"وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات" [10].
القديس ديدموس الضرير
[إن روح النعمة والتضرعات إنما هو الروح القدس واهب النعمة الذي يُعطى لنا من أب الرأفة (2 كو 3: 3): "بعد هلاك الأمم (إبليس وأعماله) يضيف الكتاب أنه في ذلك اليوم المشار إليه يفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم بروح النعمة والتضرعات، لأنه أب التضرعات (2 كو 1: 3) وله الروح القدس. في هذا يكتب القديس بولس: "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو 5: 5). وسليمان في سفر الحكمة يقول: "فما في السموات من اطلع عليه، ومن علم مشورتك لو لم تؤتِ الحكمة وتبعث روحك القدوس من الأعالي، فإنه كذلك قوّمت سبل الذين على الأرض وتعلم الناس مرضاتك" (حك 6: 14-16). واهب الروح القدس يقول في إشعياء: "أعطيك روحي" وأيضًا: "أعطيته روحي" (إش 42)... كما يقول: "سأفيض من روحي على كل جسد" (يؤ 3: 1). ويفهم من كلمات الرسول أن روح النعمة هو الروح القدس، إذ يقول: "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة، فكم عقابًا أشر تظنون انه يُحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا وازدرى بروح النعمة؟!" (عب 10: 28-29)... أيضًا روح النعمة هو روح التضرع (الرأفة) الذي يوهب من أب الرأفة (2 كو 1: 3)].