|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رمزيّة صورة الحية (يو 3: 18-21) يستخدم الكاتب فعل يرفع في الإنجيل والّذي يتكرر ثلاث مرات، مما يشير إلى الرفع أو الصعود بهدف الوصول لذروة الخلاص. يعتمد الكاتب على ما كشفته نبؤة اشعيا 53 عن عبد يهوه الّذي سيرتفع ولكن من خلال الصمت والتواضع مُقدمًا ذاته أثناء إحتقاره. يُنوه يسوع إلى حدث تمّ بسفر العدد فمع السير على رمال الصحراء الحيّات أي التعابين يتخفون فيها ويلدغون السائرين عليها فجأة وهذه هي حالة بني اسرائيل وقد يكونوا حُفاة بسبب حرّ الصحراء أو مرتدين الصنادل المفتوحة. هذا تمّ علاجه بالحية النحاسية الّتي رفعها موسى وهي تحمل رمز صليب يسوع الّذي سيرُفع عليه مصلوبًا. وبهذه النظرة الموجهة للمصلوب علينا أنّ نرفع قلوبنا وعيوننا لنعلن إيماننا به طالبين الخلاص من لا حقيقتنا بل ريائنا. يقدم يسوع تفسيرًا إضافيًا للمقارنة مع الحية النحاسيّة الّتي رُفعت في البرِّيَّة في زمن موسى، حيث أنّ جوهر رسالة يسوع مرتبطة بحب الله الآب. إنّه الحب الّذي لا يستحوذ على المحبوب، بل هو الّذي يعطي، بل يفرغ ذاته لأجل محبوبه. مدعوين اليّوم للتعرف على أنّ محبة الله اللامتناهية للعالم هي المصدر الّذي منه تُولد رسالة يسوع وهبة حياته على الصليب، والّتي تُذكرنا بها صورة الحية المرفوعة: «إِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد، لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة» (يو 3: 20). الإشارة الّتي نكتشفها في النص المختار هي رمزيّة صورة الحية الّتي رفعها موسى في البرِّيَّة لشفاء بعض من أبناء إسرائيل الّذين لدغتهم الثعابين السّامة (راج عد 21: 4 – 9). يشير فعل يرفع بحسب يوحنّا إلى موت يسوع على الصليب وإلى تمجيده من الآب الّذي سيقيمه لاحقًا. رمزيّة الحيّة لها الكثير من المعنى الخلاصيّ، ففي مسيرة الخروج من العالم هناك سموم الشر والشرير الّتي تحيط بنا والّتي تحرمنا من التمتع بانسانيتا. فهناك السموم الّتي نحملها بداخلنا كالإكتناز، والتسلط، والشهوات الّتي بالعالم، هذا النص يدعونا لننظر بعمق إلى الانسان الحقيقي، أنا وأنت، الّذي يعطيه يسوع حياته. «أَمَّا الَّذي يَعمَلُ لِلحَقّ فيُقبِلُ إِلى النُّورلِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله» (يو 3: 20- 21)، فالحياة تأتي من تجسدها وأُعطيت لنا بألم يسوع على الصليب. ومَن يؤمن له الحياة الابدية zoih Ionios باليوناني، والّتي تظهر للمرة الأولى هنا بحسب يوحنّا. مدعوين اليّوم ونحن الّذين نرغب في ملء الحياة الأبدية أنّ لا ننظر لبشريتنا وسمومها بل ننظر الى الشخص الوحيد الـمُعطي الحياة الحقيقة، متسلحين بسلاح الحقّ، ومتسألين عن السموم الّتي تملأ حياتنا الّيوم طالبين الخلاص منها بالنظر إلى المصلوب! الخلّاصة إنّ الدعوة إلى النهوض، الّتي تختتم نص سفر الأخبار الثاني 36، يمكن توجيهها إلينا ككنيسة اليّوم وإلى كل مؤمن في زمن الصوم هذا، حيث ننهض من زيفنا وحياتنا الّتي لا تشير لحقيقة إلهنا. في رسالة يسوع التحريريّة لنيقوديموس (يو 3: 14- 21) والّذي يشير هذا المعلم لكلّا منا مدعوين لقبول يسوع المصلوب والقائم من خلال النظر إليه فهو لمّ يأت ليدينا بل ليخلصنا، هذا هو قلب هذا الزمن الّذي سنعبر متذكرين حقيقة الله الخلّاصية بالماضي مع شعبه وبالحاضر معنا. نعلم أنّ الإدانة لا تنبع من عمل يريده الله، بل من انغلاقنا كنساء ورجال وعدم قبولنا رسائل الله الخلاصيّة الّتي وصلت لذروتها في تقديمه إبنه الوحيد. يتمّ تمييزنا في قبول أو عدم قبول الابن الّذي هو النور الذي جاء إلى العالم. دُمتم حاملين سلاح الحقّ لمواجهة كلّ ما هو مزيف وكاذب. دُمتم في مسيرة مرافقة المصلوب مُعطي الحقّ الحبّ والحياة الأبدية. |
|