الإنسان الخائف والكسلان يذهب من فقر إلى فقر، أمَّا الإنسان الجريء النَّشيط فيذهب من اغتناء إلى اغتناء. وهكذا من لا يُلبِّي مشيئة الله ولا يعمل بوصاياه، يفتقر روحيًا حتى الفقر المُطلق الذي هو الهلاك الأبدي. أمَّا الذي يُلبِّي مشيئة الله، فإنه يغتني روحيًا حتى الغِنى المُطلق وهو النَّعيم السَّماوي. فصاحب الوَزَنات الخَمْس والوَزْنَتَين قدَّما كل شيء لسَيِّدهما، الرأسمال والرِّبْح، وأرادا أن يعترفا بحق سَيِّدهما المُطلق عليهما، كما أرادا أن يتمجدا سَيِّدهما بأعمالهما. فلا يجوز أن نستخفَّ بعطايا الله ومواهبه، كما فعل الخَادِم الكسلان الشِّرِّير، وفي هذا الصدد يعلق العلامة أمبروسيوس "أنتَ الذي تدفنُ وزنتَكَ في الأرض (متى25: 25)، إنّما أنتَ حارس لتلك الوَزْنَة (الخَيرات) وما أنتَ بمالكها؛ أنتَ خادم ولست السَّيّد. والحال هذه فإنّك قد دفَنْتَ قلبَكَ مع تلك الوَزَنة. حَرِيُّ بكَ أن تبيعَ ذهبك وتشتريَ به لنفسِكَ الحياة الأبديّة والخَلاص في مَلَكُوت الله، "حيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ" (متى 6: 21) (نابوتَ (اليِزرَعيليِّ الفقير، 58).