منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 05 - 2013, 08:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

إشعياء ورؤياه
إشعياء ورؤياه

وكانت هذه الرؤيا نقطة التحول فى تاريخ الرجل ، أو بتعبير أدق ، هى دعوة اللّه العليا التى بها ناداه إلى الخدمة العظيمة ، ... ومن العجيب أن أعظم الرجال على الأرض ، هم الذين تغيرت حياتهم ، وغيروا حياة الناس ، لأن رؤيا اللّه حولت تاريخهم بأكمله ، .. ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم ، فقام برحلته الخالدة ، ... وظهر لموسى فى العليقة ، فقام برسالته العظيمة ، ... وظهر لجدعون ، فحوله من الخائف من ظله إلى بطل من أبطال الأجيال ، ... ومن المثير أن الجنرال فوشى الذى كسب الحرب العالمية الأولى يقول إنه فى 26 مارس عام 1918 ظهر له اللّه فى رؤيا وأعطاه يقيين النصر!! ولم يكن هذا الجنرل خرافيا ، ولكنه آمن باللّه ورؤيته وانتصر !! ... وها نحن الآن نتابع رؤيا إشعياء من جوانبها المختلفة :
الرؤيا والسيد
قال إشعياء فى مطلع الأصحاح السادس : « فى سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ، فإذا قارنا هذا بما جاء فى إنجيل يوحنا الأصحاح الثانى عشر والعدد الحادى والأربعين : « قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه » ... أدركنا أن السيد المسيح هو الذى ظهر لإشعياء فى مجده وجلاله وعظمته فى هيكل اللّه فى أورشليم ، ... وقد حدثنا إشعياء عن وقت الرؤيا ، غداة وفاة الملك عزيا ، ولعل إشعياء كان ذهنه مشغولاً وممتلئاً بعزيا الملك ، وكان عزيا من أعظم الملوك الذين ظهروا فى حياة إسرائيل ، ... ولكنه فعل فى أخريات حياته شيئاً تعساً محزناً ، إذ حاول أن يكول ملكاً وكاهنا معاً ، فطرده اللّه لكبرياء قلبه ، بعد أن أصيب بالبرص ، وبقى فى بيت برصه إلى يوم وفاته ، ... إنه على أية حال كان يمثل الإنسان البشرى العظيم ، ونقطة النقص والضعف اللاحقة بعظمته .. لكن إشعياء تحول من الملك الناقص ، إلى الملك القدوس ، رب الجنود ، الذي له وحده عرش الجلال والكمال ، ... تحول من المشهد الأرضى إلى اللّه الذى السماء ليست بطاهرة أمام عينيه ، وإلى ملائكته ينسب حماقة !! ... والمسيح دائماً هو مثال الكمال ، عندما ما نفجع فى برص الناس ونقصهم وضعفهم وخيانتهم وقصورهم ، ... على أن الرؤيا تكشف عن جانب آخر ، إذ تكشف عن الملك الدائم ، عندما يتحول الملك من إنسان إلى آخر ، أو عندما نتطلع فلا نجد أحداً يملأ المكان ، ويستولى علينا اليأس والقنوط ، ... مات عزيا الملك وبقى الملك السرمدى الأبدى الحى الذى لا يموت ، وهى الرؤيا التى نحتاج إليها فى أتعس الأوقات وأحلك الليالى ، عندما صرخ دوجلاس زعيم العبيد فى الولايات المتحدة ، وهو يعدد الظروف التعسة القاتلة التى تواجه العبيد البائسين هناك وهو يقول : كل شئ ضدنا !! .. الظروف ضدنا !! .. الناس ضدنا !! .. صاحت فيه امرأة زنجية : ولكن يا دوجلاس اللّه حى ولم يمت !! .. فثاب الرجل إلى رشده ، وأدرك أن العروش على الأرض تهوى ، ولكن اللّه يسود فى عرشه ويملك ويحكم !! .. هل نستطيع أن نرى اللّه مستقراً وجالساً على كرسى عال ومرتفع مهما أحاط بنا الظلام والفزع والضيق والحزن والأضطراب ؟؟ .
