مريم أمة مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس" (متى1: 18). ويؤيد هذا بقول الملاك ليوسف".. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى1: 20). والقديس لوقا الإنجيلي يسجل كلام الملاك للقديسة العذراء، ومنه " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). # استنتاج : فمن يكون المسيح إذن؟ وماذا تكون طبيعته؟ 1 إنه من روح الله، كما يقول متى الرسول "الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" لذلك حل روح الله على مريم، ووجدت حبلى من الروح القدس، ولما كان المسيح قد ولد من روح الله، لذلك كانت لولادته نتيجتان حسب رواية لوقا الإنجيلي: أنه قدوس، وأنه ابن الله وكلاهما يدلان على لاهوته. 2 الله روح (يو4: 24). والمسيح من روح الله، إذن هو من ذات جوهر الله وله نفس طبيعته. لذلك دعى قدوسًا، وهذا اسم من أسماء الله، حسبما قالت السيدة العذراء في تسبحتها "واسمه قدوس" (لو1: 49). وهذه النقطة سنفرد لها بحثًا خاصًا. |
||||
|