![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اغتصاب عثليا أم أخزيا للعرش وَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا أُمُّ أَخَزْيَا أَنَّ ابْنَهَا قَدْ مَاتَ، قَامَتْ وَأَبَادَتْ جَمِيعَ النَّسْلِ الْمَلِكِيِّ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا. [10] ورد ذلك في (2 مل 11: 1 إلخ.) أمرت عثليا بقتل أحفادها حتى تضمن بقاءها على العرش. عثليا امرأة شريرة تسعى لهدم بيت داود إلى الأبد، لتُقِيمَ على أنقاضه عرشًا لنفسها. أبادت جميع النسل الملكي بوحشيةٍ، وغالبًا ما كانت تود أن تنقل العرش من بيت داود إلى أقاربها من أمها. لم يكشف الكتاب المقدس عن دوافعها الخفيّة وخِطَّتِها، سوى ضمانها أن يبقى العرش في يدها. أول من تأمل في هذا الأمر يوسيفوس المؤرخ، فوصف تصرُّفاتها بأنها قد ورثت من والديها الكراهية لبيت داود. يقول عنها إنها كانت ترغب "في ألا يبقى أحد من بيت داود حيًّا، بل أن تبيد كل الأسرة، حتى لا يَتَسَلَّم ملك فيما بعد يقوم من الأسرة[1]". كان دافعها هو تكذيب الوعد الإلهي أن يجلس نسل داود على العرش، ومجيء المسيّا المُخَلِّص من نسل داود. يرى البعض أن عثليا بجانب رغبتها ألا يلمس أحد إكليلها، ولا يجلس أحد من بيت داود على عرش يهوذا. إنها أرادت الانتقام لقتل إيزابل أمها وإبادة أسرتها على يد ياهو. ظَنَّت أنها على حق أن تنتقم لوالديها ولكل أسرتها حتى من نسلها الذين هم خليفة يهورام الذي من بيت داود. لعل عثليا كانت في أعماقها كراهية مُرَّة لما حَلَّ بأُسرتِها؛ وكراهيتها لبيت داود دفعتها لكراهية إله داود. ما فعلته عثليا مارسه أيضًا هيرودس في مذبحة أطفال بيت لحم، ليحتفظ بكرسي العرش. ظَنَّت عثليا وأيضًا هيرودس أنهما صارا في أمان، ولم يُدرِكا أن الله ضابط الكل وراعي شعبه. سمح الله بما حدث لبيت داود ليؤكد أن رعاية الله وحدها هي التي أنقذت الموقف، ليبقى طفل صغير لبيت داود، خلاله يبقى سراج مُنِير للبيت، ويأتي من نسل داود المسيَّا المُخَلِّص. باطلاً حاول عدو الخير أن يُبطِلَ خطة الله للخلاص. v لاحظت الأشرار، فرأيتهم في سلامٍ، أي سلام؟ سلام مؤقت، مُتغيِّر، عابر وأرضي، ومع هذا فإني أنا أيضًا أطلب هذا من الله. رأيت الذين لم يخدموا الله ينالون ما اشتهيته أنا الذي أخدم الله، لكن قدميّ زلتا وخطواتي زلقت (مز 73: 2). الآن أدركت لماذا لهم سلام وانتعاش على الأرض... لأن عقابهم ليس مؤقتًا، بل ثابتًا إلى الأبد. القديس أغسطينوس إن أمعنا النظر في هذا، هل تقدرون أن تنكروا بأنه توجد مجازاة من قِبَل العدل الإلهي؟ الأول (البار) تغمر السعادة قلبه، والثاني البؤس. الأول بشهادة نفسه أنه بريء من الذنب، والثاني مجرم. ذاك الإنسان سعيد في رحيله من العالم، والثاني حزين عليه. من يقدر أن ينطق بالبراءة على من هو ليس ببريء في عيني ضميره؟ يقول: "أين غطاء خيمته، تذكاره لن يوجد" (راجع أي 28:21). حياة المجرم حلم. لا، حتى الراحة ذاتها التي للأشرار وهم يعيشون هنا هي وهم، إنهم الآن في الجحيم، إذا ينحدرون إلى جهنم وهم أحياء[3]. v يجيب القديس أيوب: لا تظنوا أنكم سعداء وأنتم منغمسون في الملذات، لأن ضربات الله لم تحل عليكم في هذه الحياة. "سراج الأشرار ينطفئ". إنه يعطي ضوءًا إلى زمنٍ، لكنه لا يحمل نورًا أبديًا. وبالرغم من أن العالم يحابي مثل هؤلاء الناس، لأنهم يمارسون إرادة الله صاحب السلطان على العالم (يو 14: 30)، لكن عادة ما تحل لحظة التحوُّل في الأحداث، حيث تأتي الأحزان من قبل غضب السماء وسخطها، حيث يُغَربَل الأشرار "كالتبن قدام الريح". يُغَربَل الظالمون كالقشٍ، والأبرار كحنطةٍ. التفتوا إلى الرب القائل لبطرس: "هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغَرْبِلَكم كالحنطة، ولكني طلبتُ من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 31-32). القديس أمبروسيوس فالله لا يشغله كمية الشر التي يستطيع الإنسان أن يمارسها، وإنما الكمية التي في ذهنه ليمارسها. وعندما يكون الإنسان بلا سلطان في الخارج، يُحسَب طاغية في داخله، ويسيطر الإثم عليه في داخله. فإنه وإن كان لا يضغط على أقربائه من الخارج، إلاَّ أنه في الداخل يبحث ليجد فرصة وسلطانًا للضغط على الغير. فإن الله يتطلَّع إلى قلوب البشر، فيُحسَب في عيني الله الشرير أنه مارس بالفعل حسب ما يتخيَّله. البابا غريغوريوس (الكبير) |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عثليا والاهتمام بالمناصب |
عثليا المتسلطة |
عثليا الانانية |
عثليا |
عثليا |