الرؤيا والملائكة
لم يكن إشعياء محتاجاً أن يرى اللّه فحسب ، بل كان عليه أن يرى كيف يخدم السرافيم اللّه والكلمة « سرافيم » من أصل عبرى معناه « الملتهبين » « الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة » " مز 104 : 4 " وكان لكل واحد ستة أجنحة ، فهناك جناحان للطيران ، وبهما يطير ملتهباً فى غيرته لخدمة اللّه !! ... والخدمة المسيحية ، لابد أن تكون هكذا ، ... كان واحد من خدام اللّه الصينيين ، وكان غيوراً للمسيح ، فى الولايات المتحدة ، ينتقل فى القطارات وهو يوزع النبذ المسيحية ، وذات مرة رأى أمامه سيدة تبدو غنية وأنيقة ، وقدم لها نبذة عن الخلاص ، ... وإذا سألته عما فيها قال : إنها قصة جميلة أرجو أن تقرأيها ، فصاحت في ووجهه : لا أريد ، وألقتها فى وجهه ، .. وقد راعه أكثر أن الكمسارى قال له : إن هذا ممنوع وتألم الرجل ، وهو يسأل نفسه كيف يمكن أن يمنع هذا فى بلد خرج منه المرسلون إلى العالم لينادوا ببشرى الخلاص ؟ ... ولكن واحداً من الجالسين تقدم إليه وهز يده قائلا : إنك هززت قلبى من الأعماق ، إذ أرى أحدهم يشتغل بعمل سيده !! ... كان هذا الخادم يأخذ أجنحة السرافيم وهو يقف فى الطريق يصلى ويرنم بالأغانى المسيحية ، وقد هز نفوساً كثيرة بحياته الملتهبة فى خدمة سيده !! ... على أن السرافيم يعطوننا صورة أخرى ، صورة الإتضاع فى حضرة اللّه ، إذ يغطى كل واحد منهم وجهه بجناحين ، لأنه لا يجسر أن ينظر إلى وجهه اللّه !! ... وفى الحقيقة إن الاتضاع من أهم صفات الخادم المسيحى ، وما ير هذا الخادم نفسه على وضعها الحقيقى فى حضرة اللّه ، كما كان يرى داود نفسه كبرغوث أو كلب ميت أو لا شئ على الإطلاق ، ... فإنه لا يستطيع أن يقوم بالخدمة أبداً !! .. تقابل أحد خدام اللّه مع عضو ثرثار ، وكان هذا العضو يتحدث كثيراً ، ويكرر الكلام ، والراعى مستعجل يريد الذهاب إلى مكان ما ، وأخيراً قال له : أنا مشغول وينبغى أن أذهب بسرعة !! ... ألا تعرف من أنا !! ؟ ... وقال العضو : نعم أعرف ، فانت الواعظ !! ... ولكن هذه الكلمة رنت فى أذن خادم اللّه وقال : هل ينظر الناس إلى أنا ، وهل أوجه الالتفات إلى نفسى أم إلى المسيح!!؟ وذهب إلى بيته ، وأغلق على نفسه ، وظل هناك حتى صلب الإنسان العتيق وعاد ليعظ : « ينبغى أن ذلك يزيد وأنى أنا أنقص » " يو 3 : 03 ز .. كان هناك واعظ ينقلونه من كنيسة إلى كنيسة ، لأنه كان جافاً ويترك الجفاف فى كل مكان ذهب إليه!!.. وقال له الشخص المسئول فى المجمع : أنا لا أستطيع أن أعينك فى كنيسة ، إنهم يصفونك بالقصبة العجوز الجافة وبكى الرجل العجوز وقال : أعطنى هذه الفرصة الأخيرة فعين فى قرية ، وفزعت القرية إذ سمعت بخبر تعيينه .. لكنه دخل إلى مخدعه ، وصارع مع اللّه ، وعندما خرج ، خرج إنساناً آخر ، حتى كانوا يصفونه بالقول : إن القصبة العجوز اشتعلت فيها النار بعد الاتضاع والبكاء فى حضرة اللّه !! وكان الجناحان الأخيران يغطيان القدمين ، وهو الأمر الثالث فى الخدمة ، ونعنى به الاحترام الكلى لعمل اللّه ورسالته ، تعود أحدهم أن يدخل الكنيسة دون أن يرفع قبعته ، وإذ سأله الراعى عن السر فى ذلك قال : لا تؤاخذنى لعدم رفع القبعة ، فقال الراعى : لا مؤاخذه . فهذا ليس بيتى !! إن من أهم مقومات الخدمة المسيحية الإجلال والاحترام الكامل للّه وبيته وخدمته ورسالته !!
