|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسيح الدين والتدين ومسيح القيامة والحياة
يسوع ليس هو مسيح الدين الذي يُدافع عنه صاحبي المعتقدات ويتقاتلون فيما بينهما، فالمسيح الذي يتخاصم الناس عليه أو حوله ويُحارب لأجله وتُنشر الخصومة وتظهر العداوة، ليس هو مسيح القيامة والحياة الذي صُلب لأجل حياة العالم، بل هو شخص غريب لا يعرفه الإنجيل ولم يتحدث عنه، هو صناعة فكر بشري ينحصر في حدود الأقنعة التي يرتديها من يتكلمون عن النعمة والحياة في المسيح والمُصالحة، ولا يستطيعوا أن يتصالحوا مع إخوتهم في البيت الواحد، ولا أن يُقيموا علاقة شخصية حيه معه على مستوى اللمس ونوال القوة !!! فمشكلة الدين وممارسة التدين، هو مجرد شيء تربوي روتيني لأجل تعديل السلوك الخارجي وسط المجتمع، وهذا ما يفعله اي دين أو عقيدة أو حتى فكر فلسفي متسامي، وهذا لا يُمثل شيء من جهة الارتباط بالله، لأن الله شخص حي يرتبط بالإنسان في حياة شركة وليست في حياة شكل خارجي يتعلق بالأخلاق التي ينبغي أن تكون ثمرة لقاء حي مع الله، لأن كل من يحيا بشكل الدين ويعيش التدين مدافعاً عن عقيدته بقسر الآخرين لكي يعودوا للإله الذي هو صنمه الخاص الذي صنعه في مخيلته فهو مثل من يضع التوابل الشهية على الطعام الفاسد الذي لا يصلح إلا أن يُعدم أو يُحرق... فيا إخوتي علينا أن نتخلى عن تديننا لكي نعرف مسيح الحياة، لأن مسيح القيامة لا يوجد وسط الأشخاص الرائعين في متحف الكنيسة المُزينة بشكل الفضيلة الخارجية، لأن مسيح الله هو طبيب البشرية الخاص الظاهر في الجسد الذي ارتفع على الصليب لكي يُبطل عضة الحية المُميتة، وقد جعل الكنيسة مستشفى خاص مملوء بالأدوية السماوية، وهو دائماً يمر على المكسورين ليجبرهم ويضمد جراحهم، فليس على المريض الآن أن يُخفي جرحه أو مرضه، بل يُظهره للطبيب ويعترف به أمامه لكي ينال منه قوة الشفاء الخارجة منه... الله يا إخوتي ليس إله القوانين والقواعد الجامدة، وليس غرضه أن يضع قواعد للإنسان ونواميس لأنه مكتوب: [ فلماذا الناموس قد زيد بسبب التعديات إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له مرتباً بملائكة في يد وسيط ] (غلاطية 3: 19)، [ ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي ] (عبرانيين 9: 15)، [ إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان ] (غلاطية 3: 24) فالمسيح، مسيح الحياة، مسيح العلاج وشفاء النفس، فأن كنت لازلت في داخل الكنيسة وكنت متدين عظيم، بل وخادم كبير، ولكن إلى الآن هناك علل خطايا كثيرة مستتر في قلبك، تعرفها أو تعرف بعضها، ولكنك لازلت تخفي هذا بصورة التقوى وزينة الخارج، فأنت لم تعرف مسيح الحياة بعد ولم تنل منه قوة الشفاء، فأنت إلى الآن في داخل المتحف، تتزين بزينة الخارج، كمن يضع غطاء الملوك الفاخر من أرجوان وحرير على جرح غائر ملوث ذو رائحة كريهة، ولم تدخل مستشفى الله بعد، ولم تعرض نفسك على الطبيب الشافي ولم تأخذ أدويته التي هي وحدها تُشفي قلبك المعتل... يا إخوتي الدين والتدين قيد، فهو يقول دائماً أفعل هذا ولا تفعل ذاك، هذا حرام وهذا حلال، أن فعلت هذا تموت، وأن لم تفعل ذاك تحيا، أنت عبد زليل تحت وصاية، لا تستطيع أن تنظر الله فأنت أعمى خاطي ميت، ابذل كل جهدك واعمل كل فريضة بتمامها ولكن عند أول هفوة يضيع تعبك كله وتبدأ من الصفر من جديد، فالتدين انحصار في فرائض وبنود طويلة تصل لحد العجز والتشتت، لكن المسيح يسوع ربنا يقول أنا فعلت:
|
|