|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة الثانية
«وأراه جميع ممالك المسكونة» تبّاً لك أيها الكائن الماكر الشرير، كيف تجرَّأت أن تُري الربَّ كل ممالك المسكونة وتقول له إن هذه كلها مِلْكٌ لك؟ ثم تقول: «إن سجدتَ أمامي يكون لك الجميع». كيف تَعِدُ بما لا تملك؟ مَن جعلك وارثاً لممالك الله؟ ومَن أقامك ربّاً تحت السماء؟ لقد اغتصبت ذلك احتيالاً. فرُدَّ ذلك كله للابن المتجسِّد ربِّ الكل. واسمع ما يقوله إشعياء النبي عنك: «هل أُعدَّ ذلك لك لكي تملك؟ إنه بحيرة عميقة، نار وكبريت وحطب معدٌّ، غضب الرب كبحيرة متقدة (بنار) وكبريت» (إش 33: 3). فكيف يتسنَّى لك، وأنت الذي نصيبك النار التي لا تُطفأ، أن تَعِدَ مَلِكَ الكل بما يملكه هو؟ أتظن أنك تجعله يسجد لك، وهو الذي يسجد له الكل ويرتعد أمامه، والذي السيرافيم وكل القوات الملائكية تُرتِّل لمجده؟ إنه مكتوب: «للرب إلهك تسجد، وإيَّاه وحده تعبد». هكذا أورد الرب هذه الوصية أمامه، فأصابت من الشيطان مقتلاً. ذلك أن الشيطان قبل مجيء المسيح، خدع كلَّ مَن تحت السماء وصار معبوداً في كل مكان. لكن شريعة الله جرَّدته من السلطان الذي اغتصبه احتيالاً، وأَمَرَت البشر أن يعبدوا الله الإله الحقيقي بالطبيعة وحده، وأن يُقدِّموا له العبادة. |
|