منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2013, 02:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

أبلوس وأكيلا وبريسكلا
أبلوس وأكيلا وبريسكلا

لماذا ذهب أكيلا وبريسكلا إلى المجمع ، بل لماذا ذهب أيضاً أبلوس إلى هناك ، .. كان المجمع فى العادة مكان العبادة ، المكان الذى تلتقى فيه النفوس المتعطشة إلى اللّه ، وقد جرى المسيحيون على عادة الذهاب إلى الهيكل ليس للعبادة فحسب ، بل ليجدوا هناك الفرصة الصالحة المناسبة لجذب النفوس إلى يسوع المسيح ، .. وعندما ذهب بولس إلى كورنثوس ، كان من عادته أن يذهب إلى المجمع ، وهناك التقى بأكيلا وبريسكلا وقادهما إلى يسوع المسيح ، وهنا فعل أكيلا وبريسكلا الشئ نفسه ، إذ اقتادا أبلوس إلى الفادى . كان أبلوس قد تعرف على المسيحية لكن معرفته بها كانت ناقصة ومبتورة وكان يحتاج إلى المعرفة الأصح ،الأكمل ، ووجدها على يدى الزوجين العزيزين اللذين علماه طريق الرب بأكثر تدقيق . والأغلب أن وراء كل مسيحى مسيحياً أكثر منه قوة أو نضوجاً أو معرفة بطريق الرب ، والسلسلة العظيمة تسير من جيل إلى جيل ، .. عندما وعظ سافونارولا فى فلورنسا ، أثر وعظه تأثيراً عميقاً فى شاب اسمه « جون كولت » ، وقد تغيرت حياة الشاب تغيراً كلياً ، وذهب جون كولت إلى انجلترا ، والتقى « بأرازمس » وكانت النتيجة أن أرازمس تأثر وتغيرت حياته ، وذهب أرازمس إلى جامعة كمبردج ، وهناك كان سبباً فى تغير حياة توماس بلينى ، وأثر توماس بلينى بدوره فى حياة « لاتيمار » الذى استشهد مع « ردلى » وهو يقول له : كن رجلاً ، فإننا سنضئ فى انجلترا كمشعل ، بنعمة اللّه ، لن ينطفئ أبداً !! .. ومع أن أبلوس أصبح من أعمدة الكنيسة ، وحسب فى كورنثوس عند بعض مريديه نداً لبولس ، والأغلب أنه ترك أثاراً أعمق من أكيلا وبريسكلا ، لكنه مع ذلك كان فى حاجة إليهما فى مطلع الطريق ليعرف كيف يسير فى الطريق الصحيح من أول الأمر ، .. وكم من المسيحيين يؤثرون فى حياة الآخرين ، دون أن يصلوا إلى شهرتهم فيما بعد ومع ذلك كان من المستحيل على هؤلاء المشهورين أن يشقوا الطريق إلى الأمام دون هؤلاء المجهولين أو شبه المجهولين الذين اقتادوهم إلى المسيح ، ولعلنا قد ذكرنا ، على سبيل المثال ، فى بعض دراستنا ، قصة يوستنيان الشهيد ، وكان من سكان السامرة ، وكان شغوفاً بالفلسفة ، ولكن الفلسفة لم تروه أو تشفى غليله ، وحدث ذات يوم وهو يسير حزيناً بالقرب من شاطئ البحر أن التقى مصادفة برجل شيخ غريب عن الديار ، وإذ توقف هذا ليسأل الشاب عن حزنه وتعاسته ، وعرف سره ، وجهه إلى الدين المسيحى بأفاقه الواسعة ، ورؤاه الجميلة ، مشوقاً إياه إلى دراسة الكتاب ، فأقبل يوستنيان على دراسة كلمة اللّه ، فانكشفت أمامه روعة الإنجيل ، وحمله هذا على مواصلة الدرس ، فكتب يوستنيان كتبه الرائعة ، ومنها الحوار مع ترايفو اليهودى ، ودفاعه عن المسيحية أمام الإمبراطور !! .. ونحن لا نعلم من هو الشيخ المجهول الذى قاده ، ولكننا نعلم أنه قاد ، وهو لا يدرى ، أحد أبطال المسيحية وشهدائها الأوائل ممن أبلوا فى الدفاع عنها خير بلاء !! ..
