|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشركة مع الروح القدس السبت 05 مايو 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروح القدس يعمل في الجميع يعمل فينا وبنا,ويبقي أن نعمل نحن معه.. الروح القدس في سر المعمودية منحنا نعما كثيرة منها للتجديد والتبرير والولادة الجديدة. الروح القدس يعمل في الجميع يعمل فينا وبنا,ويبقي أن نعمل نحن معه.. الروح القدس في سر المعمودية منحنا نعما كثيرة منها للتجديد والتبرير والولادة الجديدة. ولكن نعم الروح القدس لم تسلبنا مطلقا نعمة الحرية: فنحن أحرار نقبل الروح القدس فينا أو لا نقبل,نقبل الشركة معه أو نرفض ذلك,وفي هذه النقطة بالذات يبدو الخلاف بين القديسين والخطاة, الروح القدس يتقدم ليعمل في كليهما والأبرار هم الذين يقبلون الشركة معه,من أجل خلاصهم وخلاص الآخرين أيضا. وكل عمل يرون أن الروح القدس لايشترك معهم, فيه,يرفضونه تماما. وهكذا لايعملون أي عمل بمفردهم بل بشركة روح الله معهم كما نصلي في الكنيسة قائلين:اشترك في العمل مع عبيدك في كل عمل صالح, ونتيجة لهذا تصبح حياتهم كلها حياة روحية:صلواتهم صلوات روحية وخدمتهم خدمة روحية, وحلهم للمشاكل يكون بحلول روحية, وتصرفاتهم روحية,وأهدافهم أهداف روحية ومحبتهم للآخرين محبة روحية.. الروح القدس العامل فيهم يعطي كل أعمالهم طابعا روحيا.. عليك إذن أن تراجع كل أعمالك وتفحصها لتري هل اشترك فيها معك روح الله القدوس. وتقول للروح القدس في صلواتك:أنا يارب أريد أن أعمل معك وتعمل معي.لا أريد أن أفارقك أو تفارقني,الأعمال التي لا توافق عليها أعطني القوة أن أرفضها وأبعد عنها ما الفائدة أن أكون هيكلا للروح القدس وأنا لا أشترك مع الروح القدس في العمل. حتي ونحن في حالة الخطية نطلب الروح القدس لكي يساعدنا علي التوبة: إنسان خاطيء يقول:أنا قررت أن أتوب أنا عاهدت الله أن أتوب..حسنة يا أخي هي نيتك الطيبة ولكن الوصول إلي التوبة لايتم بمجرد قراراتك وتعهداتك ,ولابمجرد ما تضعه لنفسك من تداريب روحية وإنما توبتك تأتي بعمل الروح القدس فيك,كما يقول الكتاب توبني يارب فأتوبأر31:18. ولنضع أمامنا كمثال صلوات داود النبي لأجل التوبة: ولنسمعه في المزمور الخمسين وهو يقولانضح علي بزوفاك فأطهر اغسلني فأبيض أكثر من الثلجولم يقل أنا يارب سوف أتوب وإنما أنت الذي تطهرني وتغسلني وهكذا يقول أيضااغسلني كثيرا من أثمي ومن خطيئتي تطهرني.. أنا عارف بإثمي وخطيتي أمامي في كل حين ولكن أنت يارب الذي تغسلني منها وتطهرني لأني لا أستطيع بضعفي أن أطهر منها وعندما تسألني يارب:أتريد أن تطهر أجبتك نعم ولكن.. الإرادة حاضرة عندي ولكن أن أفعل الحسني لست أجدرو7:18. فأناأري ناموسا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلي ناموس الخطيةلأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده إياه أفعلويحي أنا الإنسان الشقيرو7:19,23إذن إرادتي وحدها لاتكفي وبدونك يارب لا أستطيع أن أفعل شيئايو15:5 إن لم ينتشلني روحك القدوس فلن أستطيع أن أتوب... أنا يارب مثل ذلك المريض الذي مرت عليه38 سنة لايجد إنسانا يحمله ليلقيه في البركة ليبرأيو5:7 أو أنا مثل بطرس الذي إن لم تمسك به يدك لايستطيع أن يمشي فوق الماءمت14:30هدفي في التوبة هو أنت. ووسيلتي في التوبة هي أنت روحك القدوس هو الذي يبكتني علي الخطيةيو16:8لأن تبكيتي لنفسي أضعف من أن يقودني إلي التوبة تبكيت الروح القدس هو القوي والمؤثر. وأيضا روحك هو المرشد في الطريق الروحي. هو