"يا رب كلمتك ثابتة في السماء إلى الأبد" [89].
عرف المرنم الحلو أن يجد وسط تيارات العالم المهلكة صخرة الحق التي يقفز إليها ويحتمي فيها فلا يتزعزع! لتمارس التيارات المهلكة عملها حسبما تريد فإنها لن تقدر أن تحرك صخرة كلمة الله التي يتحصن المرتل فيها. لم تعد تكل عينا المرتل ولا تصرخ شفتاه ولا يصير كزقٍ يتشقق... وإنما يستريح على الصخرة ليضرب بروح الحق على قيثارة نفسه سيمفونية الحب والإيمان والرجاء. ليدرك أنه لن تخور قواه بعد ولا يكل، لأنه عوض الآنشغال بالتيارات التي حوله يتهلل بالملكوت الإلهي الذي في داخله، ويشترك مع السمائيين في تسابيحهم.
وها هو يشهد المرنم الحلو أن ما يختبره لا يخصه وحده، إنما هي خبرة الأجيال كلها في معاملاتها مع الله. هي خبرة كل جماعة المؤمنين في كل عصر، كما هي خبرة شخصية يتذوقها كل مؤمن في حياته الخاصة.