الرؤيا والنفس
بعد أن أبصر إشعياء اللّه ، والملائكة ، رأى نفسه وحالته فصاح : « ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين » ( إش 6 : 5 ) هذا ما أحس به إشعياء وهو فى بيت اللّه ، ونحن فى العادة نرى تصرف الناس فى بيت اللّه يختلف إلى حد كبير عن هذه الرؤيا إذ عندما يحضرون ، ما أكثر ما يهنئون الواعظ على العظة البليغة الممتازة الى ألقاها ، وينصرفون إلى الراعى دون أن يروا أنفسهم !! ... وقال أحدهم : إن الكثيرين يذهبون بعد ذلك إلى بيوتهم يههنئون أنفسهم بالبركة والتعزية التى حصلوا عليها ، ثم يأكلون طعامهم ويشربون شرابهم ، ويمكن أن يقال لهم : لقد أكلتم ، واحتسيتم وامتلأتم من القهوة أو الشاى ، لأنكم لم تروا أنفسكم وخطاياكم لكى يصيح الواحد منكم : ويل لى إنى هلكت » ..
جاء فى قصة قديمة أن شاباً غنياً استجاب لرسالة المسيح ، وعمده الرسول يوحنا ، وعندما علم أبوه بذلك خيره أن يختار فى أربع وعشرين ساعة بين دينه القديم وثروة أبيه ، أو المسيح يسوع !! ... وقال الشاب : إنى أختار المسيح ، وخرج من بيت أبيه وعاش فى أوساط المسيحيين الفقراء مدة عامين ، ... وفى يوم عيد الميلاد كان يتجول فى غابة ، وكانت نفسه فى أقسى حالات التجربة ، وتصادف أن تقابل مع كاهن وثنى ، وسأله الكاهن : لماذا يتجول بعيداً عن أصحابه وهداياهم !! ؟ ثم ابتدره على ما تقول القصة بالسؤال : هل يمكن أن يعطيه أى للكاهن - اسم المسيح ، وفى مقابل ذلك سيعطيه الكاهن ما يشتهى من ثروة وجاه ونفوذ ؟!! ... وقبل الشاب المبادلة ، وسار فى إتجاه بيته القديم ، ليجد أباه فى ضجعة الموت ، وقال له الأب : إنى آسف يابنى لأنى عاملتك هذه المعاملة القاسية ... هل لك أن تعلمنى عن السر المسيحى ؟ وارتبك الشاب وهو يقول : « انتظر يا أبى قليلا ... حتِى أشرح لك السر !! . وقال له الأب : لا أستطيع الانتظار ، ومات بين يديه !! ... وصرخ الشاب وهو يدرك أن سر تلعثمه راجع إلى أنه خضع للتجربة ، فبكى وهو يقول « ويل لى إنى هلكت » وانحنى أمام اللّه تائباً !! ... لقد عرت الرؤيا الإلهية إشعياء وشعبه ، فرأي البرص يملأه ويملأ الأمة بأكملها !! ... عندما رأى بطرس جلال المسيح صاح : « أخرج من سفينتى يارب لأنى رجل خاطئ» "لو 5 : 8 " نرى هل رأيت هذه الصورة أيها القارئ وأنت فى حضرة اللّه ؟!! .