الذي يستنير به ضميري وتقوي خطواتي وإن لم أسترشد به سأضل. عيبنا الأول في حياتنا الروحية أننا نعتمد علي أنفسنا وليس علي روح الله بينما الكتاب يقولوعلي فهمك لاتعتمدأم3:5. نحن لانتوب,لأننا لم نطلب من روح الله معونة لتوبتنا. كذلك خدمتنا لاتنجح إن لم يعمل روح الله فيها فالخدمة ليست مجرد حكمة بشرية ونجاحها لايتوقف علي الذراع البشري,إنما تنجح الخدمة إن كانت شركة مع الروح القدس,نذكر فيها باستمرار قول المزمو: إن لم يبن الرب البيت فباطلا تعب البناءونمز127:1 ولهذا في الكنيسة أيام الرسل كان يشترط حتي في الشماس أن يكون مملوءا من الروح القدسأع6:3لأن الروح القدس هو الذي سيعمل في خدمته وليس مجرد مجهوده البشري ولهذا نجحت الخدمة تماما لأن روح الله هو الذي كان يعمل من خلال الخدام الذين كانوا مجرد أدوات في يديه. إذن من جهتنا لابد أن نقبل روح الله ونشترك معه ,وننمو في هذه الشركة ولكن إلي أي مدي؟ يقول الكتابامتلئوا بالروحأف5:18. ويحكي لنا الكتاب أمثلة من حالات الامتلاء بالروح القدس لعل من أشهرها بيت زكريا الكاهن. فقد امتلأت اليصابات زوجته بالروح القدسلو1:41وزكريا أيضا امتلأ بالروح القدسلو1:67وابنهما يوحنا من بطن أمه امتلأ من الروح القدسلو1:15وفي يوم الخمسينامتلأ الجميع من الروح القدسأع2:4. وقيل عن المجتمعين للصلاةولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدسأع4:31ولما وقف بطرس أمام رؤساء الكهنة قيل عنه إنهامتلأ من الروح القدس وقال لهم...أع4:8كذلك اسطفانوس الشماسأع7:55وشاول الطرسوسيأع9:13,17:9. ونسمع يوحنا الحبيب في رؤياه يقولكنت في الروح في يوم الربرؤ1:10. ولما رأي العرش الإلهي قال قبلهاوللوقت صرت في الروحرؤ4:2. إن كان مطلوبا منا أن نمتليء بالروح فالمفروض أن نعد أنفسنا لذلك.. نسير في الخطوات الروحية التي تجعلنا مستحقين لهذه النعمة وتكون قلوبنا مستعدة في كل حين لعمل الروح فينا وأول الخطوات أن تكون لنا الحياة الروحية والسلوك بالروح كما قال الرسولاسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسدغل5:16وإن بدأنا بذلك نستمر فيه ولا نكون كالغلاطيين الذين وبخهم الرسول قائلاأبعد ما ابتدأتم بالروح تكملون بالجسد؟!غل3:3ثم ننمو في الحياة بالروح... ونبعد عن كل ما يحزن روح الله,أو يطفيء الروح فينا ولا نقاوم الروح القدس... وقد قال الرسول في كل ذلك لاتحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتمأف4:30وقال أيضا لاتطفئوا الروح1تس5:19وقد وبخ القديس أسطفانوس اليهود قائلايا قساة الرقاب....أنتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتمأع7:51. الروح القدس مستعد أن يعمل فينا ولكننا نحزنه حينما نرفض عمله ونرفض الشركة معه وبهذا نسقط في الخطية والروح القدس باستمرار يهبنا حرارة روحية. ولكننا بتهاوننا وإهمالنا نطفيء حرارة الروح فينا والروح القدس يدعونا دائما إلي حياة القداسة ولكننا نقاوم عمله فينا وربما في الآخرين أيضا. إننا إن اشتركنا مع الروح القدس تكون لذلك نتائج واضحة في حياتنا. لعل أبرزها ما قاله الرب في سفر حزقيال النبيأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدا في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بهاحز36:27,26. فهل تشعر في داخلك أن روح الله قد غير حياتك ومشاعرك وأعطاك قلبا جديدا ومنحك السهولة التي تسلك بها في وصاياه وتحفظ أحكامه..؟. ومن علامات عمل الروح فينا أن نكون حارين في الروحرو12:11. لأن روح الله عندما يحل في الإنسان يشعله بالحرارة كما ألهب الرسل عندما حل عليهم في يوم الخمسينأع2علي هيئة ألسنة من نار.