|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد 31 ذكريات المحبة مع الله(2) السبت 31 اغسطس 2013 بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر فيزدادون محبة لله.أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية.. أسباب محبة النفس لله: حب العروس للرب في سفر النشيد له أسباب عديدة منها: 1-أول كل شيء هو أن حب الله متعتها ولذتها: تقول لهحبك أطيب من الخمر, محبة تسكر تنتشي بها النفس...بل تقول أكثر من هذا إنني مريضة حباأي أن محبة الله دغدغت أعضاءها فلم تعد تحتمل تلك الطاقة الجبارة من الحب الإلهي. جسدها أضعف من طاقات الروح فلم تعد طاقة الجسد علي احتمال الحب الروحي فأصبحت مريضة حبا. إنسان ترتفع درجة حرارة جسده, إذ هو مريض جسديا,وإنسان ترتفع بالحب حرارة روحه فإذ هو مريض حبا مدروخمن الحب الإلهي مثلما قيل لبولس كثرة الكتب حولتك إلي الهذيان يابولس. هذا الهذيان البولسي المقدس نشتهي جميعا أن نصاب به... إنسان من فرط الحب الذي به يتكلم كلاما لايفهمه الناس, ويشعر شعورا لايدركه الناس فيحسبونه يهذي..! مشكلتنا أن محبة العالم تتصارع مع محبة الله فينا. فالجسد يشتهي ضد الروح.. نحن نحب الله ونلتذ بالعالم ويوجد فينا شيء من التضاد ومن التناقض ومن الصراع. أما الإنسان الذي يحب الله حقا ,ومحبة الله لذته,فليس فيه صراع ولا جهاد ولا يتعب في تنفيذ الوصية لأنها لذته. يتغني بوصايا الله كما تغني بها داود في مزاميره وصاياك هي لهجي هي لذته سراج لرجلي ونور لسبيلي وجدت كلامك كالشهد فأكلتهواسم الله أيضا حلو في فمه كما نقولحلو اسمك ومبارك في أفواه قديسيكوكما قال داودمحبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتيوكما تقول عذراء النشيداسمك مهراقونترجمها في القداسطيب مسكوب هو اسمك القدوس. طيب مسكوب هو اسمك, لذلك أحبتك العذاري. العذاري هي النفوس التي لم تعط ذاتها لآخر وأحبت الرب من كل القلب سواء أكانت من البتوليين أو المتزوجين.. لذلك لقب الكتاب كل الذين يخلصون بخمس عذاري حكيمات. ثانيا: العروس تحب الله لأنها لاتجد له شبيها بين الآلهة. كما نغني له في التسبحة من في الآلهة يشبهك يارب أنت الإله الحقيقي صانع العجائب؟!إن وضعنا الله وسط كل مشتهيات العالم, وكل آلهته نجده يفوقها...لذلك تقول عذراء النشيد: حبيبي أبيض وأحمر,معلم بين ربوة. الربوة هي 10000 أي إذا وضعت حبيبي بين عشرة آلاف تجده مميزا بينهم. متي إذن يتميز الرب في قلبك عن كل مشتهيات الدنيا وكل سكانها وتجده يفوقهم جميعا. ثالثا:العروس تحب الرب أيضا لأنه جميل: ها أنت جميل يا حبيبي هكذا تقول عروس النشيد للرب ماذا تعني بعبارةجمال الرب؟تعني أن إنسانا يسير في طريق الرب فيجد الباب ضيقا والوصية ثقيلة ولولا خوف الأبدية ما كان يستمر. فيقول للرب:من أول معرفتي بك عرفت التجارب والضيقات وعرفت الصليب وجثسيماني وعرفت البكاء والدموع وهكذا لايري الرب جميلا ..ربنا هذا هو شهوة نشتهيها ونستبدل به شهوة العالم وكما قال أحدهم إن القداسة هي استبدال شهوة بشهوة استبدال شهوة العالم بشهوة اللهنشتهي الله وكل ما يحيط به ونجد فيه لذة وفرحا ومعه لايعوزنا شيء. ما أجمل التأمل في صفات الله إنها تفرض محبته في القلب حلقه حلاوة كله مشتهيات صدقوني لو أنكم لم تأخذوا من سفر النشيد سوي عبارة كله مشتهياتلكان هذا يكفي. إن الله ليس ضريبة مفروضة عليكم,وليس نيرا موضوعا علي أعناقكم وليس حاكما جبارا بل هو كل مشتهياتكم. لما أحب أوغسطينوس الله صغر العالم في عينيه بكل شهواته,ولما أحب بولس الله قالخسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفايةوأنت عندما تحب الله ستموت محبة العالم في قلبك.. قد تعتقد الآن أنه من الصعب التخلص من إحدي الخطايا لأن محبة الله لم تملك عليك بعد, أما إن أحببته فستجد أن الخطية فارقتك بكل سهولة. رابعا:العروس أحبت الله لأنه راعيها: يهتم بها,يرعاها بين السوسن في مواضع خضر, عند مياه الراحة,يرعاها في الجنات عند خمائل الطيبحبيبي نزل إلي جنته إلي خمائل الطيب ليرعي في الجنات ويجمع السوسن كلام موسيقي وجميل..لعلك تقول أين هذه الجنات والسوسن والطيب ولسنا نجد سوي صوم ومطانيات وتجارب؟! خامسا: والعروس أحبت الرب لأنه قوي يحرس ويسند,تشعر النفس في رعايته أنها محاطة بقوة عجيبة...إله جبروته ليس ضد الإنسان وإنما من أجل الإنسان لحمايته ورعايته. ما أكثر الصفات التي من أجلها نحب الله,لو أحصيناها واحدة فواحدة ما كان العمر كله يكفي لسردها. وبعد,نود بهذا المقال أن نختم هذه التأملات حاليا في سفر النشيد. |
|