|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان ووقت السخرة كان سمعان القيرواني في طريقه إلى مدينة أورشليم، وليس في ذهنه على الإطلاق أي علاقة بموكب المسيح، ولو تأخر دقائق أو تقدم لما التقى بهذا الموكب، ولو تأخر الموكب نفسه قليلاً أو تقدم لما حدث اللقاء على الإطلاق، لقد حدث ذلك على ما يقول الناس مصادفة، لكن السؤال الصحيح! إذا كانت هناك مصادفة على حسب المفهوم البشري، فهل هناك مصادفة في الترتيب الإلهي؟ كلا وإلى الأبد كلا!! إن الله لا يحرك العالم بالشهور والأيام والساعات، بل بالحري بالدقائق والثواني، ولقاء سمعان القيرواني بيسوع المسيح كان ترتيبًا أزليًا مؤكدًا! ... في أيام نابليون كان هناك رجل فرنسي اسمه شارني، وكان من المفكرين العلماء الملحدين، وقد أغضب نابليون، فحكم عليه بالسجن، ووضع في زنزانة ضيقة، واستمر فيها وقتًا طويلاً، وإذ ضاق بحاله كتب على جدار الزنزانة : «كل شيء في الحياة بالصدفة» وذات يوم أبصر في أرض الزنزانة نبتة صغيرة تشق طريقها إلى فوق بين شقوق البلاط، وتعجب، لكنها وقد كانت الشيء الوحيد الذي يؤنسه، اهتم بها وأخذ يرويها حتى كشفت عن زهرة جميلة بيضاء وزرقاء غاية في الجمال، ومن العجيب أن هذه الزهرة قادته إلى الله، فلم يعد نموها إلى جواره مجرد صدفة، بلبترتيب إلهي حكيم، يرسل له التعزية والرجاء، فمحا العبارة السابقة وكتب محلها : «إن الذي صنع كل الأشياء هو الله» وكان في الزنزانة المجاورة له سجين آخر له ابنة صغيرة تعودت أن تأتي لزيارة أبيها وقد تعرفت بشارني، وقد رأت الزهرة النابتة في غرفته، وعرفت مقدار محبته لها فقصت قصتها على إمرأة السجان وانتقلت القصة من شخص إلى آخر حتى وصلت مسامع جوزفين فقالت : إن الرجل الذي يحب زهرة لا يمكن أن يكون شريرًا رديًا، وسعت لدى نابليون حتى أفرج عنه!! وأدرك شارني أنه لا يوجد شيء اسمه (الصدفة) عند الله، ... تركت إحدى السيداتإلهها وكتاب طفولتها وانغمست في ظلمات الإلحاد، وذات يوم، وكانت في باخرة تعبر الأطلنطي، سألت أحد البحارة عن المدة الباقية من الرحلة، فقال لها : سنصل إلى ليفربول بعد أربعة عشر يومًا إن شاء الله، فقالت السيدة بتهكم : إن شاء الله!! ياله من قول بعيد عن العقل،ألست تعلم أن كل الأشياء وليدة الصدف، وبعد أيام هبت عاصفة هوجاء على السفينة، ووقفت المرأة بجانب باب غرفتها وقد عقد الرعب لسانها وأبصرت نفس البحار فسألته : «ماذا تظن، هل تمر العاصفة بسلام؟ فأجاب : أعتقد أنها ستستمر بعض الوقت يا سيدتي، فصاحت : أرجو أن تصلي كي لا نهلك.. فقال لها : وهل أصلى إلى الصدفة!! كم يغير تفسيرنا للحياة معناها، إذا أدركنا أنه لا توجد صدفة في المنهاج الإلهي، ، بل كل شيء مرتب ومنظم على أدق الوجوه حتى تنتهي الأرض وما عليها، … كانت جماعات البيورتان المشهورة في التاريخ، لا تؤمن على الإطلاق بشيء اسمه الصدفه، ولأجل ذلك كانوا من أشجع الناس، وأكثرهم قوة ورحابة صدر، وكانوا يجتازون اللهب والنيران بترنم عظيم، إذ يحسون أنها رسالتهم التي ينبغي أن يتمموها، وليست مأساتهم التي ساقتهم إليها الصدف المحزنة!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أحبك يارب في ضيقتي ...ووقت احتياجي ووقت الألم... |
أحبك يارب فى ضيقتى..ووقت احتياجى ووقت الألم-أحبك يارب فى توبتى..ووقت البكاء ووقت الندم |
سمعان ومجد السخرة |
سمعان وآلام السخرة |
سمعان وسر السخرة |