يقول الكتاب : « فلما سمعه أكيلا وبريسكلا أخذاه إليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق » ( أع 18 : 26 ) ويبدو أن هذين الزوجين كانا من أنجح الناس فى ربح النفوس ، ولندع الكسندر هوايت يقول : « لو أننا كنا مكان هذين الزوجين لما تركنا الاجتماع قبل أن نعرف الناس من هو أبلوس هذا الذى يتكلم بالفصاحة والبلاغة ، ولكنه لا يفهم ألف باء المسيحية ، ويتكلم عنها متخبطاً دون وعى ، أو ربما كنا نبتسم أو نضيق بالاجتماع ونحن ننظر إلى الساعة فى قلق حتى ينتهى من كلامه .. لكن أكيلا وبريسكلا لم يفعلا شيئاً من هذا ، بل بحكمة ووداعة اقتادا الرجل فى هدوء إلى بيتهما ، وهناك فى الجلسة الهادئة علماه طريق الرب بأكثر تدقيق!!». وما من شك أن الرجل أحس عمق محبتهما التى أسرته ، وجاءت به إلى السيد المبارك ، على أننا ونحن نهنئهما على ذلك ، ينبغى أن نهنئ أبلوس أضعافاً مضاعفة !! .. لم يكن الرجل مصاباً بغرور العلم الكاذب بل بكل وداعة واتضاع تقبل تعليمهما كما يتقبل الصبى الصغير من معلمه الكبير الناضج ، .. ونحن لم نسمعه يصيح فيهما !! .. من أنتما حتى تعلمانى ؟! .. أنا خريج جامعة الإسكندرية ، والباحث المشهود له ، والعالم المتضلع فى اللغة العبرانية واليونانية ، والخطيب المفوه الذى يشار إليه بالبنان ، .. من أنتما حتى تتجاسرا على تنبيهى وتعليمى !! .. ذهبت الفتاة الصغيرة ، وكانت تسكن على مقربة من ألبرت اينشتين ، بعد خروجها من المدرسة إليه ليشرح لها درساً فى الرياضة ، وتأخرت عن موعد رجوعها إلى البيت ساعتين وقلقت أمها، ولما رجعت سألتها لماذا تأخرت ؟ ، فقالت إنها ذهبت إلى إينشتين ، وقضت معه ساعتين يشرح لها الدرس ، وفزعت الأم ،ذهبت تعتذر لإينشتين العظيم لأن ابنتها أخذت ساعتين من وقته ، .. وأجاب العالم بوداعة : لقد استفدت من الفتاة أكثر مما أفدتها !! .. كانت روح أبلوس تحمل هذا المعنى لأكيلا وبريسكلا !! ..
