السلام رسالتنا والمحبة الأساس الحي القائم عليه إيماننا الظاهر في وحدتنا الحقيقية بكوننا جسد المسيح الرب أعضاؤه من لحمة وعظامه.
وهذا هو مختصر إيماننا المسيحي الحقيقي الذي يشع حياة مصدرها نور الله الحي فينا، وذلك بكوننا صرنا خليقة جديدة تحيا في مصالحة لا تنهزم أمام الاختلافات الفكرية، لأن طالما الأبناء من أب واحد، عيلة واحدة لها روح واحد، فكيف يهزم وحدتها ويقسمها أي شيء في الوجود كله، ونحن محبتنا لبعضنا البعض لا تقوم على المشاعر النفسية الإنسانية الطبيعية المتقلبة، بل هي محبة واحدة، لها مصدر واحد وحيد وهو الله المحبة، وكيف لا يكون بيننا سلام وملك السلام يملك على قلبنا ويُنير ذهننا ويعطينا فكره (لنا فكر المسيح)
فأن كان المسيح الرب حي فيَّ وفيك، فكيف لنا أن نختلف جوهرياً وندخل في حالة من الخصومة والعداء!! أو كيف لا تكون وحدتنا مطلبنا الذي نسعى إليه جدياً ونثبت فيها بل لا نقبلها بل نبغضها للغاية!! أو كيف لا نُصلي بعضنا لأجل بعض لكي نثبت وننمو معاً!!
والسؤال الاستنكاري المطروح علينا كلنا: هل المسيح الرب الواحد ينقسم على ذاته، أم أن الروح القدس يدعم فينا الحق الذي يفصل الأخ عن أخيه بل ويجعل كل واحد يتجسس على أخيه ليمسك عليه خطية ويسعى أن يطرده ويعزله ويبتره كعضو من الجسد!!!
ثم كيف يقول قائل أنا اتبع المسيح الرب من كل قلبي وصرت له تلميذاً وهو رافض من قلبه أخيه الذي يتبع المسيح الرب من قلبه ويحبه:
يا إخوتي هذه هي رسالة الإنسان الذي صار في المسيح الرب عضواً في جسده الحي والذي صار رعية مع القديسين وأهل بيت الله: إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ، لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ (2كورنثوس 5: 20؛ أفسس 2: 14)
+++ السلام والنعمة على من تخطى تصوراته الخاصة وارتفع فوق كل خصومة واتجه بكل قلبه للمسيح الرب الإله الحي الذي يعلن أن الله واحد فيجمع أبناء الله المتفرقين ليكونوا واحداً فيه، ليرتفعوا معه للمجد ويدخلوا به لحضن الآب، لأنه بدون أن يكون الجميع واحد فيه فكيف يصيروا أبناء الآب الواحد: