كَانَتْ قَتْلَى السَّيْفِ خَيْرًا مِنْ قَتْلَى الْجُوعِ. لأَنَّ هَؤُلاَءِ يَذُوبُونَ مَطْعُونِينَ لِعَدَمِ أَثْمَارِ الْحَقْلِ [9].
إذ رأى أجسام بني إسرائيل، خاصة الشباب والأطفال، قد تبددت وصارت كقطع الخزف والتراب مُلقاة في الشوارع، استحسن قتلى السّيف عن قتلى الجُوع. وسط هذا العار وهذه المرارة يشتهي الكل الموت فلا يجدونه، إذ قيل: "وُيختار الموت على الحياة". وكما جاء في سفر المراثي: "كانت قتلى السيف خيرًا من قتلى الجوع" (مرا 4: 9)، وقال يونان النبي: "موتي خير من حياتي" (يونان 4: 8).
عانت بنت صهيون من سيف العدو الذي سباهم، كما عانت من الجماعة التي حلت بها بسبب دخول الأمم الشامتة إلى الحقول، يدوسونها بأقدامهم، فصارت أشبه ببرية جافة بلا ثمر. إذ يقارن النبي بين القتل بالسيف والموت جوعًا يجد في الأخير خطورة ومرارة أشد.