كم هو عظيم، وغني وكلي القدرة والسلطان. لو كان الله أعطى حنة أطفالاً كما فعل مع فننة لكان الأمر قد صار طبيعيًا. وربما تحولت حنة لامرأة أخرى تغيظ فننة بمحبة زوجها لها. لكن انظر إلى نتيجة تعاملات الله مع حنة التقية العظيمة؛ أغلق رحمها فلم تجد طريقًا ولا مكانًا تذهب إليه. حتى زوجها الذي يحبها جدًا ويُفضلها عن فننة لم يستطع أن يصل إلى عُمق احتياجها. ولم يستطع أن يشفي الداء الدفين داخلها.
لم تجد حنة إلا الرب لتذهب إليه، وتسكب نفسها أمامه بكل ما فيها. تبكي وتحكي وتشكي له. بكل الضغوط والمتاعب وإغاظة فننة لها. وحرمانها من الأطفال. ولما صلت، وتكلمت مع عالي تغير وجهها وتبدل قلبها. وهكذا يفعل الرب معنا عندما نأتي إليه ونسكب القلب أمامه، ويُرسل إلينا رجاله الأتقياء الذي قد لا يفهموننا جيدًا أو قد يتكلمون إلينا بكلمات عنيفة وصعبة؛ إلا أن الرب يستخدم كل هذا في تشكيلنا وتغييرنا ونمونا. لنصبح أواني نافعة له، وتصبح بيوتنا وأولادنا ملكًا له. فتكون النتيجة فرح وابتهاج وثمر عظيم.