|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدمة سفر أخبار الأيام الأول والثاني تغطي أسفار صموئيل الأول والثاني والملوك الأول والثاني نفس الفترة التاريخية تقريباً التي يغطيها سفرا أخبار الأيام الأول والثاني. ولكن سفري الملوك يقدمان التاريخ السياسي لإسرائيل ويهوذا، بينما يقدم سفرا أخبار الأيام الأول والثاني التاريخ الديني فقط ليهوذا. وتعتبر يهوذا وأورشليم والهيكل، من المواضيع الأساسية في سفري أخبار الأيام - أما تاريخ الأسباط العشرة فيأتي فقط مصادفة. والفكرة المحورية في هذين السفرين هي أن المكانة الذي نعطيها للرب في حياتنا هي التي تحدد تقدمنا أو انحدارنا. وهذا المرجع التاريخي لا يؤكد فقط على محبة الله لشعبه، وإنما يشير أيضاً إلى أنه عندما أكرم الشعب الله تحقق له الرخاء. وعندما كانوا غير أمناء للرب، سحب حضوره من وسطهم فكانت الهزيمة محققة (2 أخبار 5:26؛ 6:27). تسجل أسفار الكتاب المقدس من التكوين إلى الملوك الثاني سلسلة من الأحداث منذ خلق آدم حتى سبي يهوذا. ولكن سفري أخبار الأيام الأول والثاني كتبا بعد السبي البابلي - على الأرجح بواسطة عزرا. والإصحاح الثاني بأكمله مخصص لنسل يهوذا، الذين حصلوا على مكان مميز لأن المسيا الموعود به سيأتي من هذا السبط (تكوين 8:49-12). ويبدأ سفر أخبار الأيام الأول بأطول قائمة اسماء لسلسلة نسب مسجلة في الكتاب المقدس وهي تغطي فترة تاريخية تبلغ حوالي 3500 سنة (الإصحاحات 1-9). وترجع أهمية الأنساب إلى أنها تسمح بتتبع خط العائلة التي من خلالها سيتمم الله خطة الفداء. يبدأ السجل بآدم حتى داود الذي من خلاله سيأتي المسيا. وقد أصبحت هذه العائلات هي حلقة الوصل التي ترتبط بسلسلة نسب المسيح المسجلة في إنجيلي متى ولوقا. وقد حذفت العديد من الاسماء، لكن الاسماء المسجلة هي تلك المرتبطة بالنبوات عن المخلص الموعود به. يأتي ذكر معركة شاول الأخيرة وموته في إصحاح 10. وتغطي بقية الإصحاحات (11-29) الفترة التي ملك فيها داود وهي تقدم صورة للحكومة التي تكرم الرب. ينتهي سفر أخبار الأيام الأول بموت داود ويكمل سفر أخبار الأيام الثاني تاريخ نسله ابتداء من سليمان. وهو يسجل انقسام المملكة في زمن رحبعام، ويغطي تاريخ مملكة يهوذا الجنوبية حتى سبي الشعب إلى بابل. وتحتوي الأعداد الأخيرة على البيان الذي أصدره كورش والذي بموجبه صار مسموحا لليهود أن يرجعوا إلى أورشليم كما سبق وأنبأ به إرميا (2 أخبار 22:36-23؛ إرميا 10:29-14). كانت فترة حكم سليمان هي العصر الذهبي لإسرائيل؛ ولكن انغماسه في أساليب المتعة والترف التي أتاحها النجاح الكبير الذي حققه داود، أدى إلى إهماله ثم رفضه لكلمة الله. وكانت النتيجة الحتمية هي انقسام ثم دمار هذه الأمة المجيدة (1 ملوك 11:11-13). لم يظهر أي نبي خلال فترة الملك سليمان. ويتكلم الجزء الأكبر من الإصحاحات التسعة الأولى من أخبار الأيام الثاني عن بناء الهيكل في أورشليم على جبل المريا. وقد بُني طبقا لنموذج خيمة العبادة (إصحاح 3-4). وأُكمل العمل في السنة الحادية عشرة من ملك سليمان (إصحاح 5؛ قارن مع 1 ملوك 38:6) ودشنه سليمان بواسطة واحدة من أطول الصلوات في الكتاب المقدس (إصحاح 6). ويحكي باقي سفر أخبار الأيام الثاني عن ملوك يهوذا، وانحدار الأمة من الناحية الأخلاقية والروحية. وينتهي السفر بسقوط أورشليم والدمار النهائي للهيكل (إصحاحات 10-36). |
|