«الدستور الأصلي» تنشر تفاصيل التحقيقات مع المرشد
بديع: ندرك أن التحركات الشعبية فى 30 يونيو سببها تباطؤ
على مدار ٥ ساعات من التحقيقات التى أجرتها معه النيابة فى أحداث العنف التى وقعت أمام مكتب الإرشاد فى المقطم، أنكر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التهم المنسوبة إليه، وتمسك بنفيها طوال الوقت، قبل أن يأمر إسماعيل حفيظ، ومحمد الجرف، وكيلا نيابة حوادث جنوب القاهرة، بإرفاق التحقيق التكميلى معه لملف القضية التى سبق وأحيلت إلى «الجنايات» فى 4 من أغسطس الجارى، هو ونائبه المهندس خيرت الشاطر، ونائب المرشد رشاد البيومى. بدا محمد بديع مرهقا، وتحدث فى معظم فترات التحقيق بصعوبة نظرا إلى الإجهاد الذى تعرض له على مدار اليومين الماضيين من كثرة التحقيق معه فى عدد من القضايا والأحداث على مستوى نيابات مختلفة فى القاهرة تحت إشراف المستشار هشام بركات، النائب العام، والذى كان يتابع التحقيقات لحظة بلحظة مع فريق التحقيق. انتقلت النيابة إلى سجن طرة لسماع أقوال محمد بديع فى التهم المنسوبة إليه، والتحريات التى تثبت تورطه خلال أحداث الإرشاد، مصدر مطلع على التحقيقات سرد لـ«التحرير» تفاصيل ما جاء فى أقوال الرمز الأول للجماعة ورأسها، حيث سأل المحقق بديع عن مدى قيامه بالاتصال بنواب مكتب الإرشاد وعقد اجتماع معهم قبل أربعة أيام من تظاهرات 30 يونيو، التى خرجت لإسقاط حكم المعزول محمد مرسى، وانتهى الاجتماع إلى ضرورة مواجهة تلك التظاهرات بما يستجد من أحداث، حتى وإن اضطرتهم الظروف إلى إطلاق النار على أى تجمعات تقترب من مقر «الإرشاد»، فسكت بديع قليلا وباغت المحقق بسؤال رغم علامات الإرهاق التى بدت عليه طوال مدة التحقيق، قائلًا له: «هل تعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين تحمل السلاح وتحرض على القتل والهمجية التى دارت أمام الإرشاد؟، فعاد المحقق وطلب منه الرد على السؤال فسكت المرشد العام ولم يجب، فسأله المحقق عن طبيعة الاجتماعات التى كانت تتم داخل مكتب الإرشاد بالتحديد قبل اندلاع مظاهرات 30 يونيو، فأكد بديع أنها كانت على سبيل التشاور فى أمور عامة للجماعة ومتابعة تنظيم عدد من الفاعليات فى المحافظات دون أن تتطرق إلى الحديث عن مواجهة مظاهرات 30 يونيو، فتلا عليه المحقق أقوال أحد ضباط المباحث الجنائية الذى أعد محضر تحريات البحث الجنائى حول بديع وقيادات الجماعة يتهمه بإمداده عددا من شباب الجماعة بالأسلحة والذخيرة فى سبيل حماية وتأمين مقر مكتب الإرشاد من أى اعتداءات عليه فى أثناء التظاهرات، فنفى المرشد العام تلك الأقوال جملة وتفصيلا، واكتفى بقوله: «لم يحدث.. ماحصلش»، فعاد المحقق وسأله عن رأيه فى ما حدث أمام «الإرشاد» صبيحة اليوم الثانى من مظاهرات 30 يونيو، فأجاب بديع بأنه ونوابه لم يتحدثوا كثيرًا فى تلك الأمور، لأنهم كانوا يدركون أن حقيقة تلك التظاهرات هى التباطؤ فى أداء عدد من قطاعات الدولة فى أداء مهامها تجاه المواطنين، وأضاف: «إحنا كنا أكتر ناس مظلومة فى الموضوع ده»، وعلق بأن الحزب السياسى التابع للجماعة هو الذى يتولى التنسيق لاستطلاع حجم تلك التظاهرات ومدى جديتها من عدمها ليقوم بإعداد جداول مرتبة ومنظمة قائمة على مواجهة ما يمكن مواجهته من فساد فى مؤسسات الدولة من خلال طرح عدد من مشروعات القوانين وتقديمها إلى البرلمان لمناقشتها وإقرارها، بما يعود بالصالح العام للبلاد، قبل أن يطلب بديع من المحقق أن يمهله بعض الوقت لشرب جرعة من المياه وتناول أحد أنواع الأدوية الخاصة به، فسمحت له النيابة بذلك، ودونت ذلك بملحوظة فى محضر التحقيق. بديع قال خلال التحقيقات إن حادثة حريق مكتب الإرشاد علم بها من أحد شباب الجماعة الذى اتصل به فجر يوم الإثنين الذى تلا تظاهرات 30 يونيو، ووقتها كان المرشد نائما، وبدا الشاب منزعجا من هجوم عدد من البلطجية ومسجلى الخطر على المركز العام للجماعة، وكانت لهجته حادة ومتعصبة، فلم يكمل معه المرشد المكالمة، واكتفى بقوله لذلك الشاب: «الله سينصرنا بمشيئته وقدرته»، فواجهه المحقق: «أنت متهم بإمداد شباب الإخوان بالأسلحة النارية والذخائر والمواد الحارقة لتنفيذ مخطط الهجوم على المتجمهرين أمام الإرشاد؟»، فأجاب بديع: «لم يحدث.. ماحصلش»، ثم سأله المحقق ثانيًا «منسوب إليك أنك حرضت الموجودين فى المقر على تصويب أسلحتهم النارية تجاه الأهالى بقصد قتلهم؟»، فأجاب المرشد: «ماحصلش». وسأله المحقق من جديد: «أنت متهم بالاشتراك مع كل من المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، ورشاد البيومى نائب المرشد بالاشتراك بطريقة المساعدة فى قتل المجنى عليهم أمام الإرشاد عبد الرحمن.م عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بعد تبييت النية والعزم على ذلك»، فلم يتردد بديع قائلا: «قطعًا لم يحدث.. لم يحدث». النيابة اختتمت أسئلتها للمرشد بمواجهتها له بما نسبه محضر تحريات الأمن الوطنى بأنه اتفق هو وأعضاء مكتب الإرشاد مع شباب الجماعة على وجودهم بالمقر وحمايته من قبل أى أحد يتعدى عليه مقابل مبالغ مالية ووعد كل منهم بأداء العمرة، فأنكر بديع تلك الأقوال ووصفها بالمرسلة والملفقة. وجهت النيابة إلى عقل الجماعة الأول محمد بديع تهم التحريض على قتل المتظاهرين السلميين أمام مكتب الإرشاد، وحيازة أسلحة وذخائر ومفرقعات بواسطة الغير، والتخطيط لتنفيذ عمل إرهابى من شأنه الإخلال بالسلم والأمن الاجتماعى بالبلاد، والإضرار بالوحدة الوطنية للبلاد. جدير بالذكر أن بديع يمثل غدا أمام محكمة الجنايات فى قضية قتل متظاهرى الإرشاد والتى أحيل فيها مع نائبه الأول رجل الجماعة الحديدى خيرت الشاطر ونائب المرشد الدكتور رشاد البيومى والملقب بالبروفيسور المجاهد داخل الجماعة.
مصدر الدستور الاصلي