|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُقَدِّم لنا القديس مار يعقوب السروجي صورة رائعة عن مشاعر داود الملك وهو يستعد للرحيل من العالم، قائلًا: [لما علم الماهر في المعرفة بأن أَجَلَه قد حلَّ، أراد أن يُظهِرَ حُبه للرب بوضوحٍ. رأى الموت قادم ليحلّ هيكل جسده، فأراد أن يبني هيكلًا مُقدَّسًا للرب إلهه. رأى النبي أن نسيج جسده كاد أن يتهرَّأ، فأراد أن يبني قدس الأقداس لضابط أقاصي الأرض. ولما أظهر فكرة تشييد هيكل، تكلم ربُّه معه بالروح، قائلًا: "يا ابن يسى، لا تبنِ لي هيكلًا من الحجارة، لأن قلب الأبرار وحده يقدر أن يسعني لأُكرَّم فيه (2 صم 7: 5؛ إش 66: 1؛ أع 7: 46-50). لا تسعني السماء والأرض بحدودهما، لأن قلب الأبرار فقط وليس آخر يمكن أن يحويني. أنا أُكرَّم وأُقدَّس في النفس الطاهرة، ولا يقدر أن يسعني بناء بأيادي الناس. السماء التي هي عرشي لا تسعني في حضنها، والأرض وحدها هي موطئ قدميّ (مز 99: 5). قستُ سماء العلي بشبري مثل عارف الكل، وكلت بحفنتي تراب الأرض مثل الكلي السلطان (إش 40: 12). لا تشيِّد لي هيكلًا لمجدي حيث أُكرَّم، لأن أصابعك سفكتْ دم الناس كثيرًا. ابنك يبني لي بيتًا لأسكن فيه وأَتقدَّس فيه، ولو حسن لدي أكون معه كما كنتُ أيضًا معك.] |
|