وتحول العالم المسيحي كله إلي شعلة من نار في الخدمة والكرازة في الغيرة والحماس في المحبة التي شبهها الكتاب بالنار وقالإن مياها كثيرة لاتستطيع أن تطفئهانش8:7. إذا دخل روح الله في قلبك ينطبق عليك قول المزمور غيرة بيتك أكلتنيمز119وتشمل الحرارة كل حياتك الروحية وإذا لم تشترك مع عمل الروح فيك,تصاب بالفتور ولهذا يأمرنا الرسول قائلا:لاتطفئوا الروح1تس5:19أي احتفظوا بحرارة الروح دائما فيكم وكونوا كذبيحة المحرقة تشتعل فيها النار باستمرار نار دائمة لاتطفألا6:13,12. هل تسلمت من الروح القدس هذه النار المقدسة وهل توقدها باستمرار في قلبك؟ كما قيل عن ذبيحة المحرقة ويشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح...لا6:12هل تشعل محبة الله في قلبك بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنما ومرتلا في قلبك للربأف4:19وبقراءات روحية من النوع الذي يلهب مشاعرك الروحية؟ أنت هيكل الله وينبغي أن تكون النار المقدسة في الهيكل باستمرار: السيدة العذراء شبهت بالمجمرة الذهبية, شورية هارون لأن الروح القدس حل عليها كجمر نار... فهل الروح القدس أشعل فحماتك السوداء فالتهبت وصاحت في فرحأنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليمنش1:5إن النار منحت الفحم توهجا فصار جمرا ونسي طبيعته السوداء إذ صار نارا لها حرارة ونور.. إن تقلبت حرارة الروح القدس فسوف تحرق فيك كل رغبة عالمية خاطئة وتصبح حارا في روحياتك وماذا أيضا. روح الله هو روح القداسة,إن حل فيك واشتركت في العمل معه يمنحك القداسة. مادمت تنقاد بروح اللهرو8:14ولاتحزن روح الله بانحراف إرادتك عن توجيههأف4:30فهل أنت تحيا حياة القداسة التي بدونها لايعاين أحد الرب؟!أم أنت ترفض عمل روح الله فيك, تقاوم الروح؟وما نهاية مقاومتك هذه؟ إن كنت بسكني الروح القدس فيك قد صرت هيكلا لله فاذكر قول المرتل في المزمور ببيتك تليق القداسة ياربمز93:5. واذكر قول الكتابنظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس1بط1:16,15. وإن اشتركت مع الروح القدس في العمل,ستكون قويا في كل شيء. فهكذا وعد الرب تلاميذه القديسين قائلا:ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وحينئذ تكونون لي شهوداأع1:8والإنسان القوي ينتصر علي كل فكر خاطيء وعلي كل رغبة غير مقدسة ويكون أيضا قويا في خدمته وقويا في تأثيره علي الآخرين وتصبح القوة صفة مميزة لشخصيته في كل عمل صالح.. فهل تشعر بهذه القوة, قوة عمل الله فيك؟إن كنت ضعيفا في روحياتك فاعلم أنك لم تشترك مع روح الله. وإن دخلت في شركة الروح فهو يمنحك المحبة الحقيقية. هذه المحبة التي قال عنها الرسول...محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنارو5:5وهكذا تحب الله من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسكمت22:37وتحب أيضا قريبك كنفسك. وبهذه المحبة الإلهية التي من الروح ترتفع عن مستوي الخوف وتثبت في الله والله فيك لأن الله محبة1يو4:16,18. وبروح الله العامل فيك وبالمحبة التي سكبها في قلبك يمكنك أن تربح كثيرين للرب.وكل من يتعامل معك يقول حقا هذا الإنسان فيه روح الله... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحب المزعوم..والحب المعلوم..والعطاء مع اللوم |
الحب المزعوم..والحب المعلوم..والعطاء مع اللوم |
حل الروح القدس علي الرسل كألسنة من نار |