|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجرى الحوار: عبدالوهاب شعبان
بين أروقة المقر البابوي كان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يستقبل أبناءه الأقباط القادمين من كل مكان طالبين تهنئته وتقبيل يده،وفي الصالون البابوي كان الأنبا دميان جالساً ينتظر لقاء البطريرك وإلى جواره مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا،وقس ألماني يرغب في لقاء البابا. الفرصة لم تكن سانحة لأكثر من سلام عابر وتهنئة على هامش التعريف بهويتي لـ «أسقف ألمانيا»، لكن شهادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا بـ«مصداقية الوفد» صنعت فارقا، واتسع المجال لحوار هادئ مع الأنبا دميان الذي غادر القاهرة قبيل اجتماع المجمع المقدس المنعقد اليوم بالمقر البابوي. مطالب كثيرة كان يحملها الأنبا دميان أسقف ألمانيا لـ «البابا تواضروس الثاني» قبيل مغادرته مصر، أبرزها زيارة البطريرك لتدشين دير العذراء والقديس موريس في «هوكستر»، وكذلك بعض الكنائس القبطية الأرثوذكسية. وأنهي دميان الجدل الدائر حول «سكرتارية المجمع المقدس»، وأعرب عن ترشيحه لـ«الأنبا رافائيل» باعتباره من وجهة نظره الأفضل حاليا لتولي المنصب الذي يشغله الأنبا بيشوي. وجاءت المفارقة بين الحالة الألمانية ونظيرتها المصرية إحدى ركائز حديثه لـ«الوفد»، عطفا على الملفات الكنسية الأخطر على مائدة البطريرك الـ118. وشجعني الهدوء الذي تتخلله ابتسامة الأنبا دميان على كافة الأسئلة الشائكة فإلى الحوار : < من وجهة نظرك ما هي أبرز الملفات الآن على مائدة البابا تواضروس الثاني بعد تجليسه رسميا؟ - الكنيسة التي تركها البابا شنودة أصبحت تشمل كافة أنحاء الكرة الأرضية، والبابا تواضروس يحتاج إلى التعرف على الكنائس والمسئولين، والمسئوليات المطلوبة تشمل رسامة كهنة أو شمامسة، وإنشاء كليات لاهوتية، والاهتمام بالعلاقات المسكونية مع الطوائف الأخرى، والعلاقة مع الأزهر الشريف، هذا إلى جانب أولوية دراسة تعديل لائحة 57 بما يتناسب مع الوضع الحالي للكنيسة، ومن الأولويات الملحة تأسيس مكتب سكرتارية يساعده على التواصل مع الناس وتنظيم عمله بطريقة فعالة. < سيجتمع المجمع المقدس اليوم لحسم منصب السكرتير، برأيك من الأقرب لشغل هذا المنصب؟ - سأسافر إلى ألمانيا قبل انعقاد المجمع المقدس، وسأطلب من أحد الآباء أن ينوب عني، وبرأيي الأنبا رافائيل هو الأفضل لـ«سكرتارية المجمع المقدس». < كيف يتم التعامل مع أوراق البابا شنودة الثالث التي اصبحت الآن بحوزة البابا تواضروس الثاني؟ - البابا تواضروس هو صاحب القرار في أوراق البابا شنودة. < كيف تقيم موقف انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية للدستور؟ -الكنيسة القبطية انسحبت من التأسيسية، لأنه لا توجد نية لإدخال تعديلات على المواد محل الخلاف، ولذلك كان قرارها نهائياً في هذا الشأن، وهذا القرار ليس من صنع قداسة البابا وحده، لأنه يتميز بإيمانه بالعمل الجماعي. < هل بالإمكان طرح إعادة العمل بـ«لائحة 38» خلال اجتماع المجمع المقدس بسبب المطالب التي تعرضها رابطة أقباط 38 وروابط منكوبي الأحوال الشخصية؟ - في المجمع المقدس من الصعب أن يتغير كل شيء في جلسة واحدة،لدينا لجان مختلفة متخصصة وكل لجنة تدرس موضوعاً بكافة جوانبه،وهذه اللجان قد تدرس كل شيء في الفترة القادمة. < كيف تتعامل الكنيسة مع ملف «أسلمة الفتيات» أو ما يسميه البعض «اختطاف الفتيات» خلال الفترة المقبلة؟ - هذه كارثة ويجب أن تنتهي، و«أسلمة القاصرات» جريمة في حق الإنسانية ولا تتناسب مع التاريخ العريق لمصر التي أعطت الحماية للسيد المسيح وهو طفل، ومن يتورط في خطف الفتيات يسيء للوطن. < إذن هل تؤيد إصدار قانون يضبط مسألة «التحول الديني» بعيدا عن الاحتقان الطائفي؟ - لابد من عودة جلسات النصح والإرشاد، ولابد من وجود محبة حقيقية بين القيادات الدينية، ولا يوجد دين يوافق على قص شعر بنت صغيرة. < نيافتك تعيش في ألمانيا، إلى أي مدى الفارق بين ألمانيا ومصر في مسألة بناء دور العبادة؟ - في ألمانيا تعطى الحرية كاملة للإنسان في ممارسة شعائره الدينية وعقيدته، وقد خصصت ألمانيا 3.2 مليون يورو لبناء مسجد في مقاطعة «فيستفاليا»، وهناك تتم مساعدة المسلمين في إنشاء معاهد إسلامية وكليات لدراسات أئمة المساجد، واعتقد أن مصر بحاجة إلى حرية في ممارسة العقيدة وقبول الآخر دون تعد على حريته. < كيف ترى قضية مرجعية الدولة بالمقارنة بين العالم الأوروبي ومصر،في إطار مرجعية الشريعة الإسلامية في مصر؟ - في البلاد الأوروبية، القيم المسيحية لها تأثيرها في إعداد القوانين، ولا نريد التركيز على الدستور المكتوب، وإنما نريد التركيز على الدستور المكتوب في القلب، ولو وجدت سماحة في قلوب المصريين فسيكون دستور المحبة أهم بكثير من الدستور الكتابي. < تصاعدت الكراهية بين التيار السلفي في مصر وأقباط المهجر عقب أزمة الفيلم المسيء للرسول، كيف يمكن إعادة التعريف بأقباط المهجر؟ -أقباط المهجر أظهروا تعاطفاً مع إخوتهم المسلمين، ونرفض التعميم في جانب أقباط المهجر، مثلما نرفض التعميم في التعامل مع التيارات الإسلامية، والطبيعي أن تسير الأمور في سياق العدل، وعلى المصريين في الداخل أن يتذكروا دائما وفاء إخوتهم في المهجر من ناحية تشجيع السياحة والاستثمارات. < كان الأقباط يريدون وصول راهب لـ «البابوية» بدافع الحنين إلى عصر البابا كيرلس السادس، هل يستطيع البابا تواضروس تنفيذ هذه الرغبة؟ - قداسة البابا تواضروس راهب من الدرجة الأولى وهو الذي يتمناه الشعب. < كيف ترى مسألة الصراع داخل المجمع المقدس، في ضوء نفي الأنبا باخوميوس وجود صراع على السلطة داخل الكنيسة؟ -بعد القرعة الهيكلية اتفق الجميع على حب قداسة البابا، وداخل المجمع تلتقي خبرات الأساقفة، والخلاف في الرؤى داخل المجمع المقدس ظاهرة صحية. < كيف يمكن الاستفادة من المرشحين الأربعة للبابوية والذين رافقوا قداسة البابا تواضروس في القائمة النهائية؟ -الكنيسة القبطية غنية بطاقات كثيرة وليس مرشحي البابوية فقط، واعتقد أن البابا قادر على الاستفادة من قدرات المرشحين للبابوية. < أخيراً إذا حضرت لقاء الرئيس والبابا.. هل من رسالة تقدمها للرئيس محمد مرسي؟ - لا أستطيع أن أحمل رسائل للرئيس في حضور قداسة البابا تواضروس الثاني. الوفــــد |
|