ذاك هو كلام بولس في الرسالة إلى فيلبّي. صعوبات عديدة ولاسيَّما من داخل الكنيسة، مع الحسّاد الذين لا يريدون لبولس أن يكون ناجحًا، فألَّفوا حزبًا ضدَّه. وصعوبات الحياة في السجن، ممّا يمنع الرسول من التحرُّك داخل الجماعة فيحاول آخرون أن يحلُّوا محلَّه. الكنيسة هي هي منذ زمن المسيح. يسوع ماضٍ إلى أورشليم، في طريق الآلام والموت، والتلاميذ يجادلون: »من هو الأعظم بينهم؟« (مر 9: 34). هي البشارة في أفسس، لأنَّ رسالة فيلبّي كُتبت في أفسس، يتحدَّث عنها سفر الأعمال فرحًا: »سمع جميع سكّان آسية من يهود ويونانيّين كلام الربّ« (أع 19: 10). نجاح كبير! لعبت الغيرة! غير أنَّ تجرُّد الرسول يفوق كلَّ تجرُّد. »حسبي أنَّ المسيح يُبشَّر به« (فل 1: 18). يكفيني أنَّ الإنجيل يواصل مسيرته، ولا أحد يُوقفه. ذاك ما أراد بولس أن يقول لأهل فيلبّي من أعماق سجنه. أحبَّهم محبَّة خاصَّة، وما أخذ مساعدة مادِّيَّة إلاَّ منهم، مع أنَّ جماعة كورنتوس لاموه لأنَّه »يتكبَّر« عليهم ولا يطلب مساعدة منهم. أحبَّهم وها هو يُسرُّ ما في قلبه إلى كنيسة كانت أوَّل كنائس أوروبّا التي أسَّسها.