يشعر داود أنه غريب على الأرض رغم أنه ملك، وذلك لإيمانه بأن وطنه الحقيقي هو السماء. وهذا كان شعور الآباء الكبار إبراهيم، واسحق ويعقوب، لذلك عاشوا في خيام. ورتب الله لشعبه عبدًا عظيمًا في العهد القديم اسمه عيد المظال؛ ليتذكر غربته في العالم. وفى العهد الجديد أيضًا يقول بولس الرسول أننا غرباء ونزلاء.." (عب11: 13) بل يقول أيضًا إن نقض بيت خيمتنا الأرضى (2 كو5: 1).
الغريب يحتاج إلى علامات على الطريق حتى لا يتوه. وعلامات الطريق الروحي إلى الملكوت هي وصايا الله، لذا يطلب داود ألا يخفيها الله عنه، بل يظهرها واضحة؛ لأجل ضعفه إذ هو غريب.
الغريب يريد أن يعرف أكبر كمية من المعلومات عن الوطن الذي يريد أن يصل إليه؛ وفى حالتنا هنا، الوطن هو السماء، لأننا مولودون من الله في المعمودية، وأكبر معلومات نجدها في وصايا الله، التي ترفعنا إلى السماء، فنتخلص من شهوات الأرض، بل ونستطيع بتخفيف حمولتنا أن نسرع إلى السماء، مثل الطائر الخفيف الذي يرتفع بأجنحته إلى العلاء بعد أن ترك أثقال الأرض.