شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
ملوك الثاني 10 - تفسير سفر الملوك الثاني
الآيات 1-14:- وكان لاخاب سبعون ابنا في السامرة فكتب ياهو رسائل وارسلها الى السامرة إلى رؤساء يزرعيل الشيوخ والى مربي اخاب قائلا.فالان عند وصول هذه الرسالة إليكم إذ عندكم بنو سيدكم وعندكم مركبات وخيل ومدينة محصنة وسلاح.انظروا الافضل والاصلح من بني سيدكم واجعلوه على كرسي أبيه وحاربوا عن بيت سيدكم.فخافوا جدًا جدًا وقالوا هوذا ملكان لم يقفا امامه فكيف نقف نحن.فارسل الذي على البيت والذي على المدينة والشيوخ والمربون إلى ياهو قائلين عبيدك نحن وكل ما قلت لنا نفعله لا نملك أحدًا ما يحسن في عينيك فافعله.فكتب اليهم رسالة ثانية قائلًا أن كنتم لي وسمعتم لقولي فخذوا رؤوس الرجال بني سيدكم وتعالوا إلى في نحو هذا الوقت غدا إلى يزرعيل وبنو الملك سبعون رجلا كانوا مع عظماء المدينة الذين ربوهم. فلما وصلت الرسالة اليهم اخذوا بني الملك وقتلوا سبعين رجلا ووضعوا رؤوسهم في سلال وارسلوها إليه الى يزرعيل.فجاء الرسول واخبره قائلًا قد اتوا برؤوس بني الملك فقال اجعلوها كومتين في مدخل الباب إلى الصباح.و في الصباح خرج ووقف وقال لجميع الشعب انتم ابرياء هانذا قد عصيت على سيدي وقتلته ولكن من قتل كل هؤلاء.فاعلموا الان أنه لا يسقط من كلام الرب إلى الأرض الذي تكلم به الرب على بيت اخاب وقد فعل الرب ما تكلم به عن يد عبده ايليا.و قتل ياهو كل الذين بقوا لبيت اخاب في يزرعيل وكل عظمائه ومعارفه وكهنته حتى لم يبق له شاردا.ثم قام وجاء سائرا إلى السامرة واذ كان عند بيت عقد الرعاة في الطريق.صادف ياهو اخوة اخزيا ملك يهوذا فقال من انتم فقالوا نحن اخوة اخزيا ونحن نازلون لنسلم على بني الملك وبني الملكة فقال امسكوهم أحياء فامسكوهم أحياء وقتلوهم عند بئر بيت عقد اثنين واربعين رجلا ولم يبق منهم احدا. 70 إبنا = من أولاد احفاد أخاب. إلى رؤساء يزرعيل = ربما كان رؤساء يزرعيل قد هربوا إلى السامرة من ياهو وتحصنوا فيها. مربى أخاب = الذين ربوا أولاده وأحفاده. ولنلاحظ أن ياهو نفذ اوامر الله لكن هو تصرف بوحشية وقتل البرىء مع المذنب. وهؤلاء المربين بالقطع خونة لسادتهم لكن كيف يلتف الشرفاء حول الخطاة وكيف يلتف الصالحين الأمناء الأتقياء حول ملك كأخاب عابد للوثن. ونلاحظ وحشية ياهو في وضع الرؤوس في سلال وتركها للصباح في كومتان فالله أرسل ياهو ولكنه بالقطع لا يوافق على هذه التصرفات الوحشية. فياهو لا يتبرر في تصرفاته ولكن الله يتبرر في احكامه.
آية(2) هو يتهكم عليهم إذ تحصنوا بأسوار السامرة ومعنى كلامه عندكم أبناء الملك وعندكم مركبات فهلم نتحارب ولكنه كان يعلم أنهم لا يستطيعون. وقوله في (6) غدا فهو لم يعطهم وقتا للتامل والمراجعة. ولكن لو كان عندهم بعض الأمانة والوفاء لملكهم ما كانوا فعلوا ما فعلوه وبهذه السرعة وقطعا بفعلتهم هذه صاروا أتباع لياهو وشركاء له في قتل الملك وأبنائه. وفي (7)أرسلوها = هم أرسلوها ولم يذهبوا ربما خوفا من ياهو أو خجلا من عملهم القبيح. وتصرف ياهو الوحشي بعد ذلك ربما أراد به أن يلقى الرعب في قلوب الشعب فيهابونه. وفي (12) بيت عقد الرعاة = هو المكان الذي كان الرعاة يجزون فيه غنمهم لأنهم كانوا يربطون الغنم قبل جزها. إخوة أخزيا = هم أولاد إخوته لأن إخوته كانوا قد قتلوا (2 أي 17:21+ 8:22).
الآيات 15-17:- ثم انطلق من هناك فصادف يهوناداب بن ركاب يلاقيه فباركه وقال له هل قلبك مستقيم نظير قلبي مع قلبك فقال يهوناداب نعم ونعم هات يدك فأعطاه يده فاصعده إليه إلى المركبة.و قال هلم معي وانظر غيرتي للرب واركبه معه في مركبته.و جاء إلى السامرة وقتل جميع الذين بقوا لاخاب في السامرة حتى افناه حسب كلام الرب الذي كلم به ايليا. يهوناداب = رئيس قبيلة القينيين (أر 6:35-9) وكان رجلا مشهورا بقداسته ومحبته وأمانته لله. وياهو رأى أنه بإتحاده مع هذا الإنسان المعتبر قديسا يجذب إليه القبيلة كلها وكل من يعبد الرب. نعم ونعم = جوابه يدل على غيرة وإتفاق قلبي ورجاء أن يقضى الملك الجديد على عبادة الوثن. هات يدك = علامة المعاهدة وليصعد معه إلى المركبة فيظهر هذا للناس أنهم متحدون.غيرتى للرب = قصد عبادة الرب على طريقة يربعام. ويوناداب هذا كان أولاده بعد 300 سنة في أيام أرمياء ملتزمين بما أوصاه بهم أبيهم يوناداب.
الآيات 18-24:- ثم جمع ياهو كل الشعب وقال لهم أن اخاب قد عبد البعل قليلا واما ياهو فانه يعبده كثيرا. والان فادعوا إلى جميع انبياء البعل وكل عابديه وكل كهنته لا يفقد أحد لأن لي ذبيحة عظيمة للبعل كل من فقد لا يعيش وقد فعل ياهو بمكر لكي يفني عبدة البعل.و قال ياهو قدسوا اعتكافا للبعل فنادوا به.و ارسل ياهو في كل إسرائيل فاتى جميع عبدة البعل ولم يبق أحد إلا أتى ودخلوا بيت البعل فامتلا بيت البعل من جانب إلى جانب.فقال للذي على الملابس اخرج ملابس لكل عبدة البعل فاخرج لهم ملابس. ودخل ياهو ويهوناداب بن ركاب إلى بيت البعل فقال لعبدة البعل فتشوا وانظروا لئلا يكون معكم ههنا أحد من عبيد الرب ولكن عبدة البعل وحدهم. ودخلوا ليقربوا ذبائح ومحرقات واما ياهو فاقام خارجا ثمانين رجلا وقال الرجل الذي ينجو من الرجال الذين أتيت بهم إلى ايديكم تكون انفسكم بدل نفسه. أخاب عبد البعل قليلا = فهو كان يعرج بين الفرقتين فهو أقام هيكلا للبعل وسمى أولاده باسم يهوة. إعتكاف = يوم بطالة لأجل خدمة دينية لا 36:23بيت البعل = الذي بناه أخاب. توزيع الملابس على كهنة البعل = حتى يتم تمييزهم ليقتلوا.
الآيات 25-28:- ولما انتهوا من تقريب المحرقة قال ياهو للسعاة والثوالث ادخلوا اضربوهم لا يخرج أحد فضربوهم بحد السيف وطرحهم السعاة والثوالث وساروا إلى مدينة بيت البعل واخرجوا تماثيل بيت البعل واحرقوها.و كسروا تمثال البعل وهدموا بيت البعل وجعلوه مزبلة إلى هذا اليوم.و استاصل ياهو البعل من إسرائيل. مدينة بيت البعل = مجموع أبنية مختصة بعبادة البعل. وأحرقوا تماثيل = التي من خشب. مزبلة = علامة الاحتقار.
الآيات 29-31:- ولكن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ لم يحد ياهو عنها أي عجول الذهب التي في بيت ايل والتي في دان.و قال الرب لياهو من اجل أنك قد احسنت بعمل ما هو مستقيم في عيني وحسب كل ما بقلبي فعلت ببيت اخاب فابناؤك إلى الجيل الرابع يجلسون على كرسي إسرائيل.و لكن ياهو لم يتحفظ للسلوك في شريعة الرب إله إسرائيل من كل قلبه لم يحد عن خطايا يربعام الذي جعل إسرائيل يخطئ. خطايا يربعام = استعمال العجل في العبادة وترك أورشليم والله كافأ ياهو على ما عمله حسنا وعاقبه على خطاياه. فأولاده جلسوا على كرسيه حتى الجيل الرابع وهو ملك 28 سنة. وعائلته استمرت 120 سنة بينما أن عائلة أخاب استمرت حتى الجيل الثالث فقط (يورام واخزيا أخوه) واستمرت 45 سنة فالله يكافئ من يؤدى له عملا وليس معنى هذا أنه وافق على كل ما عمله. فالله كافأ نبوخذ نصر على تدميره لصور بأن أعطاه مصر. والله يكافئ البعض مكافأة أرضية حتى لا يظل مديونا لأحد. أما الخلاص الأبدي كمكافأة فهذا موضوع آخر. ونجد أن ياهو لم يتحفظ للسلوك في شريعة الرب.
الآيات 32-36:- في تلك الأيام ابتدا الرب يقص إسرائيل فضربهم حزائيل في جميع تخوم إسرائيل. من الاردن لجهة مشرق الشمس جميع ارض جلعاد والجاديين والراوبينيين والمنسيين من عروعير التي على وادي ارنون وجلعاد وباشان.و بقية أمور ياهو وكل ما علم وكل جبروته أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك إسرائيل.و اضطجع ياهو مع ابائه فدفنوه في السامرة وملك يهواحاز ابنه عوضا عنه.و كانت الأيام التي ملك فيها ياهو على إسرائيل في السامرة ثمانيا وعشرين سنة. في تلك الأيام = لم يتحفظ ياهو والنتيجة ابتدأ الرب يقص إسرائيل لقد سلمه الله لأعدائه. وكان حزائيل آلة في يد الله مثل مقص قص به الرب من مملكة إسرائيل كل ما كان شرقى الأردن وهي أرض مخصبة جدًا وتمت نبوة إليشع لحزائيل. ياهو كان متحمسا لكنه غير متدين ولقد وافق هواه أن يملك لكنه لم يسير في طريق الله فنفهم أن الله استخدمه كأداة.