|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد30 حبيبي تحول وعبر "ب"نش5:5 (2) السبت 17 اغسطس 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله.أما الجسدانيون,فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية... فترات التخلي هكذا أيضا تفعل الطيور في تعليم فراخها الطير,وهكذا يفعل الآباء في تعليم أبنائهم العوم.وهكذا الله في تربية الإنسان: بالتخلي يعلمه الحرب فيدرك قوة الشيطان وحيله وفنونه ويدرك الضعف البشري. من الجائز أن يسمح الله بالتخلي لتدريبنا في الطريق. يسمح الله أحيانا بالتخلي وبأن يسقط إنسان في خطية لكي يكتسب مزيدا من الحرص ومزيدا من التوفيق وبعدا عن الغرور ..يقول القديس باسيليوس أنالعطايا التي تأتي بطريقة سهلة يمكن أن تفقد بنفس السهولةلذلك فقد يبدو الله مبتعدا ومتخليا حتي إذا ما تعبت في الحصول علي طلبتك الروحية حينئذ تحرص عليها بكل قوتك,وهكذا عذراء النشيد لما وجدت حبيبها بعد التخلي قالتأمسكته ولم أرخه. 000 نهاية التدليل والكسل والفتور في حياة هذه العروس كانت تخلي الرب عنها وفي فترات التخلي ذاقت كم فعل العدو بها. إننا نصمد أمام العدو,طالما كانت قوة الرب معنا فإن فارقتنا قوة الرب وقعنا في أيدي أعدائنا مثال ذلك شمشون الجبار:لم يستطع أحد أن يقوي عليه طالما كانت قوة الرب معه فلما كسر نذره وفارقته القوة الإلهية استطاع أعداؤه أن يذلوه كذلك قيل عن شاول الملك وفارق روح الرب شاول وبغته روح رديء من قبل الرب1صم16:14. هذا الروح الرديء لم يكن عليه سلطان قبل أن يفارقه روح الرب.. إن العدو ينتهز فترات التخلي لكي يضرب ضرباته بلا رحمة. وهكذا تقول عذراء النشيد ضربوني جرحوني رفعوا إزاري عني..!لقد كنت مصانة أيتها العروس داخل بيتك وكان الرب يقرع علي بابك ويناديك..أما الآن فقد ضاعت هيبتك الروحية في شوارع المدينة.لقد وجد العدو فرصته وانتهزها بدأ العدو يضربك ويعريك وينزع عنك ثوب البر الذي ألبسك الرب إياه من قبل. الابن الضال أذله العدو هو في كورة بعيدة. عندما ابتعد هذا الابن عن الآب استطاع العدو أن يضربه وهو بلا سلاح واستطاع أن ينزع إزاره عنه إنها قصته وقد سمح له الرب بها.. ولكن هل يمكن أن يسمح الله للعدو بأن يفعل هذا؟ نعم يمكن لأجل فائدة الإنسان يمكن أنيسلم مثل هذا للشيطان لإهلاك الجسد لتخلص الروح في يوم الرب1كو5:5..لقد سمح الله مرة للشيطان أن يضرب أيوب البار,أفلا يسمح له بأن يضرب الكسالي والمتهاونين والمخالفين وصاياه؟ وهكذا يمكن أن يسلم الله إنسانا إلي أيدي أعدائه.. عندما أخطأ بنو إسرائيل سلمهم الرب إلي أيدي أعدائهم أكثر من مرة وتكررت هذه العبارة مرارا في العهد القديم,مثلما ورد في سفر القضاة:فحمي غضب الرب علي إسرائيل فدفعهم إلي أيدي ناهبين نهبوهم,وباعهم بأيدي أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد علي الوقوف أمام أعدائهم فضاق بهم الأمر جداقض2:15,14سمح الله أيضا أن يدفعهم إلي أيدي نبوخذ نصر وأن يسلمهم إلي سبي بابل وسبي آشور. كان خيرا لهم أن يبكوا علي أنهار بابل وأن يعلقوا قيثاراتهم علي أشجار الصفافمز137. كانت فترة التخلي نافعة روحيا وكما قال الكتاب أملأ وجوههم خزيا فيطلبون اسمك يارب.. وهكذا حدث مع عذراء النشيد:لولا التخلي ومتاعبه ما كان ممكنا أن تقول أحلفكن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبي أن تخبرنه بأنني مريضة حبا. من أين أتت عبارةمريضة حبا..؟إنه إحساس الاشتياق جاء كثمرة طبيعية للتخلي والبعد والحرمان.. كانت النعمة تسعي إلي هذه العروس المتدللة المتكاسلة وتقرع بابها ولكنها لم تشعر بقيمة هذه النعمة,فلما قاست مرارة التخلي ولما ضربت وجرحت من الحرس الطائف حينئذ أحست أنها كانت في نعمة لم تقدرها...وحينئذ شعرت بحاجتها إلي الرب الذي لم تفتح له قبلا فقالت إنني مريضة حبا. حسن أن هذه العروس لما تحول عنها الرب وعبر لم تتركه هي أيضا فمن داخلها قالت نفسي خرجت حينما أدبرومن جهة العمل قالتطلبته فما وجدته دعوته فما أجابنيولما لم تجده ولم يجبها لم ينته بها الأمر عند هذا الحد... يخيل لي أنني محتاج أن أقف هنا قليلا ثم أعود إلي هذا التأمل بعد حين... |
28 - 08 - 2013, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: تأملات في سفر نشيد الأناشيد30 حبيبي تحول وعبر "ب"نش5:5 (2)
ميرسي كتير ربنايعوض تعبك
|
|||
|