القديس ديديموس الضرير
[أوصى الرب الذي أعطاهم الناموس بهذه العبادة: "اصغ يا شعبي إلى شريعتي" (مز 77: 1)، وأن يتبع هذه الدعوة: "يلهج في ناموس الرب نهارًا وليلًا" (مز 1: 2)... لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك وأكتبها على قوائم أبواب بيتك وأبوابك" (تث 6: 6-8). بطاعتنا للوصايا المعطاة لنا نحسب أوفياء وسامعين للناموس. كيف لا يكون بالحق وافيًا وسامعًا ما دام يحفظ الكلام المقدس في نفسه وقلبه فيتكلم بها في بيته كما في الطريق، في نومه كما في يقظته؟! ففي نومه يقول للعالم بكل شيء، "إذا ذكرتك على فراشي في السهد ألهج بك" (مز 63: 6). وفي يقظنه ينطق ذات الشيء، إذ يذكر في فكره كلام ربنا قائلًا بجسارة: "يا الله، إلهي أنت، إليك أبكر" (مز 63: 1). وبنفس الاشتياق يقول مع النبي إشعياء: "بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ" (إش 26: 9)].