الرؤيا والتطهير
ما أن اعترف إشعياء بخطيته حتى أدرك فى الحال ما قاله الرب على لسانه : « هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصـــــوف » ( إش 1 : 18).. ولم يحتج إلى وقت حتى يظهر ، إذ طار واحد من السرافيم ، وقد أخذ جمرة من على المذبح ومس بها شفتيه ، والسؤال : لماذا هى جمرة ، ولماذا أخذت من على المذبح !!؟ إنها جمرة لأنها تشير إلى عمل الروح القدس النارى . .. ومن على المذبح لأنها تشير إلى عمل المسيح الكفارى ... واللّه ينتزع خطايا إشعياء وخطاياى وخطاياك بفداء المسيح ، وتأثير الروح القدس ، ... ولعلنا نلاحظ هنا أن السيد لم يوبخ إشعياء على خطاياه ، أو ينظر إليه بغضب ، أو يذله بها، بل سارع فى الحال إلى تطهيره عندما اعترف بها .
جاء فى قصة أن أحد المؤمنين القديسين بعد أن تتجدد عرض للكثير من الضعفات والتجارب التى أسقطته ، وحلم ذات يوم أنه ذهب إلى السماء ، وإذ رأى المسيح أحنى رأسه خجلا ، وقال : يا سيدى إن خطاياى كثيرة ... وأنا حزين عليها !! ... ولشدة دهشته سمع السيد يقول : « إنى لا أذكر البتة خطية لك ، لقد محوتها جميعاً !! ..
الرؤيا والرسالة
«من أرسل ومن يذهب من أجلنا ؟ » .. " إش 6 : 8 " ونحن نلاحظ هنا أن اللّه لم يوجه الدعوة مباشرة إلى إشعياء أو يأمره بها ، لقد أعطاه مطلق الحرية للاختيار أو الرفض ، وهو القائل دائما : إن أراد أحد أن يأتى ورائى !! .. " مت 16 : 24ومن العجيب أن الدولة لا تترك لأحد أبنائها الحرية ليقبل الواجب أو يرفضه ، فالمواطن لا يدفع الضريبة بالاختيار ، والجندى لا يذهب إلى الجندية بملء إرادته ، لكن اللّه لا يرغم أحداً على الرسالة التى يلزم أن يؤديها !! .. إنه يطلق النداء العام ، وعليك أن تقبل أو ترفض ، .. وقد أجاب إشعياء على الرسالة بالإيجاب وهو يقول : « ها أنذا أرسلنى » " إش 6 : 8 " ومع أن الرسالة كانت من أصعب الرسائل وأقساها ، إذ تحدث عن خراب بلاده لأنها لا تطيع اللّه ، والنفس التى لا تطيع ، معرضة للضياع على الدوام !! ،كان على الرجل الذى ترك حياة القصور أن يدفع الضريبة ، فى سبيل الخدمة ، وقد فعل على أعظم وجه يمكن أن يفعله نبى أو رسول أو خادم للّه فى الأض !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل نبوة إشعياء 2 عن مجيء المسيح وانتهاء الحرب لم تتحقق إشعياء 2 وميخا 4
هل التعبيرات التي ذكرها إشعياء في نبوته هي مسيئة للرب؟ إشعياء 42
هل تعبير لم يفتح فاه توضح عدم انطباق نبوة إشعياء 53 على المسيح؟ إشعياء 53: 7
هل إشعياء تكلم عن نبي يكون له ذريه بالمعني الحرفي؟ إشعياء 53: 10
إشعياء ورؤياه


الساعة الآن 10:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024