في هدوء الخلوة، مكث المسيح أربعين يوما في صوم وصلوات، ليعلن أهمية الاختلاء بالله، حتى لو صاحب هذا الإحساس بالجوع الجسدي، لأن الشبع بالله والتمتع به هو هدف حياتنا؛ وهذا يثير إبليس الذي يسكن في النفس البعيدة عن الله. ولكن، عندما تشبع النفس بالله، ويحاول محاربتها، ينهزم.
وقد صام المسيح أربعين يوما متواصلة دون أن يأكل - مثل موسى وإيليا - حتى لا يتجاوز حدود البشر، فيظن الناس أنه ليس إنسانا عاديا، وقد "جاع أخيرا" ليؤكد ناسوته.
وعدد (40) هو عدد (10) مضروبًا في (4)، وعدد (10) يشير إلى الكمال مثل الوصايا العشرة، وعدد (4) يشير إلى جهات العالم الأربعة؛ فعدد (40) إذن يمثل كمال الجهاد في كل الاتجاهات. هذا أكمله المسيح لأجلنا، رغم أنه غير محتاج للصوم، ولكن كمثال لنا، ليقدس أصوامنا.