لماذا امتدت خطيئة آدم الأصلية إلى كل البشرية ؟
سقوط آدم أو مانسميه بالخطيئة الأصلية أو الخطيئة الجدية، هو رفض آدم العلاقة مع الله التي خلقه من أجلها. وسقوط آدم هو عصيان لارادة الله. وهذا الوضع غير الطبيعي امتد إلى كل ذرية آدم.(بانسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع(رومية12:5). وكما يقول القديس أوغسطينوس: وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه أي المعنى هنا سببي بسبب أنهم جميعهم أخطاؤا .
إذاً أخطأ آدم لأنه أراد أن يكون هو نفسه الاله الذي يعرف الخير والشر. وهو حال الانسان دوماً. فنحن نميل للشر وتتسلط علينا الخطيئة، والشر في عالمنا ينقسم إلى:
1- الشر الطبيعي (الموت- العذاب- الألم).
2- الشر الأدبي أو الروحي (فوضى الرغبات والخطيئة المتولدة عنها).
بمعنى آخر يقول كاتب المزمورهأنذا بالآثام حبل بي وبالخطايا ولدتني أمي-مزمور7:50). فالانسان يولد بالخطيئة، وعندما تغلب ابليس على آدم وأوقعه في الخطيئة فقد تسربت إلى طبيعة الجسد لذائذ ونجاسات، وهكذا صار البشر خطاة، ليس لأنهم شاركوا آدم الخطيئة بل لأنهم من طبيعته التي سقطت تحت الخطيئة. إذاً فسدت طبيعة الانسان بسبب الخطيئة الأصلية.
نتائج عصيان آدم وحواء أوامر الله
1- الموت الروحي والأدبي(تكوين17:2): بمعنى انقطاع اتصال الروح بالله. أو الانفصال عن الله. فقد أظلمت روح الإنسان، ولم تعد قادرة على الاتصال بالله بسبب الخطية. ففقد الإنسان حياة النعمة وأصبح يعيش في غربة.
2- الموت الجسدي: أي انفصال الروح عن الجسد الذي يتحلل إلى تراب.(لأنك تراب وإلى التراب تعود- تكوين19:3).
3- الطرد من حضرة الله(من جنة عدن): فاخرجه الرب الاله من جنة عدن (تكوين23:3). فالله الكامل القدوس لا يمكن أن يسكن مع الخطاة والأشرار، بل أنقياء القلب وحدهم هم الذين يعاينون الله لأنه لا شركة للنور مع الظلمة.
لقد أضحت الطبيعة البشرية النقية ملوثة بالخطية، وهكذا عرف الشر طريقه لكل الانسانية.
4- حلول غضب الله. فلعن الحية ووضع عداوة بينها وبين نسل المرأة. وقرر للمرأة أن تلد البنين بالآلام، ولعن الأرض وقرر العمل والتعب لآدم(تكوين3: 14-18).
5- فقدان الانسان سلامه: وأصبح يشعر بالخوف (فقال آدم للرب سمعت صوتك فخشيت لأني عريان- تكوين10:3).
6- تفكك في وحدة الإنسان: مع ذاته: حيث ثارت عليه الشهوات والغرائز، وصار يمجد المال والقوة والجاه والنفوذ والجنس والعلم.
مع غيره: فالخطية بإبعادها الإنسان عن الله تبعده عن قريبه. فالسقوط تلاه قتل قايين لأخيه هابيل ثم انفجرت الأحقاد بين البشر.
مع الطبيعة: صار هناك عدم انسجام بين الإنسان والطبيعة. وصار الإنسان ضحية لنواميس الكون التي أصبحت مصدر متاعب وكوارث ونكبات له، وأخذت الحيوانات تؤذيه والجراثيم تفتك به.