منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 08 - 2017, 06:40 PM
 
souad jaalouk Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  souad jaalouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123471
تـاريخ التسجيـل : Jun 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 17,077


قبل أن ابدأ بموضوعي دعونا نُلقي نظرة على الأدب السّاخر وماهيته
الأدب السّاخر هو نوع من الكتابة الّتي تجعلنا نعبّر عمّا في قلوبنا من هموم ونصوغه بطريقة كوميديّة تعبّر عمّا في داخلنا من هموم ومشاكل اجتماعيّة وسياسيّة.
كتّاب الأدب السّاخر يعبّرون عن الآلام والأحزان بطريقتهم الخاصّة، ويقدّمون هموم مجتمعهم على شكل ابتسامات ومفارقات,فهم لا يستطيعون العيش بحزن طوال الوقت
فتراهم في قمّة حزنهم يقدّمون الفكاهة والسّخرية ممّا يدور حولهم.

فهم يكتبون بالّلغة الشّعبيّة حينا والفصحى حينا آخر إمّا أدباء او صحفيّون

ولكلّ منهم اسلوبه وطريقته الخاصّة يربطهم رابط واحد هو الحزن والألم.

وحب الشّعب والوطن.

لنأخذ مثلا فن الأراجوز هذه الشّخصيّة المعذّبة من الدّاخل المرحة من الخارج
تعيش اسمى حالات عذابها في نشر الضّحك والمرح بين النّاس من خلال تطرقها للحياة الاجتماعيّة والسّياسيّة بطريقة ساخرة شعبية.

وممّن برزوا في كتابة الأدب السّاخر

أحمد رجب من مصر، محمد الماغوط، وزكريا تامر وشريف الراس من سوريا، إميل حبيبي ومحمود شقير من فلسطين ومن السّعودية أحمد قنديل.

والسّخرية أنواع كثيرة :
منها المضحك ومنها المحزن
منها المخيف ومنها الخفيف
منها ما يعصر القلب الما
ومنها ما ترفضه قلبا وقالبا
ولكّنك تحبّ أن تسمعه

يعني بالنّهاية السّخرية قد تكون قاتلة لصاحبها

الفرق كبير ما بين الأدب السّاخر والأدب الضّاحك والمتمثّل في النّكات الشّفويّة،
فغسان كنفاني وهو ممّن كتبوا المقالات السّاخرة اّلتي كانت تصدر في ملحق الأنوار ضمن مجلة الصّياد يقول في تعريفه للكتابة السّاخرة "إنّ السّخرية ليست تنكيتاً ساذجاً على مظاهر الأشياء، ولكنّها تشبه نوعا خاصّاً من التّحليل العميق"
إنّ الفارق بين النّكتجي والكاتب السّاخر يشابه الفارق بين الأراجوز والمهرج وإذا لم يكن للكاتب السّاخر نظريّة فكريّة موضوعيّة تهم المجتمع والأرض والوطن فإنّه يصبح مهرجاً.

الأدب السّاخر لا يمتدح الجمال بل يعرّي القبح ويضعه في مكانه الصّحيح ويُظهر الحقيقة العارية.
الكاتب السّاخر يجب أن يكون مثقّفا ملمّا بامور عديدة ويجب ان يكون لديه حسّ بالأمور التي تدور حوله.
الأدب السّاخر هو خليط من التّمرّد على الأمور غير مرغوب فيها وانتقاد لما يحصل في الدّنيا من مشاكل على مختلف الأصعدة .
فعندك الصّحفي احيانا يتطرّق لموضوع معيّن عن شخصيّة معيّنة فينتقدها بطريقة ساخرة حسب الموقف ليظهر جوانب لخطأ فيها واحيانا يتعرّض هذا الصّحفيّ لكثير من العقوبات.
اما الكاتب السّاخر فقد يكتب عن حمار اعزكم الله ولكّنه يخفي بين طيّات كتابته شخصيّة اخرى قد يفهمها القارىء وقدلا يفهمها القصود به الحمار مثلا وهو محبوب من الشّعب ويخاف من كتاباته الكثيرون.

