|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" اذا آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس" (أفسس ١ : ١٣). هل حصلت على عربون الروح القدس؟ القراءة: أفسس ١ : ٩ – ١٤ بقي سر مشيئة الله بالفداء مكتوماً، خلال أزمنة طويلة. إلى أن جاء ملء الزمان، كشفه الله وحققه وفقاً لمسرة مشيئته التي رغبت في أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. وكان قصد هذه المشيئة، أن يجمع الله في المسيح ما في السماء وما على الأرض. صحيح أن الفداء يقصد به خلاص المؤمنين، إلا أنه في معناه العام يتناول كل من في السماء ومن على الأرض. لجمعهم تحت سلطة رأس واحد هو المسيح. بيد أن هذا السر عند إعلانه، لم يقبله سوى نفر قليل من اليهود، الذين آمنوا بالمسيح. فاختارهم رسلاً لإذاعة السر في كل أرجاء العالم. ولعلهم نالوا هذا الإمتياز، لأنهم ترقبوا محبيء مسيح الله بأشواق ملتهبة. وهو أفرزهم ليحملوا كلمته إلى أقاصي الأرض. فتمت فيهم مواعيد العهد القديم. فكان رجاؤهم في المسيح، سابقاً لرجاء الأمم فيه. إلا أنهم بشروا بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يستقصى. أي أن الإنجيل قُدم أولاً لليهود ثم للأمم، لكن الأولين صاروا آخرين والآخرين صاروا أولين. لقد سمي الإنجيل كلمة الحق لأن كل ما يتضمنه من تعليم حق سماوي وليس فيه شيء من الأفكار الفارغة. وقد أبان الرسول يعقوب أنه وسيلة الولادة الجديدة (يعقوب ١ : ١٨) وشهد له المسيح بقوله: "قدسهم في حقك، كلامك هو حق" (يوحنا ١٧ : ١٧) فهو الحق الخلاصي الذي أتانا بالخلاص، وأتاح لنا الفرصة لنصير شركاء الميراث السماوي. وباتحاد المؤمنين بالمسيح وفقاً لإنجيل الحق يختمون بالروح القدس. "أي بما أن الإيمان بالمسيح صيّرهم أبناء الله، فالله يرسل روح ابنه إلى قلوبهم" (غلاطية ٤ : ٦) والروح القدس ينشىء القداسة في قلوب المؤمنين، ويسربلهم بالقوة. وهو بسكنه فيهم وهم على الأرض علامة تأكيد خلاصهم الأبدي. فهو العربون، أي الجزء الذي نالوه من الميراث. بينما الجزء الأعظم منه محفوظ في الملكوت السماوي، حيث سيعطى لهم حين يجيء المسيح ثانية. والواجب أن يرسخ في أذهاننا، هو أن الله يثبت شعبه في اتحادهم بالمسيح ونيلهم كل فوائد الفداء، ويؤكد لهم ذلك بأنه يمسحهم ويختمهم بالروح القدس، الذي يقدسهم إلى التمام. وكل من لم ينل هذا الإمتياز، لا حق له أن يتوقع شركة القديسين في السماء. هل ختمت بهذا الروح المبارك، وبالتالي صارت حياتك واسطة لمدح مجده، وحمد جلاله. أم لا زلت عائشاً لنفسك ولمجد ذاتك؟ لنشكر أبانا الذي في السماوات لأنه ولدنا ثانية بدم ابنه وقوة روحه القدوس. ولنطلب ولادة ثانية لكل الأموات روحياً. |
|