|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجوع السياسي (يوحنا 6: 1-15) دعونا نروي قصة اشباع الجموع في يوحنا 6. سنعيد رواية قصة تكثير الخبزمدققين في انواع الجوع الموجودة وكيف يسد خبز المسيح هذا الجوع. تبع المسيح جمع كبير لأنهم رأوا آياته. واحتاج هذا الجمع إلى الخبز. قال تلميذ المسيح فيلبس لن يكفهم خبز بمئتي دينار. ولو جمع عامل اجرته لمئتي يوم فلن يستطيع ان يطعم هؤلاء الجموع شيئا يسيرا لمرة واحدة فقط. فكم بالحري لعدة وجبات؟ ولكن ما اعجب ترتيب الله الذي يختار الامور الصغيرة والمزدرى بها ليحقق مقاصده العظيمة. فلقد اختار الله غلاما معه خمسة ارغفة شعيروسمكتين، اي معه خبز الفقراء وليس القمح الخبز الأغلى ثمنا ومعه سُميكتين فالكلمة اليونانية اوبساريا تعني سمكة صغيرة. وبعدما اخذ يسوع الارغفة وشكر قائلا مبارك انت يا رب ملك العالم المخرج خبزا من الارض وزع على التلاميذ وهم اعطوا الخبز للجموع بهدف سد جوع المعدة عند الناس. ولكن الجمع ما زال جائعا إلى الحرية السياسية. ويذكر يوحنا أن عدد الرجال كان خمسة آلاف مبينا حجم الجيش الذي سيخدم ثورة المسيح. يضيف يوحنا ان الرجال والنساء والاطفال، اكثر من عشرين الف شخص، ارادوا يسوع ملكا يهوديا. ولكن يسوع لم يمشي بحسب ارادتهم. وبينما كانت تجربة البرية الأولى بعد الخلاص السياسي من فرعون، كانت تجربة البرية الثانية في يوحنا 6-8 في زمن العبودية السياسية. وكما اعطى الله شعبه القديم خبزا وماء ونورا في بريتهم الأولى اعطاهم خبزا وماء ونورا في بريتهم الثانية. لقد أذلت روما مجد الأمة الاسرائيلية وتاق الشعب إلى مخلص سياسي. أرادوا ان يستغلوا المسيح لتحقيق برنامجهم السياسي. أرادوا ان يسيسوا ابن الله. ارادوا ان يستغلوا الفكر الديني لتحقيق مآربهم السياسية. فوقعوا في ازمة في الهوية. فهناك توتر بين مخطط المسيح ومخططهم. وهناك توتر بين فكرهم السياسي وفكر المسيح. فما علاقة الدين بالسياسة او بالدولة؟ إن جزء كبير من ازمة الكنيسة العربية في إسرائيل في الهوية مرتبط بعلاقة الدين بالسياسة. يعتبرنا البعض اعداء اسرائيل وبالتالي اعداء الله. فهويتنا السياسية لها ابعاد دينية. ويعتبرنا آخرون جزءا من دولة اسرائيل واصدقاء احبائنا المسيانيين وبالتالي يطربون ويفرحون بقيمتنا الدينية بناء على هويتنا السياسية. بكلمات اخرى، نادى البعض بدمج كلي للدين والسياسة فصارت المواقف الدينية مواقف سياسية والعكس. فعندما يتحدث بابا الكاثوليك عن مفهومه عن الإسلام فهولا يعطي تفسيرا دينيا فقط بل موقفا سياسيا لكنيسة لها سفراء سياسيين ودينيين حول العالم. نادى البعض الآخر بفصل الدين عن السياسة. ونتج عن هذا الامر انعزال الكنيسة الانجيلية في اسرائيل وفلسطين عن الواقع وعن آلام وحاجات شعوب المنطقة. اضف إلى ذلك، يستخدم اخوتنا المؤمنون بين اليهود الدين في خدمة السياسة في كثير من الاحيان. ويتطلب موقفهم ردا واضحا من الكنيسة العربية في اسرائيل. ويوجد فريق ثالث استغل الدين لتبرير المواقف السياسية. فكيف تتصرف الكنيسة في اسرائيل مع علاقة الدين والسياسة وخاصة انها تعيش في دولة تبني جزءا من شرعيتها على اساس ديني وتواجه مقاومة سياسية من بعض الفئات الإسلامية على اساس ديني. إن الجواب المسيحي وفلسفة علاقة المؤمن بالعالم موجودة في يوحنا 17 في ثلاثة احرف جر. اولا، انتم في العالم. فلا يجب ان ننعزل عن العالم او عن مشاكله السياسية والاجتماعية والثقافية. يجب ان نقرأ الجرائد ونفكر بالبرامج السياسية التي تطرحها الاحزاب المختلفة. ثانيا، انتم لستم من العالم. فبينما يشاركنا العالم نفس الاسئلة إلا ان اجوبتنا تختلف. إن مفهومنا عن الحرية، المساواة، العدالة، والسلام يجب ان يتمركز في هوية المسيح وإلا سنقع في الحيرة السياسية. وسيكون عندنا ازمة في الهوية السياسية. ثالثا، ارسلنا المسيح إلى العالم. فيجب ان نذهب اليه مقدمين الخبز الإلهي. اهمال اي جانب من هذه الجوانب سيقودنا إلى ازمة حقيقية في هويتنا السياسية. فلا نستطيع كما يقول البعض ان نترك مشاكلنا خارج الكنيسة بل يجب علينا أن نحضر كل تحديات حياتنا امام الله بالصلاة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوحنا ابن سمعان المكابي (السياسي) |
الجوع إلى المحبة اعظم من الجوع إلى الخبز |
الجوع اللاهوتي (يوحنا 6: 41-65) |
الجوع الاقتصادي (يوحنا 6: 25-31، 34) |
يقولون الجوع كافر وانا اقول الجوع قاتل |