|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقالة اليوم السابع | هنئوا الأقباط بأعيادهم سأواصل ما أفعله كل عام بتهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم، سأقول لأصدقائى ومعارفى منهم: «كل عام وأنتم بخير، وعيد سعيد عليكم وعلى كل الشعب المصرى»، سأسأل أبنائى وكل من أعرفهم كما أفعل كل عام: «هل قدمتم التهنئة لأصدقائكم الأقباط؟». تلك هى عادتى قبل أن أقرأ وأسمع تلك الفتاوى الغريبة التى تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم والصادرة للعام الثانى على التوالى من «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، والتى تضم فى عضويتها رموزا سلفية كبيرة بالإضافة إلى المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. لم أشعر يوما وأنا أفعل هذه المسألة بأننى أمارس عادة ضد دينى الإسلامى الحنيف، ولم يحرضنى الأزهر الشريف رمز الوسطية الإسلامية وقلبها النابض والذى يواجه حربا ضروسا للاستيلاء عليه، لم يحرضنى على أن أفعل عكس ما أفعله. أهنئ الأقباط بأعيادهم التزاما بسماحة هذا الدين العظيم، وامتدادا لعظمة نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام الذى تزوج من قبطية مصرية هى السيدة مارية، وسماحته فى معاملة غير المسلم، والتى تفرض علينا الأخذ بها، فما بالنا إذا كان المقصود بفتوى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» هم أقباط يعيشون فى وطن واحد يجمعهم والمسلمين. أهنئ الأقباط بأعيادهم، ولا يعنينى فى شىء فتوى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وإنما يعنينى رأى الأزهر المعتدل المستمد من الفهم الصحيح للدين، ويعنينى قبله ما فعله نبينا الكريم، حينما كان يوزع أضحية العيد، فقال للسيدة عائشة عليها رضوان الله بأن تبدأ بالجار اليهودى، وكان هذا الجار يؤذى الرسول عليه الصلاة والسلام برمى القاذورات والشوك أمام داره، وذات يوم لما يجدها، فسأل عن السبب فعرف أنه مريض فذهب إلى زيارته، فأى سماحة بعد ذلك، وأى نبل يصل إلى هذا المستوى؟ أهنئ الأقباط لأنى أتبع سنة نبينا الكريم الذى كان يأمر بصلة القريب غير المسلم، وقال لأسماء بنت أبى بكر: «صلى أمك»، وكانت غير مسلمة. هنئوا الأقباط بأعيادهم، وارفضوا كل من يحرض ضدهم قولا وفعلا، وخذوا الحكمة من نبينا الكريم، وشيوخنا الأفاضل المعتدلين، واتبعوا القاعدة الفقهية التى تقول: «درء المفاسد قبل جلب المنافع»، وأى فعل ينادى به شيخ معمم وصاحب لحية، يؤدى إلى غرس الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، هو قمة المفاسد. |
|