إذا كان المسيح لايزال يطرد الأروح الشَّريرة ويشفي المَرْضَى، لكنَّه لم يُزلْ المَرَض، لذلك لا يزال المَرْضَى بيننا؛ ولم يلغِ وجود الأروح الشَّريرة، لذلك لم يختفِ المَمْسوسون بالأرواح النَّجسة في أيّامنا. إنّهم هنا، حاضرون حولنا ومُنتشرون في كلّ مكان.
إنّهم في كلّ مَن يتحجّج بالله ليُبرّر العنف والقتل. إنّهم في كلّ مَن يستعمل كلام كتابه المقدّس ليُطلق العنان لنزواته المُنحرفة. إنّهم في كلّ مَن يؤمن بأنّ القتل مشيئة إلهيَّة، وتعذيب الآخرين طريقة لهدايتهم. فالشَّياطين تَجرّنا إلى طريق الكراهيَّة والنَّبذ والاحتقار، وتحثّنا على التَّعالي والكبرياء، وتُثيرنا للثأر والانتقام ونشر الأوبئة وقتل الآخرين.
لكن عندما نستقبل يسوع في حياتنا وندعه يقودها فهو يحرِّرنا منها وخاصة من عملها فينا؛ وحده قادر أن يشفينا ويُحوِّل حياتنا إلى حياة حقيقيَّة مبنيَّة على صخرة الإيمان، فلنصلِّ بحرارةٍ ونقول "نجّنا يا ربّ من الشَّرّير".