|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر انتصار الإيمان المسيحي المحبة للقمص أثناسيوس فهمي جورج إنَّ شهادِة الكنيسة المُضطهدة تكمُن في كونِها مُضطهدة وفي كونِها ذات رجاء رجاء وفرح واثِق فيمن تؤمن به.. كنيسة غير عدائِية ولا انقيادية للباطِل، لا ميل للذوبان في العالم. رفضوا عبادِة الأوثان، وكان مطلبهم الوحيد هو التمسُك بإيمانهم وعقيدتهم عاشوا حياة الشَرِكَة المسيحية بتلقائية حرة لا إلزام فيها كانوا مَثَلًا للحُب والعفة والقداسة والصلاح والصبر والتعفف والرحمة واحترام المحبة الزوجية، يسعون لأن يُقابِلوا الإساءة بالإحسان، وأن يخدموا الجميع بلا تفرِقة. لقد باركوا الحياة وعرفوا كيف يجعلوها بركة للآخرين حتى في أوقات الاستشهاد والألم. يشهدون بنعمة الحياة الإلهية التي يحملونها في كيانهم والتي تُختبَر وتثبُت أمام جميع العذابات والمُفزعات والاضطهاد المُهين، وكل أنواع الآلامات كما في ساحِة الاستشهاد هادئين فَرِحين ثابتين واثقين مُتشجعين فصاروا للعالم مصدر حماية، وكل الإهانات التي يُلاقونها جعلتهم أداة خِصب للعالم... بِذار الله، صورته، أولاده الوارثين لهم مهمة من أجل القصد الإلهي السامي نحو العالم كزرع مُقدس حفظ كل وصية بحسب تعبير العلاَّمة أكليمنضُس السكندري. وبالجملة نستطيع أن نقول أنَّ المحبة التي لمسها المُعانِدون في شُهداء المسيحية، جعلتهم يتساءلون من هو إله المسيحية هذا؟ إنه إله المحبة الذي أرسلنا كغنم في وسط ذِئاب، لكي تفترِسنا الذئاب الكثيرة فتتحوَّل هي إلى غنمات... كثيرون منا يُقدمون الخد الآخر، لكنهم لم يتعلَّموا كيف يُحبون ضاربيهم فلنُصلِّ إلى الله لكي يُعيننا على رِضاه. ولعلنا نلمس سِر انتصار الإيمان المسيحي من قصة الأربعين شهيدًا شُهداء مدينة سبسطية... القصة الذائِعة الصيت التي تحدَّث عنها القديس باسيليوس الكبير فقال ”كم تجتهدون لتجدوا شخصًا واحدًا قويًا في صلاته لكي يرفع من أجلكم صلاة إلى الآب هوذا أربعون يُصلُّون معًا بصوتٍ واحد... أيها المُتألِم اهرب إليهم.. أيها المُبتهِج أسرِع نحوهم.. المُتألِم سيجد راحة، والمُبتهِج سيُحافِظ على أفراحه... هيا ارفعوا تضرعاتكم مع هؤلاء الشُهداء... أيها الرجال احذوا حذوهم... أيها الآباء صلُّوا لكي يكون لكم إيمان مثلهم... وأنتُنَّ أيتها الأُمهات، فلتأخُذنَ درسًا من هذه الأُم الرائِعة هي أُم لواحد من هؤلاء الشُهداء... رأت الجميع وقد ماتوا فقد أخذتهم البرودة وكان ابنها لا يزال حيًا. أتى المُعذبون لكي يحملوا الأجساد، فلم يأخذوا ابنها على أمل أن يغيَّر رأيه ويرتد، رَفَعَتُه هي بنفسها ووضعته في العربة ليُساق مع رُفقائِه إلى الحريق.. . بالحقيقة إنها أُم شهيد“. تلك هي قوة انتصارات الإيمان المسيحي، في عمل الصلاة وطلب الشفاعة وانتشار الكرازة وثبات العقيدة... |
|