كل شيء يبدو قويًا أو كاملًا في العالم له نهاية، فداود رأى جليات الجبار الذي لا يستطيع أحد أن يقف أمامه يسقط بحصى من مقلاع، وأبشالوم قائد الجيش العظيم يموت معلقًا بشعره في شجرة. أما وصايا الله فليس لها نهاية، بل هي كنز كلما يقرأه يجد فيه معاني وأفكار جديدة، وليس هذا فقط أيام داود، بل حتى اليوم، فالإمبراطوريات تسقط، وكل قوة في العالم تنهار، أما كلام الله فغنى، ولا يستطيع أحد أن يدرك كل أعماقه. وكل كمالات العالم، أي الماديات التي يراها داود تامة وكاملة فهي أيضًا محدودة، أما كلمة الله فواسعة وليس لها حدود، لأنها مرتبطة بشخصه الإلهي غير المحدود.
إن كلمة الله ومعرفته، وعقله هو الابن المتجسد في ملء الزمان، المسيح إلهنا، وهو غير محدود، أما كل كلام العالم، وكل شيء عظيم له حدود، والمسيح إلهنا فوق كل قوة في العالم، ويدوم إلى الأبد.