|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللاويّون عِوَض الأبكار: 5 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 6 «قَدِّمْ سِبْطَ لاَوِي وَأَوْقِفْهُمْ قُدَّامَ هَارُونَ الْكَاهِنِ وَلْيَخْدِمُوهُ. 7 فَيَحْفَظُونَ شَعَائِرَهُ وَشَعَائِرَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَخْدِمُونَ خِدْمَةَ الْمَسْكَنِ، 8 فَيَحْرُسُونَ كُلَّ أَمْتِعَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَحِرَاسَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَخْدِمُونَ خِدْمَةَ الْمَسْكَنِ. 9 فَتُعْطِي اللاَّوِيِّينَ لِهَارُونَ وَلِبَنِيهِ. إِنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لَهُ هِبَةً مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 10 وَتُوَكِّلُ هَارُونَ وَبَنِيهِ فَيَحْرُسُونَ كَهَنُوتَهُمْ، وَالأَجْنَبِيُّ الَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ». 11 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 12 «وَهَا إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ اللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُ اللاَّوِيُّونَ لِي. 13 لأَنَّ لِي كُلَّ بِكْرٍ. يَوْمَ ضَرَبْتُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُ لِي كُلَّ بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. لِي يَكُونُونَ. أَنَا الرَّبُّ». ما أعذب العبارة الإلهيّة القائلة عن اللاويّين: "إنهم موهوبون له هبة من عند بني إسرائيل" [9]. فإن الله في حبه للإنسان يريد أن يدخل دومًا في معاملات معه، فيها عطاء وأخذ، فكما يعلن الله حبه لنا بالعطاء يهبنا فرصة لردّ الحب بالحب بأن يأخذ من أيدينا. لقد أعطى لهذا الشعب وجوده وحياته، وأخرجهم من أرض العبوديّة، فصاروا جميعًا مدينين له بكل حياتهم، لهذا ترك لهم مجال التبادل في الحب فتقبل منهم هذا السبط هبة الشعب لله! إنه يعلن على الدوام -في كل جيل- أنه محتاج وعطشان يطلب عطيّة الإنسان له، لا لعجز في الإمكانيات الإلهيّة إنما للدخول مع الإنسان في علاقة حب مشترك. إنه لا يقبل مطلقًا أن يعطي دون أن يأخذ لئلا يشعر الإنسان بصِغَر نفسه وعجزه عن التعبير عن حبه لله. كثيرًا ما تحدث في الأسفار السابقة عن البكور والعشور والنذور، والآن يعلن قبوله بكور الشعب بقبوله "سبط لاوي" هبة الشعب له. والآن، لماذا اختار هذا السبط؟ وماذا يقصد باعتباره بكور الشعب؟ لماذا اُختير سبط لاوي عِوَض بكور الشعب؟ "كلَّم الرب موسى قائلًا" وها إني قد أخذت اللاويّين من بين بني إسرائيل بدل كل بكر فاتح رحم من بني إسرائيل فيكون اللاويّون لي. لأن لي كل بكر..." [11-13]. لم يكن لاوي الابن البكر ليعقوب بل الابن الثالث بعد رأوبين وشِمْعون. وكأن الله أراد أن يؤكد لشعبه منذ البداية أن البكوريّة لا تقوم على أساس جسدي، أي حسب العمر، وإنما حسب الاستعداد والاستحقاق. لقد جاء السيد المسيح بكر البشريّة كلها مع أنه تجسد في ملء الأزمنة، وفقد آدم الأول بكوريته إذ جلب للبشريّة الموت عِوَض البركة. هكذا كما تخطى لاوي أخويه رأوبين وشِمْعون تخطى آدم الثاني -السيد المسيح- آدم الأول كما تخطى أيضًا مستلم الشريعة موسى النبي كأول قائد للشعب... ويقدم السيد بكرًا للبشريّة المؤمنة بكونه الابن الوحيد المحبوب لدى الآب. في هذا يقول العلامة أوريجينوس: [ألا يعلمنا هذا بأن الذين اعتُبِروا أبكارًا أمام الله ليسوا هم الأبكار حسب الميلاد الجسدي إنما اختارهم الله بسبب حسن استعدادهم. هذا ما حدث بالنسبة ليعقوب الرجل الثاني إذ حسبه الله بكرًا ونال بركات البكوريّة (تك 27: 1-29) بفضل إصابة أبيه بالعمى بسماح إلهي، وذلك لحسن استعداد قلبه الذي رآه فيه الله، إذ قيل "وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ، وَلاَ فَعَلاَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا... مَكْتُوبٌ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ»" (ملا 1: 2-3؛ رو 9: 11-13). هكذا لم يكن اللاويّون أبكارًا حسب الجسد لكنهم ثبتوا كأبكار...]. وقد سبق لنا الحديث عن البكور كرمز للسيد المسيح البكر، وكيف ظهرت الوصيّة بالبكور كأول وصيّة بعد خروج الشعب مباشرة (خر 13: 2)... ويلاحظ هنا أن الله يتحدث عن اللاويّين الذين هم أبكاره أنهم "من (بين / وسط) بني إسرائيل" [12]. لقد قبلهم كهبة من الشعب، وهم في وسط البشريّة كواحدٍ منهم، إذ يقول الكتاب "في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه" (يو 1: 26). بكوريّة السيد المسيح تختلف عن بكوريّة الناس، ففي القديم حين تمتع يعقوب بالبكوريّة حرم أخاه عيسو منها، وحين صار اللاويّون أبكارًا فقد رأوبين بكوريته... أما السيد المسيح إذ جاء إلى العالم بكرًا فتح الباب أمام كل البشريّة لكي تنعم بالبكوريّة خلاله أو بالاتحاد معه. لقد أسس "كنيسة الأبكار" وحسب مؤمنيه أبكارًا... إننا لسنا كعيسو نحزن ونبكي لأن يعقوب اغتصب منه بكوريته بل بالحري نفرح ونتهلل لأن يسوعنا فتح لنا باب البكوريّة. أخيرًا، فإن قول الرب "تأخذ اللاويّين لي، أنا الرب، بدل كل بكر" [41]. يكشف عن مركز الخادم كفدية عن مخدوميه، قَبِله الرب عوض البكر لكي يخدم شعب الله ويحمل أتعابهم وآلامهم وضعفاتهم، لكي يبلغ بهم في المسيح يسوع إلى الحضن الإلهي. إنه فدية يشتهي أن يموت ويحيا الكل! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اللاويّون فدية عن الشعب |
عِوَض إلقاء الوقود في نيران الغضب |
فألبستني المجد عِوَض العار والخزي |
اللاويّون يُقسمون إلى أربعة أقسام في مثل السامري الصالح |
عِوَض يسوع👑 |