منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 10 - 2023, 10:18 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

هَاءَنَذا آَتٍ الَّلهُمَّ، لِأعمَلَ بِمَشيئَتِك




هَوايَ أَنْ أَعمَلَ مَشيئتَكَ يا الله
(مزمور 9:40)


أَيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأحِبَّاء في الْمَسيحِ يَسوع. كَتَبَ صَاحِبُ الرّسالَةِ إلى العَبرانيّين في شَأنَ الْمَسيحِ قَائِلًا: ﴿هَاءَنَذا آَتٍ الَّلهُمَّ، لِأعمَلَ بِمَشيئَتِك﴾ (عب 7:10). ويَسوعُ نَفسُه، سَبقَ لَهُ أَنْ أعلَنَ لِتلاميذِهِ قَائِلًا: ﴿طَعَامي أَنْ أَعمَلَ بمشيئةِ الّذي أَرسَلَني، وأنْ أُتِمَّ عَمَلَه﴾ (يوحنّا 34:4). فالْمَسيح لَهُ الْمَجد، كَلِمَةُ الله والابنُ الّذي صَارَ بَشَرًا، أَتَى مُتَمِّمًا لِلإرادَةِ الإلهيّة الْمُتَمثِّلَةِ في خَلاصِ البَشر، والّذي تَحقَّقَ لَنَا بِفَضلِ طَاعَتِهِ الّتي تَجلَّتْ بِأبهَا صُوَرِها فَوقَ الصّليب. كَمَا كَتَبَ بولسُ الرّسول في رسَالتِهِ إلى أَهلِ فيلبّي، يَقول: ﴿فَوَضَعَ نَفسَهُ، وأَطاعَ حَتّى الْمَوت، مَوتِ الصَّليب﴾ (في 8:2).



في إنجيلِ هَذَا الأحَد، يَضرِبُ لَنَا يَسوعُ مَثلَ ابنانِ اثْنان. الابنُ الأوَّل مُطِيعٌ ولَو بَعدَ عِصيَان. والابنُ الثّاني كَذَّابٌ وعَاصٍ. الابنُ الأوّل مُتَهَوِّرٌ نَوعًا مَا، يَرمي الكَلامَ دُونَ حِسَاب، ولَكِنَّهُ طَيّبُ القَلبِ يَقِظُ الضَّمير، فَنَدِمَ عَلَى عَصيانِه، وأَطَاعَ أَبَاهُ، وذَهَبَ للعَمَلِ في الكَرمِ كَما أَراد. أَمَّا الابنُ الثَّاني فَهوَ خَبِيثٌ ودَجَّالٌ، يُتقِنُ النِّفَاقَ، ويُطلِقُ الادِّعَاءَاتِ الْمُزَيّفَةِ والوعودِ الكَاذِبة، حالُهُ حالُ كَثيرين! الابنُ الثّاني يُمثِّلُ ظَاهِرَةً شَائِعَة، وخُصوصًا بَينَ فِئةِ الْمُتَديِّنين، مَنْ: ﴿يَأتونَكُم في لِبَاسِ الخِراف، وهُمْ في بَاطِنِهم ذِئابٌ خَاطِفَة﴾ (متّى 15:7). يَفتِنُونَ السَّاذِجين بالكَلامِ الْمَعسول، وبالأسلوبِ الَّلطيفِ والرّقيق، ويُجيدونَ تَصنُّعَ مَظاهِرِ التَّقوَى والتّعبُّدِ السَّطحي. ولَكِنَّ الدَّاخِلَ، ومَا أَدرَاكَ مَا الدَّاخِل، مَمْلُوءٌ نَجَاسَةً وإثْمًا!



الابنُ الأوَّل يُذَكّرُنَا بالابنِ الأصغر في مَثَلِ الابنِ الضّال (لوقا 11:15-32)، والّذي بَعدَ حَياةِ مَعْصيةٍ مُذِلَّةٍ للغَايَة: ﴿رَجَعَ إلى نَفسِهِ، وقَال: يا أَبَتِ إنّي خَطئتُ إلى السّماءِ وإِلَيكَ﴾ (لو 17:15، 18). فَتَوبتُهُ كَانَتْ مِفتَاحَ نَجَاتِه! والابنُ الأوّل في إنجيلِ اليَوم، حَدثَ مَعَهُ الأمرُ ذاتُهُ، إذْ: ﴿نَدِمَ بعدَ ذلِك، فَذَهَب﴾ (متّى 29:21). فَكُلُّنَا أبناءُ الله، وكُلُّنَا نَرتَكِبُ الْمَعَاصي بأنواعِهَا. ولكنَّ أَبنَاءَ اللهِ الصَّادقين، همُ القَادِرونَ عَلَى التَّوبَة، وإِبدَاءِ مَشَاعرِ النَّدَم، والرُّجوعِ مِنْ جَديد، واثِقينِ برحمَةِ الله، عَامِلين بإرادَةِ الآبِ ووَصاياه.



مِن الخَطَأِ أنْ تُخطِئ، ولكنَّ الخَطَأَ الأكبرَ يَبقَى في الإصرَارِ عَلَى الخَطيئة، وفي رَفضِ التَّوبَةِ والنَّدَامة، وفي عَدمِ طَلبِ الْمَغفرةِ مِنَ الله والْمُصَالحةِ مَعَه، وفي عَدمِ الرُّجوعِ إِلَيه، والبَقَاءِ في ضَيَاع! النّدامَةُ مِفتَاحٌ لِعَلاقَةٍ ناجِحَةٍ معِ الله، والاعتِذَارُ مِفتاحٌ لِعلاقَةٍ نَاجِحَةٍ معِ الآخرين. النَّدَامَةُ والتَّوبَةُ تُذَلِّلُ كَثيرًا مِنَ الخِلافَات. أَمَّا الإصرارُ عَلَى الخَطأ، ورفضُ الإقرارِ والاعتِذَار، فَهيَ أَسهَلُ وَسيلةٍ لِبناءِ جُدرانٍ مِنَ القَطيعَةِ والعَدَواتِ معِ النَّاس.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأحد الثّالِث من زمن السنة ﴿هَاءَنَذا أَرْسِلْني﴾
مثل الفريسي والعشّار - "الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ!"
أنا لستُ آسف
لستُ وحــدى !!!
"الَّلهُمَّ اِلْتَفِتْ إِلَى مَعُونَتِي. يَا رَبُّ أَسْرِعْ وَأَعِنّي"


الساعة الآن 08:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024