هل لنا أن نفكر بعمق فى أثر العمل الفردى فى الكنيسة ؟ إن كثيرين من المؤمنين يجهلون هذا الفن العظيم ، ولكن هل نضرب مثلا لما يمكن أن يحدث لو أن المسيحيين اهتموا به ؟ جاء فى إحدى المجلات الدينية فى عام 1951 ما يلى : « منذ عشر سنوات فى 41 نوفمبر سنة 1941 عقدنا اجتماعاً للصلاة ، وكان عددنا أربعة عشر شخصاً ، وقادنا الرب لأن نبدأ فى العمل الفردى بصفة جديدة ، فطبعنا إعلانات عن مواعيد الاجتماعات وتفرقنا نحن الأربعة عشر إلى المنازل المجاورة موجهين دعوة شخصية لكل عائلة لتحضر إلى الاجتماعات ، وبعد سنة أصبح عدد الأعضاء ثلثمائة وستة عشر عضواً ، وفى السنة التالية وصل العدد إلى ستمائة وستة وعشر ، ووصل العدد الآن إلى عشرة آلاف ، ووصل عدد العاملين فى مدارس الأحد إلى أربعة آلاف شخص وبلغت ميزانية الكنيسة أكثر من مليون دولار ولدينا محطة إذاعة لها برامج خاصة ، ولنا نشرات روحية توزع فى كل أنحاء العالم ، وقد بلغت مصروفاتنا لنشر الإنجيل عن طريق المطبوعات وحدها مليونى دولار ونحن ننسب نجاح العمل بهذه الصورة لبركة اللّه على عملنا الفردى ، ففى مساء كل يوم اثنين يجتمع بضع مئات من المؤمنين للصلاة ثم يخرجون اثنين اثنين لافتقاد المتغيبين ولدعوة أشخاص جدد إلى الاجتماعات . وفى صباح كل يوم ثلاثاء يجتمع عدد كبير من المؤمنات ويقمن بنفس العمل . ولكى نضرب مثلا لذلك نقول إنه فى ديسمبر سنة 1951 اجتمع أكثر من سبعمائة عضو فى الكنيسة وهؤلاء افتقدوا أكثر من عشرة آلاف عائلة فى ظرف ساعة ونصف ، وهذا العمل يتكرر من وقت إلى آخر حتى يحمل الأعضاء ، مسئولية العمل الفردى !! .. » .
وفى الواقع إن أهم صور العمل الفردى وأقدرها نجاحاً وإثماراً ترجع أساساً ، لا إلى القدرة الذهنية لرابح النفوس ، بل إلى حياته الروحية وتمكنه من الشركة المسيحية وعمق الاختبار ، وقد استطاع الأخ لورنس وهو يقوم بعمله كطباخ متواضع أن يعلم الكثيرين من لاهوتى عصره حياة التدرب على المثول أمام اللّه ، وقال يوحنا بنيان عن النعمة المتفاضلة : «إنها نعمة اللّه الصالحة التى دعتنى الدعوة العليا فى بدفورد ، إذ كنت أسير ذات يوم فى أحد شوارعها لأرى ثلاثاً أو أربعاً من النساء الفقيرات جالسات عند دورهن فى الشمس وكن يتحدثن عن أعمال اللّه ، وإذا كانت بى رغبة عميقة أن أسمع ماذا يقلن ، اقتربت منهن ، وكنت إلى ذلك الوقت محدود الدراية بالنواحى الدينية واستمعت إلى ما لم أستطع فهمه إذ كان أعلى كثيراً من إدراكى وفهمى ، لقد كن يتحدثن عن ولادة جديدة وعن عمل اللّه فى قلوبهن ، وكيف اقتنعن بتعاسة حياتهن الخاطئة بالطبيعة وكيف سكن اللّه فى قلوبهن بمحبته فى المسيح يسوع ، وكيف منحهن القوة ضد تجارب الشيطان ، وكن يتكلمن بفرح عميق وبسرور بالغ بالأقوال الكتابية ، وكانت النعمة ظاهرة على وجوههن ، فكن كمن اكتشفن عالماً جديداً ، وأنهن يسكن فى مكان منعزل عن الذين حولهن ، ... وأصبح من عادتى أن أتردد بين الحين والآخر لاستمع لمثل هذه الكلمات منهن إذ لم أستطع أن أنظر أكثر . وقد وجدت أمرين عظيمين من وراء هذا كله ، أولا عذوبة وحلاوة ورقة القلب الممتلئ بهذه المشاعر ، والأمر الثانى جمال التأمل المستمر فى كلمة اللّه » . لقد أخذ بنيان طريقه العظيم فى مؤلفه الرائع « سياحة المسيحى » من نساء مسيحيات مختبرات ، وإن كن فقيرات بل شبه معدمات من الناحية المادية !! .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بيت اكيلا وبريسكلا
اكيلا وبريسكلا
القديسين الشهداء أفجانيوس وفاليريانوس وكنديدوس وأكيلا
بريسكلا وأكيلا _ يوحنا ذهبي الفم
أبلوس


الساعة الآن 10:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024