يـا أم النعـمة الإلهيـة
النعـمة هى عطيـّة سماويـة بل هِبـة إلهـية يـمنحهـا الله للنفس، فيقدسها ويجعلهــا وارثـة لـمجده. بهذه النعـمة يرتقـى الإنسان إلـى مقام يفوق مقام طبعه الإنسانـى، ويصيـر كفؤاً لأن يشاهد الله. يسوع هو ينبوع ومصدر كل النِعم، بل هو النِعمة السماويـة بذاتهـا، وكل نِعمة نحصل عليهـا نحن البشر فهى صادرة منـه وحده. مريم العذراء قد نالت هذه النعمة حتى ان ملاك الله دعاها” يا ممتلئة نعمة”(لوقا28:1). هى ام السيد الـمسيح وباتحادها بـه تصبح امـاً للنعمة الإلهية، وأي نعمة قد نالتهـا فمصدرهـا إبنهـا، ومثال لذلك هو عند زيارة العذراء الى بيت زكريا الكاهن فلقد حملت الى نسيبتها القديسة اليصابات النِعمة السماوية كلهـا “يسوع” “فإرتكض الجنين”و”امتلأت اليصابـات من الروح القدس”(لو41:1). إن مريم هـى أم يسوع، ومهـمة الأم أن توزع من النعـم الإلهيـة على أولادهـا لكي تشجعهم على الإقتراب والحيـاة مع إبنهـا يسوع.