|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ تَجِدُ فِيَّ ذُمُومًا. لاَ يَتَعَدَّى فَمِي. الذى ينشغل بشهوات العالم أثناء النهار يمتلئ ليله بالأفكار والأحلام الشريرة، أما الذي يجعل الرب أمامه في كل حين (مز16: 8) مثل داود، فإن ليله يكون مع الله، فيسمع صوته الذي يتعهده وينبهه للتوبة ويتأمل إحسانات الله، فيشكره، فيصير الليل لذة له أكثر من النهار، إذ أن قلبه متفرغ للصلاة، كما قال الآباء القديسون "الليل مفروز للصلاة". إن تعهد الله لداود ليس فقط ليلا، بل أيضا في النهار . إن أتى فكر شرير على ذهن داود، فهو يطرده في الحال ولا يخرجه إلى كلمات؛ لذا يقول لا يتعدى فمى. داود في اتضاع ينسب التنقية كلها لله عندما يقول "جربت قلبى" ثم "تعهدته ليلا" وبعد ذلك "محصتنى" أي فحصتنى بكل دقة في تجارب صعبة، كما ينقى الذهب بالنار من الشوائب، فوجدتنى في النهاية نقيا "لا تجد في ذمومًا" وبالتالي يترجى الله أن يسمعه وينقذه من الأشرار الظالمين. نلاحظ أن داود لا يتكلم عن شرور أعدائه، لكنه يصلى بقلب نقى ليس فيه ذمومًا نحو أي إنسان، وهذا أحد شروط الصلاة المقبولة، التي نلاحظ باقي شروطها في آيات المزمور كله، فهو لا يدين أحدًا، ويصلى بقلب لا يحمل ضيقًا ممن أساءوا إليه؛ لذلك يسمع الله صلاته. |
|