لم تكن شهادة يُوحَنَّا المَعْمَدان للمسيح بلسانه فحسب، إنما أيضا بموته واستشهاده على يد هيرودس انتيباس، إذ واجهه بحقيقة الفَحْشاء التي ارتكبها مع هيروديا، امرأة أخيه (متى 14: 3). وناضل من أجل الحقيقة حتّى الموت،
ويعلق القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
" وموته أظهر الحقيقة وأدان علاقة هيرودس
غير الشَّرعيّة بزوجة أخيه"
(العظة 36)،
وهكذا مهّد طريق الرَّبّ يسوع المسيح حتّى في مثواه، فكان شهيدًا للمسيح قبل آلامه في سبيل إحقاق الحق. فدوره هو أن يشعَّ نور يسوع في قلب كلّ إنسان، ويكفيه أن يكون شاهدًا للنور. وكان شاهدَ الإيمان وعلامة الرّجاء الّتي شكّلها العديد من شهود الإيمان في أيامنا الحاضرة في الشَّرق.