|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاجة الإرادة إلى فعل الخير إن الإرادة في الإنسان تنزع بالفطرية إلى عمل الخير وهى لا تريد الشر، إلا إذا اعتبرته من قبل خيراً، فالإرادة في مسيرتها تجاه الخير، هي بحاجة إلى قواعد تساعدها على التمييز بين الخير والشر، وإلى عون يساعدها على فعل الخير وتجنب الشر، والحال إن الديانة وحدها هي التي تقدم للإنسان هذه القواعد وهذا العون. وربما يستند البعض إلى الضمير للتمييز بين الخير والشر، إلا أنهم لا يدركون أن الضمير في واقع الأمر، يعلن فقط، إنه صوت لا سلطان له في أن يملي شيئاً على الإنسان، كما أن الضمير يمكن أن يُخطئ، وهو يتأثر بعوامل كثيرة.. وهناك من يقولون: إن قاعدة التمييز هي المصلحة الشخصية أو العامة، ولهؤلاء نقول: إن هذا المفهوم يجعل اختلاس مال القريب خيراً، إذا وجد فيه السارق مصلحته الشخصية، وإذا ما نشب نزاع بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع، فمن ياتُرى يجبر الفرد على نكران ذاته، والتضحية بمصلحته الخاصة لصالح المصلحة العامة؟ أليس الله بمبادئه ووصاياه التي يعلنها من خلال الديانة ؟ وفئة أُخرى تقول: عاطفة الشرف هي التي تؤسس قاعدة التمييز! ويغيب على هؤلاء أن الشرف هو في الواقع قاعدة غير ثابتة، بل هي نسبية، ولا تفهمه الطبقات الخيّرة من البشر كما تفهمه الطبقات الشريرة؟ كما أننا لا نجد له مفهوماً واحداً في جميع المستويات الإنسانية أو الطبقات البشرية؟ فما يعتبره البعض أعمالاً صالحة في ذاتها، كالانتحار والثأر، هو في الواقع منافي للأخلاق، لأنه يجيز الشر على أنه خير. وربما يسأل البعض: وأين نجد العون الذي يساعدنا على عمل الخير؟ فإنه لا يكفي أن نعرف أو نرى ذاك الخير، بل يجب أن نحققه في حياتنا، فمن يساعدنا على ذلك، في حين أن ضعفنا الذاتي وأهواءنا تعوقنا على تحقيق هذا الرجاء؟ ولسائل هذا السؤال نسأل: هل يأتينا ذاك العون من الآخرين؟ بالطبع لا، إذ أننا متساوين في كوننا ضعفاء، أيأتينا من القانون المدني؟ كيف يتحقق هذا وهو لا يتناول سوى الأعمال الخارجية؟ ولا يمكنه أن ينفذ إلى أعماقنا، حيث تتهيأ تلك الأعمال؟ إذاً وبلا أدنى شك هذا العون، لا يمكن أن ينحدر إلا من الذي وضع القاعدة الأدبية، أي الله، فهو الوحيد الذى يستطيع أن ينظم أعمالنا وعلاقاتنا، لأنه يرى مافي داخلنا أى أفكارنا ورغبات غير المرئية.. ولكن هذا يتطلب بالضرورة علاقة بين الله والإنسان، وهذه العلاقة هي ما نسميه الدين، الذى هو ضرورة ولاغنى عنه للإنسان. |
|