|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"سلاح الغفران" بين كاتبي نبؤة ارميا والإنجيل الرابعمُقدّمة نتقدم تدريجيًا المؤمنين الأفاضل من سرّ قيامة يسوع الفصحي. وها نحن اليّوم مدعوين للتسلح من جديد بسلاح روحيّ بناء على الكلمة الإلهيّة فيما بين العهدين. سنتوقف في المرحلة الأوّلى على العهد الأوّل الّذي نسمع من خلال نبؤة ارميا (31: 31- 34) الصوت الإلهي، مُجدداً العهد الّذي قطعه قبلاً مع البطاركة بشكل أعمق من الأوّل. هذه النص نعتبره في اللّاهوت النبوي بمثابة قلب نبؤة ارميا. في مرحلة تاليّة سنتوقف أمام آيات قليلة لكاتب الإنجيل الرابع الّذي نقرأ في آخر إصحاح والّذي يختتم به الجزء الأوّل من بشارته وهو حدث فريد حيث يلتقي بعض اليونانيين وهم وثني الأصل بأحد تلاميذ يسوع طالبيّن أنّ يعرفونه (12: 20- 23) ويصير هذا اللقاء علامة حقيقة لبدء فصح يسوع. بناء على هذين النصيين نجد إنهما يدعونا للتسلح بأحد الأسلحة الروحيّة الّتي تعاوننا في هذا الزمن الأربعينيّ وهو سلاح الـغفران. العهد الباطني (ار 31: 31- 34) في قرائتنا لنص العهد الأوّل، نصل إلى ذروة المسيرة الّتي بدأناها في هذا الزمن الأربعينيّ وهي مسيرتنا للكشف الإلهي العميق وهو العهد أي الكشف عن عهد جديد. في قرائتنا لنص ارميا وهو بمثابة نصًا أساسيًا حيث يعلن ارميا، وهو أحد الأنبياء الكبار، على لسان الرّبّ عن عهد جديد. كلمات هذا النص لها الكثير من الأهميّة إذ يقول: «ها إِنَّها تَأتي أَيَّام، يقولُ الرَّبّ، أَقطعُ فيها مع بَيتِ إِسْرائيلَ (وبَيتِ يَهوذا) عَهداً جَديداً، لا كالعَهدِ الَّذي قَطَعتُه مع آبائِهم، يَومَ أَخَذتُ بِأَيديهِم لِأُخرِجَهم مِن أَرضِ مِصْرَ لِأَنَّهم نَقَضوا عَهْدي مع أَنِّي كُنتُ سَيِّدَهم، يَقولُ الرَّبّ» (ار 31: 31- 34). وهذا ليس عهداً جديداً من حيث المحتوى، أو جديداً من حيث الـمستقبلين له. في الواقع، العهد دائمًا يتعلق بالشريعة ويتم عقده مع بيت يهوذا وبيت إسرائيل. ومع ذلك، فقد ذُكر إنّه لنّ يكون عهداً مثل ذلك الّذي تمّ إنعقاده عندما خرج بني إسرائيل مصر! |
|