|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القبر الفارغ لم يُقنع القبر الفارغ التلاميذ بحقيقة القيامة، والقول إن يوحنا رأى وآمن (يوحنا 20: 8) سببه أن يوحنا تذكَّر ما سبق أن قاله المسيح عن قيامته. أما مريم المجدلية والنسوة وبطرس فلم يؤمنوا بالقيامة عندما رأوا القبر الفارغ. ولكن ظهورات المسيح لهم بعد القيامة هي التي جعلتهم يؤمنون. غير أن القبر الفارغ برهن حقيقة تاريخية هي أن الذي ظهر للتلاميذ هو نفسه يسوع الناصري. ويلاحظ دارس العهد الجديد أن حقيقة القبر الفارغ لم ترِدْ إلا في الأناجيل. ولكن مواعظ الرسل للجمهور - كما يسجّلها سفر الأعمال - لم تذكرها، بالرغم من تأكيد الرسل الشديد على القيامة - والسبب: إن هذه الحقيقة كانت معروفة للجميع، فلم يكن هناك ما يدعو إلى برهنتها. لقد عرف الجمهور كله أن قبر المسيح فارغ، فكان المهم هو: ما هي دلالة القبر الفارغ؟ لماذا هو فارغ؟ والقبر الفارغ يقف صخرة راسخة كدليل من أقوى الأدلة على قيامة المسيح. لقد ربح الرسل كثيرين للإيمان بالمسيح - بالرغم من عداوة السامعين بعد أن أعلنوا خبر القيامة المفرح، وهم على بُعد قريب من القبر، يمكن لمن يشاء أن يذهب إليه بنفسه. فهل كان يمكن أن يربحوا كل هؤلاء لو أن جسد المسيح كان مُسجى في قبره؟! وهل يمكن أن يقبل الكهنة والفريسيون وقادة اليهود ما أعلنه التلاميذ البسطاء، بدون مقاومة، لو لم يكن القبر فارغاً فعلاً؟! إن حقيقة القيامة ما كان يمكن أن تُعلَن في أورشليم لو لم يكن القبر قد خلا حقاً من جسد المسيح، فقد كان اليهود قادرين على إحضار الجسد لو أنه كان موجوداً! (13). حاول قادة اليهود أن يَرْشوا الحراس ليقولوا إن تلاميذ المسيح سرقوا جسده، وهم نيام (متى 28: 11 - 15). وهذا في ذاته برهان على أن القبر كان فارغاً.. لكن المشكلة هي في تفسير سرّ هذا الفراغ! لقد نشر اليهود في القرن الثاني عشر كتابات تحوي تفسيراً للقبر الفارغ، تقول إن الملكة عندما سمعت أن الرؤساء قتلوا يسوع ودفنوه وأنه قام أيضاً، أمرتهم أن يجيئوا بجسد يسوع في بحر ثلاثة أيام وإلا قتلتهم. عندئذ قال يهوذا: تعالوا لتروا الرجل الذي تطلبونه لأني أنا الذي أخذته من القبر. لقد خفت أن يسرقه التلاميذ، فأخذته وخبأته في بستان وعملت مجرى ماء فوق مكانه . وتكمل القصة بأن الجسد قد ظهر. (عن توليدوث يسوع ) (17). وواضح أن هذه القصة هي من إنتاج فكر العصور الوسطى، ولكنها دليل على أن القبر كان فارغاً. وأن الأمر يعوزه التعليل. ولعله لهذا السبب تغفل معظم الكتابات المنافية للمسيحية ذكر القبر الفارغ، لأن القبر الفارغ ضربة مميتة لكل الاعتراضات على الشهادة المسيحية، والصخرة التي تتحطم عليها كل النظريات المخادعة. ويلاحظ دارس تاريخ الكنيسة أن المسيحيين في القرون الأولى لم يجعلوا من قبر المسيح مزاراً، فإن الجسد لم يكن هناك. فلماذا الزيارة؟ فلا الأناجيل ولا سفر الأعمال ولا الرسائل لا كتابات الأبوكريفا ولا الكتابات القديمة تذكر أن للمسيحية مزاراً. ألم تَشْتَقْ سيدة واحدة من اللواتي أحسن المسيح إليهنّ أن تزور قبره؟ ألم يَشْتَقْ أندراوس أو بطرس أو يوحنا أن يحجّوا إلى قبره؟ ألم يُرِدْ شاول الطرسوسي أن يزور القبر ليذرف الدمع ندماً على ما سبق أن اقترفه في حق صاحبه؟.. لو أنهم عرفوا أن جسد المسيح مُسجَى هناك لأسرعوا لزيارته (13). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القبر الفارغ دليل القيامة |
السحر .. القبر الفارغ |
القبر الفارغ (يشهد على القيامة) |
ادلة القبر الفارغ وموثوقية القيامة ج 1 |
القبر الفارغ |