فى مسجد «الحاكم بأمر الله» نص ساعة صلاة والباقي «شيشة»!!!
لم يكن قرار وزارة الأوقاف بغلق المساجد مباشرةً بعد الصلاة السبب الوحيد لغضب رواد مسجد «الحاكم بأمر الله» فى شارع المعز، الذى اعتادوا زيارته للتمتع بجمال ساحته الخارجية والجلوس بين أروقته خاصةً فى الفترة ما بين صلاتى المغرب والعشاء، لكن يظل اتخاذ مجموعة شباب من أبناء منطقة «القاهرة الفاطمية» لمحيط المسجد لإقامة مقاه وساحات للعب، من أهم الأسباب التى زادت من حدة غضب زوار «الحاكم بأمر الله». درجة سُلم واحدة تفصل بين حرم المسجد والمقهى المحيط به، فبمجرد أن يرتدى زائر المسجد حذاءه للخروج منه يجد نفسه بين مجموعة من الكراسى الخشبية والطاولات الموضوعة على حواف المسجد لتقديم شيشة وخدمة ترفيهية لزائرى شارع «المعز»، وهى الخدمة التى تتضمن تشغيل أغنيات شعبية لتسلية الشباب الذين يتوافدون على ذلك المقهى لممارسة لعبة «البلياردو» التى يضعها صاحب المقهى فى إحدى الزوايا المقابلة لباب المسجد الرئيسى. ياسمين محمد، إحدى الزائرات المنتظمات لمسجد «الحاكم بأمر الله» أعربت عن أسفها لما وصل إليه الحال فى المسجد، وعلقت على أن يكون أول ما تستمع إليه بعد خروجها من صلاة المغرب التى سمحت لها بالبقاء داخل صحن المسجد لمدة نصف ساعة فقط أغنية شعبية تحمل الكثير من الإيحاءات والألفاظ الخارجة، قائلة: «الواحد حاسس إنه كان فى الجنة وطلع منها»، مؤكدة أن إقامة مقهى على أعتاب المسجد وتعليق أنوار على السور المحيط بساحته يعتبر استخفافاً بقدسية المكان. «الوضع من سيئ لأسوأ، والوزير هو المسؤول الأول عن كل التعديات اللى بتحصل فى الأماكن الأثرية، ومش معقول نبرر أى تعديات بأن الداخلية مش راضية تأمن المناطق السياحية لعدم وجود سائحين، أو أن الناس قليلة الأدب»، هكذا علقت المهندسة سالى سليمان، واحدة من مؤسسى «الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار»، على استمرار الإهمال فى المناطق الأثرية خاصةً فى القاهرة الفاطمية، مؤكدةً وجود أماكن أثرية تفوق المخالفات فيها ما يشهده شارع المعز لدين الله الفاطمى، وأنه قد يؤدى تخاذل وزارة الآثار على مدار الأعوام الماضية إلى انهيار جزء كبير من آثارنا الإسلامية.
مصدر المصري اليوم