وهنالك فرق بين الأدب السّاخر والمقالة السّاخرة حيث انّ الأخيرة تهتمّ بموقف معين لكاتبها فيكتب عن هذا الموقف متهكّما ساخرا يعني مجرّد قضيّة يكتب عنها بتهكّم وسخريّة دون لمسة إبداعيّة.
اما الأدب السّاخر ففيه نشاط إبداعيّ من حيث الكتابة والعرض واالفكرة والّنمط
لدرجة اّنك عندما تقرأه تعيش لحظاته.
مثلا
الكاتب محمد عفيفي
في قصته كيف تشتري خروف العيد
وسحبت - أقصد سحبني - واحد منهم الى المذبح حيث أجلسني في قهوه بلدي مع تاجر خرفان ملطّخ الجلباب بدماء بضاعته ! واحضروا لنا ثلاثة خرفان لنتخيّر منها ضحيتنا أحدها بنيّ اللّون كبير القرنين والثّاني رماديّ اللّون متوسّط القرنين والثّالث غير ذي قرنين أصلا بل غير ذي لون ايضا !شخصا ما قد حلق له شعره بسبب أو آخر نمرة زيرو
في هذه القطعة كان الوصف دقيقا فتشعر بانّ صورة التّاجر اصبحت واضحة امامك
وانّ الخرفان الثّلاثة امامك في هذه اللّحظة

قلت لهم :
يظهر أنّ الخروف ده معجب ببول براينر* .. ها ها ها
ولكنّ أحداً لم يضحك الأمر الّذي فهمت منه أنّ سمعت المستر براينر لم تصل الى المدبح بعد !
وهذا غير مهمّ .. المهم انّي كنت في صف الخروف الرماديّ لا بسبب لونه الشّاذ فحسب وانما بسبب ما ميزته أذني في مأمأته من نغمه خفيفة
ولكنّ زميلي مندوب أهل العلم بشئون الخرفان قال لي : إنّ هذا الخروف هو أسوأ الخرفان الثّلاثة !
والرّجل العاقل لا يجوز له ان يتخير خروفه على اساس من الاعتبارات الموسيقيّة إذ انّ الصّوت لا أهميّة له في الدّلالة على جودة اللّحم .. بدليل انّه اشترى مرّة خروفا يسجّل بصوت تينور لطيف كاملا ومع ذلك كان لحمه زي الزفت
يظهر - قال تاجر الخرفان - إن البيه غاوي طرب هع هع

هل رأيتم اسلوب التّهكم في السّرد؟
تقرأ القصّة وكانّك مشارك بها
التّميز بالموضوعيّة وسهولة وسلاسة السرد
الوصف الدّقيق للخرفان وطرقة الفحص واللّون
لدرجة انّك تشعر بأنّها امامك


حينما بدأ العقّاد القول عن ملكة السّخرية عند المعرّي سائلاً :
لم يسخر الانسان ؟
أجاب قائلاً : " إنّه ينظر إلى مواطن الكذب من دعاوي النّاس فيبتسم
وينظر إلى لجاجهم في الطّمع وإعانتهم أنفسهم في غير طائل فيبتسم
وهذا هو العبث .. وذاك هو الغرور !

فكثيرا ما نجد أنّ الكاتب السّاخر لديه من الغرور ما يكفي ليجعله
كاتبا جريئا سلاحه قلمه
رد مع اقتباس
قديم 12 - 09 - 2017, 08:59 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
marit jesus Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية marit jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122656
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 22,574

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

marit jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ألأدب السّاخر وماهيته

ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 09 - 2017, 11:27 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ألأدب السّاخر وماهيته

فكثيرا ما نجد أنّ الكاتب السّاخر لديه من الغرور ما يكفي ليجعله
كاتبا جريئا سلاحه قلمه
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أرملة أممية
قول المحب للمحب شفاء
أأمية يا اوختي
يهودي له صفة أممية
( لا تكن )) كالبحر آلميت


الساعة الآن 07:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024