|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التمييز بين الشكليين والجادين في العبادة: 5 اِسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ أَيُّهَا الْمُرْتَعِدُونَ مِنْ كَلاَمِهِ: «قَالَ إِخْوَتُكُمُ الَّذِينَ أَبْغَضُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِي: لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ. فَيَظْهَرُ لِفَرَحِكُمْ، وَأَمَّا هُمْ فَيَخْزَوْنَ. 6 صَوْتُ ضَجِيجٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، صَوْتٌ مِنَ الْهَيْكَلِ، صَوْتُ الرَّبِّ مُجَازِيًا أَعْدَاءَهُ. 7 قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهَا الطَّلْقُ وَلَدَتْ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا الْمَخَاضُ وَلَدَتْ ذَكَرًا. 8 مَنْ سَمِعَ مِثْلَ هذَا؟ مَنْ رَأَى مِثْلَ هذِهِ؟ هَلْ تَمْخَضُ بِلاَدٌ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، أَوْ تُولَدُ أُمَّةٌ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ فَقَدْ مَخَضَتْ صِهْيَوْنُ، بَلْ وَلَدَتْ بَنِيهَا! 9 هَلْ أَنَا أُمْخِضُ وَلاَ أُوَلِّدُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَوْ أَنَا الْمُوَلِّدُ هَلْ أُغْلِقُ الرَّحِمَ، قَالَ إِلهُكِ؟ إن كان الشكليون في العبادة يعانون من المتاعب بلا تعزية، فأنه على العكس الجادون في حياتهم، المرتعدون من كلمة الرب يتعرضون للاضطهاد حتى الطرد لكنهم يتمتعون بفرح حقيقي. "اسمعوا كلام الرب أيها المرتعدون من كلامه. قال إخوتكم الذين أبغضوكم وطردوكم من أجل اسمي: ليتمجد الرب، فيظهر لفرحكم، وأما هم فيَخْزَوْنَ" [5]. هذا ما حدث عندما أبغض اليهود تلاميذ الرب ورسله وطردوهم تحت ستار الغيرة على مجد الله والناموس الموسوي، لكن فرح التلاميذ وخزي المضطهدون. أشار السيد المسيح إلى ذلك بقوله: "سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو 16: 2). أما ثمر الضيق الذي حل على رجال كنيسة العهد الجديد من إخوتهم فهو خراب الهيكل على يدي تيطس، إذ قيل هنا: "صوت ضجيج من المدينة، صوت من الهيكل، صوت الرب مجازيًا أعداءه" [6]. انتهت المقاومة بخراب الهيكل، أما هيكل كنيسة العهد الجديد فأُقيم في كل قلب يحمل ثمرًا هو تجلي رب المجد يسوع في الحياة الداخلية لكل مؤمن. يحدثنا النبي هنا عن نشأة هذه الكنيسة بطريقة فائقة، قائلًا: "قبل أن يأخذها الطلق ولدت، قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكرًا. من سمع مثل هذا؟ من رأى مثل هذا؟" [7-8]. ما هذه الولادة إلاَّ تجلي السيد المسيح في حياة المؤمنين. يتطلع آباء الكنيسة إلى حياة المسيحي الروحية بعد عماده كحالة نمو للمسيح نفسه في داخل قلوبهم التي تتسم بالأمومة له. * كما يتشكل الطفل في الرحم، هكذا يبدو ليّ أن كلمة الله يتشكل في قلب النفس التي تقبلت نعمة المعمودية لتدرك في داخلها كلمة الإيمان الأكثر مجدًا وأكثر وضوحًا. * يبدو أنه من الخطأ أن نتحدث عن تجسد ابن الله من القديسة العذراء ولا نُشير إلى تجسده أيضًا في الكنيسة... إذ يليق بكل واحد منا أن يعرف مجيء ابن الله في الجسد بواسطة العذراء الطاهرة، وفي نفس الوقت أن يدرك مجيئه بالروح في كل واحد منا. العلامة أوريجانوس * بهذا يستطيع كل مسيحي أن يصير أمًا لذاك الذي هو جوهريًا كل شيء، إذ يقول ربنا نفسه: "من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات فهذا هو أمي" (مر 3: 25، مت 12: 5). القديس غيرغوريوس أسقف نيصص القديس أغسطينوس * احرص أن تُتمم مشيئة الآب لكي تكون أمًا للمسيح (مر 3: 25). القديس أمبروسيوس |
|