|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بماذا كنتم تتكالمون؟ إن الجدال الذي دار بينهم كان الرب على عِلم به (لو9: 47)، وإذ أراد أن يعالج الموقف، أظهر حكمة ولطفًا، فتأنّى عليهم حتى وصلوا إلى البيت. وهناك، بعيدًا عن جماهير الطريق، بادرهم بلطفه الجميل قائلاً: «بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق؟». لقد انصرف حديثهم إلى من يكون الأعظم، وهي رغبة الجسد في تعظيم الذات البشرية، الأمر الذي يرفضه الرب لأن يكون بين قديسيه، وبين خدامه بصفة خصوصية. ومهما كانت مبرِّرات التلاميذ، فإنه لا يجب أن يكون بين خدام الرب غيرة أو جدال أو مشاجرة (لو22: 24)؛ لأن الخدمة ليست سباقًا أو منافسة محمومة بين الواحد والآخر، وإن كانت حسنة هي الغيرة في الحسنى. إلا أن الطريق الصحيح الذي رسمه لنا المسيح لمن يكون الأعظم هو أن يكون الشخص آخر الكل، أي يتذيل القائمة. وهذا هو الشعور القلبي الصحيح لكل عظيم، إذ لا يسعى بنفسه للتقدم على إخوته راغبًا في إظهار ذاته وما عنده من إمكانيات قد لا تتوافر في غيره. |
|