سؤاله عن الجزية (ع20 - 26):
ذكر هذه الحديث أيضًا في (مت22: 15- 22؛ مر12: 13-17).
20 فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ، حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. 21 فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ، وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ. 22 أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23 فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24 أَرُونِي دِينَارًا. لِمَنِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا: «لِقَيْصَرَ». 25 فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ». 26 فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ، وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا.
ع20: عجز الكهنة عن القبض على المسيح، وحاولوا اصطياده بخطأ من فمه ليقدموه إلى المحاكمة أمام الوالى، فأرسلوا إليه بعض اليهود يتظاهرون بالبر والتقوى.
ع21-22: لا تقبل الوجوه لا تحابى وجوه العظماء فتغير الحق إرضاءً لهم.
تقدموا إليه بروح التلمذة ومدحوه بأنه معلم للروحيات ولا يحابى أحدًا، حتى يخدعوه ويسقطوه في خطأ، وسألوه هل يعُطَى جزية لقيصر أم لا، فإذا وافق يُعتبر خائنًا لليهود الذين يعتبرون أن الله هو ملكهم ولا يجوز إعطاء جزية للرومان، وإن رفض إعطاء الجزية يعتبر مثير للفتنة بين الشعب ويُقدَم للمحاكمة.
ع23-25: عرف الله العالم بما في القلوب مكرهم وخداعهم، فطلب دينارًا، وسأل لمن الصورة وما هي الكتابة المطبوعة تحتها على الدينار، فقالوا صورة وإسم قيصر، فأجاب أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، أي أعطوا الأموال للعالم وسلطانه أما القلب فأعطوه لله.
وبهذا أوضح مبدأ مسيحي، وهو الخضوع للسلطات والقوانين المدنية لنكون مواطنين صالحين خاضعين للدولة ولكن نتميز بتكريس القلب لله وتنفيذ وصاياه.
ع26: شعر هؤلاء المخادعون بعجزهم أمام حكمة المسيح، فسكتوا واندهشوا لسمو حكمته وإجابته الغير متوقعة، ولكنها صحيحة وعميقة، لأنها تدعوهم للحياة الروحية والابتعاد عن المناقشات الغبية أو محاولة إيقاعه في كلمة خاطئة.