كلما زاد الوعي المسيحي لمركزية الحدث الفصحى أي سر موت يسوع وقيامته زاد تطور تدريجي لمدة زمن الصَّوم. فمن يوم واحد كان يبتدئ مساء الخميس، إلى ثلاثة أيام ترافق المُخلص من يوم تسليمه وموته حتى ساعة الاحتفال بقيامته، إلى سائر أيام الأسبوع العظيم (أيام يسوع الأخيرة على الأرض)، ثم في مرحلة أخيرة في مجمع نيقيه سنة 325 طيلة أربعين يومًا.
وإن هذه الأربعين يومًا هي أيام مسيرتنا الجماعيَّة إلى ليلة الفصح المقدسة، إنَّها تمثِّل صعود يسوع إلى أورشليم. إنَّها تمثل طول الطَّريق التي تُبعدنا عن الله، وسلوكنا لدرب العودة والرُّجوع وملاقاة الله ومصالحته في عيد الفصح. "فلا نترك الفصح يمرّ من غير أن ندخل في حقيقته وفي مَطالبه" كما وصانا قداسة البابا بولس السَّادس