منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 12:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,909

إن كان الله قد قام بنفسه بقياس المدينة وأحاطها بروحه القدوس سور نار




هروبها من بابل:

6 «يَا يَا، اهْرُبُوا مِنْ أَرْضِ الشِّمَالِ، يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنِّي قَدْ فَرَّقْتُكُمْ كَرِيَاحِ السَّمَاءِ الأَرْبَعِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 7 تَنَجَّيْ يَا صِهْيَوْنُ السَّاكِنَةُ فِي بِنْتِ بَابِلَ، 8 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. 9 لأَنِّي هأَنَذَا أُحَرِّكُ يَدِي عَلَيْهِمْ فَيَكُونُونَ سَلَبًا لِعَبِيدِهِمْ. فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي.

إن كان الله قد قام بنفسه بقياس المدينة وأحاطها بروحه القدوس سور نار وتجلى في داخلها بمجده، هذا كله يدفعها بالأكثر إلى الجهاد هاربة من كل عثرة حتى لا تفقد عمل الله فيها. لهذا يناديها "يا يا اهربوا من أرض الشمال" [6].
من الجانب التاريخي الحرفي، هي دعوة إلهية للذين تمسكوا بأرض السبي بسبب مصالحهم الخاصة، لذا يدعوهم بالهروب من بابل "أرض الشمال" إلى أرض الموعد؛ وهنا لا يذكر اسمًا أو لقبًا لهم، لأنهم بسبب تمسكهم بالحياة الذليلة صاروا غير مستحقين لمعرفة الله بل يُدعون "يا يا" كمن هم مجهولين! ولكن من الجانب الروحي فالدعوة قائمة ومستمرة عبر العصور لكل إنسان. أما تكراره حرف النداء "يا" فلأن الدعوة موجهه إلى اليهود كما إلى الأمم أن يتركوا أرض السبي الشيطاني حيث تهب ريح الشمال الباردة (حكمة يشوع 43: 20) تطفئ لهيب الحب في القلب، ويذهبوا لا إلى أرض أخرى بل إلى السماء الروح خلال نيران الروح القدس الذي يرفعها عن أرض الشمال وينطلق بها من مجد إلى مجد ليدخل بها إلى حضن الآب في المسيح يسوع ربنا! إنها دعوة مكررة تضم الغني كما الفقير، الرجل كما المرأة ليتركوا أرض الشر وترابه ووحله ويعودوا بالروح القدس إلى المقدسات الإلهية.
هذه الدعوة كما يقول القديس ديديموس الضرير معناها: ["اهربوا من الشر"، "حد عن الشر واصنع الخير" (مز 34: 14) ، وأيضًا: "اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ" (إش 1: 16)]. الأمر الذي يتحقق بامتناعنا عن كل أنواع الشر والتمسك بما هو ممدوح كوصية الرسول بولس:" امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسن، امتنعوا عن كل شبه شر" (1 تس 5: 21-22). فإن من يتطلع إلى الخير راغبًا فيه ومكملًا إياه يهرب من الشر".

إن كان الله قد سمح بتفريقهم كرياح السماء الأربع بسبب شرهم، فإنه يدعوهم بترك مواضعهم والانطلاق إلى صهيون لتمتع بالنجاه (الخلاص)، قائلًا: "فَإِنِّي قَدْ فَرَّقْتُكُمْ كَرِيَاحِ السَّمَاءِ الأَرْبَعِ، يَقُولُ الرَّبُّ. تَنَجَّيْ يَا صِهْيَوْنُ السَّاكِنَةُ فِي بِنْتِ بَابِلَ" [6-7]. ويلاحظ في حديثه هنا الآتي:
أولًا: الله يُريدنا أن ننطلق من بابل التي تعني البلبلة والاضطراب لندخل صهيون حيث السلام الداخلي وحياة الفرح والتسبيح.
ويقول القديس ديديموس: [مكان الخلاص، هو صهيون المقدسة فيها يمكن أن يخلص من كانوا يسكنوا في بنت بابل سابقًا... وكما أن اسم "بابل" يعني (بلبلة) فكل روحه مضطربة فهو بابلي، لذا يلزمنا أن نتخلص من هذا الحال إن كنا نرغب في الرجوع إلى صهيون، عندئذ ننشد التسابيح ونضرب على القيثارات تكريمًا لله، فهناك يليق بنا أن نرتل الله ونعزف له، كما هو مكتوب: "لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ" (مز 65: 1)، وأيضًا: "رنموا للرب الساكن في صهيون، اخبروا بين الشعوب بأفعاله" (مز 9: 11). يستحيل علينا أن نسبح الله ونعزف له ونحن قاطنون في بنت بابل في الشمال، لهذا يصرخ الروح القدس بملء الصوت: يايا اهربوا من أرض الشمال يقول الرب، لتحتموا في صهيون يا سكان بنت بابل فإني أجمعكم من الأربع رياح، أي من أقاصي الأرض كلها].
إذن لنهرب من بلبلة الخطية ونلجأ إلى سلام صهيون حيث الحصن الإلهي فترتفع النفس لتوجد في بر الله تنعم بسلام الحق.
وكما يقول القديس جيروم: [مادمنا في حالة النعمة تكون نفسنا في سلام، لكن إذ نبدأ باللعب مع الخطية تصير نفسنا في اضطراب كقارب تلطمه الأمواج].

ثانيًا: ما هي الرياح الأربع التي سمح الله بها لتفريقهم عن أورشليم إلاَّ الأرواح الشريرة التي يسمح الله أن يتركها لتأديب من يسلم نفسه بنفسه لها. لا نعجب من هذا فقد حكم الرسول بولس على الشاب الذي أخطأ مع امرأة أبيه "أن يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" (1 كو 5: 5). فإن كانت محبة الله تحمينا من سلطان الشرير، لكن عنايته أحيانًا تسمح بتسليمنا لمرارة هذا العدو الذي سلمنا أنفسنا بأنفسنا له وقبلناه أبًا لنا عوض الله أبينا (يو 8: 44)، عندئذ ندرك في مرارة حاجتنا إلى أبوة الله الحقة.
وربما يقصد بالرياح هنا التعاليم الغريبة التي تهز النفس لتقصفها، هذه التي لم تستطع أن تؤثر على القديس يوحنا المعمدان، إذ يقول عنه السيد المسيح: "ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا، أقصبة تحركها الريح" (مت 11: 7).
وكما يعلق القديس هيلارى أسقف بواتيية: [هل ذهبتم لتنظروا إنسانًا فارغًا من معرفة الله، يستجيب لنسمات كل روح دنس؟].
وكما يعلق القديس أغسطينوس: [بالتأكيد لم يكن يوحنا قصبة تحركها الريح، لأنه لم يكن محمولًا بكل ريح تعليم].
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [(الرياح الأربعة) يمكن أن تكون التيارات المختلفة للتعاليم، هذه التي تجعل السالكين بغير لياقة في الفكر، فتكون لهم أفكار شريرة وأعمال باطلة، يتأرجحون هنا وهناك. يقول الرسول بولس: "كي لا نكون في ما بعد أطفالًا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال" (أف 4: 14)].
وربما يقصد بالرياح الأربعة: التجارب والضيقات التي تُجَرِّف النفوس المبنيَّة على الرمل لا الصخر وتحطمها.
ولعل الرياح الأربعة أيضًا تشير إلى محبة العالم وشهوات الجسد التي تهتز النفس، إذ رأينا أن رقم (4) يشير إلى هذه الأمور في تفسيرنا للقرون الأربعة.

ثالثًا: لا يكفي الهروب من بابل بل يلزمنا الهروب إلى صهيون، بمعنى أنه لا يكفي الهروب من بلبلة الشر بل يليق بنا التحصن (صهيون) في بر المسيح ربنا. ففي إيجابية العمل يقول القديس بولس: "بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحيّ أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل" (عب 12: 22-24). هكذا ينطلق بنا ربنا يسوع بدمه من الشر ليدخل بنا إلى صهيون فنحيا على مستوى سماوي.
أخيرًا، إذ يردنا الرب من سبينا الشيطاني ويدخل بنا إلى ملكوته الإلهي يعود فيعاقب إبليس الذي أذلنا، إذ يقول: "بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. لأَنِّي هأَنَذَا أُحَرِّكُ يَدِي عَلَيْهِمْ فَيَكُونُونَ سَلَبًا لِعَبِيدِهِمْ. فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي" [8-9].
في دراستنا لبعض كتب الأنبياء لاحظنا أن الله الذي يستخدم الأمم للتأديب إذ تنتفخ الأمم على شعبه يعود فيعاقب هذه الأمم.
هنا يقول "بعد المجد"، ربما قصد بعد الصليب حيث رد الإنسان عن السبي فتمجد الله فيه، وفي نفس الوقت ردّ لإبليس شره بتحطيم سلطانه. العدو الذي أذل أولاد الله وسلبهم صار بالمسيح يسوع تحت المذلة بلا سلطان عليهم (كو 2: 14-15).
ماذا تعني "يمس حدقة عينه" إبليس الذي مدّ يده ألينا وأفقدنا بصيرتنا الروحية يرتد عمله عليه فيزداد عماه يومًا فيوم، وكأنه بشره المتزايد يمس حدقة عينه حتى يمتلئ كأس عماه! وما نقول عن إبليس نقوله عن الإنسان، فبصنعه الشر لأخيه إنما يمس حدقة عيني نفسه فيفقد البصيرة الروحية، وكأنه فيما هو يؤذي جسد أخيه أو ممتلكاته أو سمعته إذا به يصوب ضرباته على عيني نفسه الداخليتين.
لا يرتد الشر عن فقدان البصيرة الداخلية فحسب وإنما أيضًا يمس كل كيانه بقول الرب: "يكونون سلبًا لعبيدهم" ففيما يظن أنه يحطم أخواته إذا بعبيده يسلبونه هو. من هم هؤلاء العبيد إلاَّ أحاسيس الجسد وعواطفه التي تصير بلا ضابط بسبب شره فتفقده كل بركة فيه. هذا ما نلاحظه عمليًا حينما نثور على إخوتنا تثور فينا شهوات الجسد داخلنا ونفقد كل عفة وانضباط، لأنه بثورتنا على إخوتنا نفقد سيطرتنا على أعماقنا وتتخلى نعمة الله الواهبة العفة والطهارة!

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الله يشعل بروحه القدوس نار محبته في قلوب أولاده
أنت الإله الذي يحملنا بروحه القدوس إلى قدس الأقداس
مزمور 68 | يعمل بروحه القدوس فينا
يقودك بروحه القدوس لتكون أيقونة للقدوس
لقد غادر احشائى ليسكن فيكم بروحه القدوس


الساعة الآن 05:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024